من يوم ان قتلوك يابلقيس يا احلي وطن
,,
لايعرف الانسان كيف يعيش في هذا الوطن
لايعرف الانسان كيف يموت في هذا الوطن
نزار قباني يرثي زوجته واوطانه
*** *** ***
و من يوم ان قتلوك يامحمد كما قتلوا من قبلك
الالاف جنوبا وغربا وفي كل مكان
لايعرف الانسان كيف يعيش في هذا الوطن
تجددت شلالات الدماء,,
وتواصلت طوابير الاجساد الضائعة بلا وجيع
ظل محمد مهمشا,,ومطحونا,,كالكثير من ابناء شعبنا
وربما كان يردد كما نردد كثيرا انه لاراحة له الا بالموت
غير ان ظنه لم يكن صحيحاُ
واحلامه في الحياة الاخري ليس مسموحا لها بالتحقق
الحرية في هذا البلد فعلٌ حرام ,,وانت صاحي وانت تنام
حتي النومة الاخيرة ليست ملكا لاحلامك يامحمد
فجسده الذي ظل ساعات طويلة يحرق بالنيران ويجلد بالسياط
ويقطع بالسكاكين ويمزق كخروف الاضحية
وعيناه المفقؤتان
ثم ظل اياما في ثلاجة المشرحة الباردة
ثم اخرجوه غصبا عن اهله واحبائه
في غير موعده وخدعوا كل الجموع التي جاءت لتلقي النظرة الاخيرة
ورقد ساعات طويلة ينتظر ان يدفن
والامن بكل اصنافه يطوق المكان..يرفض مطلبا اخيرا لمحمد ولاهله
والمفاