.لكن تلك المداخل التقليدية عادةً ماتصب في الجانب الخطأ من مصلحة القضاء عليها.
.فلاتزال هناك اعداد ليست قليلة من الطبيبات حتي ,,ناهيك عن الاطباء, من يُوجِد لها فوائد طبية.
.اما في الجانب الديني فالامر اكثر سوءً
فالكثير من العلماء الذين لديهم نظرة مسبقة عن ان المراة كائن اقل شانا من الرجل ويجدون لم مسوغات دينية,,
علي استعداد للمجئ باحاديث والاقرار بصحتها ومنح اجتهاداتهم البشرية صبغة شرعية ملزمة
,,
لذا اود ان (اطعن في الفيل ) نفسه وليس ظله
,,فالاصرار علي محاربة الظاهرة صحيا ودينيا ليس هو الحل الجذري او القراءة الاسلم للواقع.
.فجوهر المشكلة يكمن في نشاتها منذ الاساس
نعم ..فالطريق الاسلم ان نكافحها بنفس الطريقة التي وثبت بها الي حياتنا.
.فالختات ليس الا ابتكار اصيل لعقلية ذكورية فجة تستهدف اشباع رغباتها الخاصة في المقام الاول ..
ومن ناحية اخري هي العقلية التي برغم انها تري في المراة كائن لاقيمة له واقل مكانة
من الرجل
الا انها و لغرابة المفارقة تري ايضا انها عنوان الشرف الباذخ للاسرة وللمجتمع ككل,
,, وهذه مفارقة عجيبة,,فالجريمة التي يرتكبها الرجل تعتبر خطا ذاتي ناتجة عن
انحراف سلوكي فردي في ذلك الرجل بعينه لا اساس له في التنشئة,
, وبالتالي فالاسرة والمجتمع غير مسؤولين عنه ,ولا تعود اليهما السمعة السيئة,
,اما المراة فمجرد افتراضات مسبقة عن تكوينها الجسماني كانها مخلوقة فقط كاداة للاثارة عند الرجل,
, وان تكوينها النفسي ا اقرب للانحراف بطبعها رغم ان الانسان بطبعه مولود بفطرة سوية دون تمييز..مجرد هذه الافتراضات تستدعي ,
,اجرآت استباقية لاجتثاث منابت الشر المتوقع هذا,,بافتراض تقليل شهوة المراة وبالتالي منعها من الانحراف وبالتالي الحفاظ علي شرف الاسرة,
,اذاً الامر ليس له علاقة بشرائع سماوية ولا كل تلك الخزعبلات التي تتناثر هنا وهناك
كل هذا الالم من اجل افتراضات وتكهنات
من الاشياء الخطيرة هي ان الفتاة تكون كبيرة بما يكفي لتكون واعية لكل تفاصيلتلك الجريمة.
.احدي الفتيات اثناء بعذ الدراسات اخبرتني انها تفهم تماما معني كلمة اغتصاب,,
ذلك الوضع المهين الذي نراه عادة في الافلام,,فتاة ممدة ومحاطة بمجموعة من الشباب المستهترين
البعض يمسك بيديها ورجليها لمنعها من المقاومة والاخر يكمم فمها لمنع
الصراخ واحدهم يقوم بالجريمة الشنعاء وسط فرحة البقية وضحكهم,
,اخبرتني ان عين هذا امشهد تحسه حين تتذكر حادثة ختانها,
,فوسط الغناء وضحكات النسوة البعض يسيطرن
علي اطرافها وصوتها و ( الطهارة) تقوم باللازم,
,وهي تكافح باستماتة وصراخ هستيري حتي اصابتها صدمة من الهلع والاستغراب لهذا الحدث العجيب
اذن ابتداءً نقول ان هذه جريمة ضد حقوق الانسان ,,وانتهاك لكرامة المراة التي هي جوهر انسانية الفرد
,,الله سبحانه وتعالي يقول ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات) ه
فلا يعقل بعدها ان ياتي شيوخ الغفلة هؤلاء ليحدثوننا عن اصول شرعية له
هذه العقلية الذكورية ظلت تهيمن علي القضية و.تقودها الي تاسيس
واعتراف مجتمعي مبرر بتقاليد الاجداد المعظمة او بصبغة دينية
وهو ماشرعَنَ له لاحقا وجعل من الاستحالة بمكان لفترات طويلة مجرد فتح باب النقاش حوله
ويصبح من يفعل ذلك منبوذا وكانه داعية للفجور والفسق باعتبار ان الختان هو ضمانة لتلك الاخلاق
.في اكثر من مكان ذكرت واقعة انه في احدي المرات حال ذهابنا لقرية
طرفية والشروع في ندوة للحديث مع الاهالي بضرورة ايقاف هذه العادة الضارة ..
فقام عدد من الشباب حتي المتعلمين منهم بقطع اسلاك الميكرفون لمنعها حتي قبل ان يبدا الحديث
ولحقهم بعض الرجال الذين قالوا لنا بالحرف الواحد ( عملتكم دي ماعملة بنات ناس..بلاخجلة بتتكلمن) ه
ومن ثم تم طردنا من تلك القرية مصحوبين بنظرات وعبارات الازدراء والاحتقار
.
,,الختان عادة وليس عبادة,,
المؤسف هذا التبلد والشعور الاعمي من المجتمع.
.فتلك الجريمة النكراء تقام لها الاحتفالات تخدع الفتيات بالملابس الجديدة والنقود.
.ان الختان جريمة تخفيها الزغاريد
في اعتقادي الخاص ان اسوا مافي هذه الجريمةهو التواطئ النسائي لاستمرارها
,,فالحقيقة الثابتة ان اسوا انواع العنف ضد المراة هو الصادر من امراة اخري,
,فالمفارقة العجيبة انه رغم ان هذه العادة القميئة هي نتاج ذكوري بحت
,,الا ان اكثر من يصر عليه ويؤديه ويمارسه ويحتفل به ويعتبره طقس مقدس هن النسوة,
,وكثيرا مانجد ان الرجل – الذي يتحول موقعه هنا – من نظرة شرف او كزوج له متطلبات معينة في شريكة حياته – يتحول كثيرا الي اب رحيم يكره لابنته ان يحدث لها مثل هذا الظلم والعنف
,,
حكت لي احدي الفتيات انه بعد انتهاء القابلة من فعلتها تلك ,,ان جدتها اكتشفت انه فقط ختان سنة ,,فرفضت واجبرتها علي العودة وتغييره الي ختان فرعوني
والسبب ( نحنا اولاد عز ولازم نربي بناتنا احسن تربية),, اذن المراة نفسها تعتقد ان كمال التربية هو زيادة في البتر,
, وهذا مفهوم يختزل المراة ككائن له شرف وخلق وعقل وكرامة وانسانية
الي مجرد عضو تناسلي, يتناسب حجمه عكسيا مع شرف المراة
كثيرات هن النسوة بهذه العقلية المستلبه
,,فامراة مثل هذه من الطبيعي ان انه بما انها تعرضت لهذه الوحشية ,,ان ترفض تكرارها لبنات جنسها ولاسيما لفلذات الاكباد
,,غير ان العكس تماما هو مايحدث,,لان هذه المراة تربت في مجتمع ذكوري قننَّ
لمفاهيمه الخاصة وانزلها لارض الواقع كعرف اجتماعي او حتي كفروض دينية
والمراة هذه جزء من هذه المنظومة الاجتماعية التي استصحبت معها هذه الممارسات في عقلها اللاوعي وصارت مدافعة عنه
كانها في مهمة سماوية مقدسة وهي لاتدري انها معلقة بخيوط العنكبوت الذكورية الانانية
..
احدي الامهات اثناء نقاشي معها,,لاثنائها عن ختان بناتها ,,اجابتني بكل احتقار ( بنات الزمن دا مستهبلات,,نحنا كنا بختونا جوة حفرة وبيطهرونا بي سكين الضبيحة,, الزمن دا بنج ومشارط)ه
اذاً العلم والتطور بدلا عن ان يردع هذه العادات القبيحة ,,اصبح فيه من التسهيلات مايوفر بيئة خصبة لترعرعها ونموها,
,احيانا كنت احس برغبة خفية لدي المراة في عقلها اللاواعي بالتشفي والانتقام من الاجيال اللاحقة او انها تظن انه شئ لابد ان تمر به جميع النساء كفريضة وجود في هذه الحياة مثل الزواج والانجاب.
. وكلا الاحتمالين هما يعبران عن تلك العقلية المستلبة اللاواعية
,,
التراجع العنيف الذي شهده السودان في باسقاط مادة منع الختان من قانون الطفل استنادا الي فتوي مجمع الفقه الاسلامي الذي قسم الختان الي فرعوني محرم وسنة محلل
,,هذا التراجع القانوني بذريعة دينية هو تراجع عن الدين نفسه الذي يكرم الانسان و عن
القانون الذي يحمي حقوق الانسان
بعيدا عن الادلة وصحتها وقوتها وضعفها,,ليس من الضرورة ان يكون الانسان متفقها لتطمئن نفسه الي فتوي ما,,هناك اشياء كثيرة تؤخذ بالمنطق,
,الله نفسه عز وجل منزل الاديان عرف بالمنطق,,فكيف بتفاصيل الاديان؟؟؟
الدين ليس مجرد نصوص جامدة ,
,انه روح وحياة وكل الاديان انزلت لخير البشرية واصلاحها وليس لاضهادها ولقهرها,
,الختان ليس الا اداة قهر للمراة واعاقة نفسية وجسيدة لها وانقاص من قيمتها كإنسان سوي في هذه الحياة
.. ليس من الطبيعي ان يحرم التدخين مثلا تحت القاعدة الفقهية لاضرر ولا ضرار
ثم ياتي البعض ويجوز لنا بعض انواع الختان وقد ثبتت اضراره الصحية والنفسية
بما يصل لفقدان الحياة نفسها ( قد يؤدي للموت ) او القدرة علي الايتاء بحياة جديدة ( قد يمنع الانجاب )ه ,
,اهم حق من حقوق الانسان هو حق الحياة ويعلو علي اي حق اخر
.
تقسيم هذه الجريمة الي حلال وحرام ومحاولة ايجاد شروحات ونصوص بغرض تجريم بعض الممارسات,,
مردوده اسوأ الف مرة من تركه بلا فتوي
لانه بهذا التقسيم قد اوجد ثغرة ضخمة في جيش مكافحة الختان ويبعث طمانينة زائفة عند المجتمع ويشجع البعض ويقلل همة الاخر وتخوفه من خطورة الامر
,,
هذه الجريمة يجب ان تنتهي وتجرد من كل الصبغات الدينية والاخلاقية واصدار فتوي واضحة بتحريمها ومواصلة الكفاح لانهائها من المجتمع
واصدار قانون قوي يمنعها ويضع عقوبات رادعة لمنعها ومواصلة نشر الوعي في المجتمع بكل شرائحه,, يجب ان يشارك الرجال جنبا الي جنب مع النساء لوقف هذه الجريمة
, الفتاة ليست بحاجة الي تطهير
الذي
يحتاج لتطهير حقيقي هو هذه العقول المتحجرة كمجتمع ورجال دين وقانون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق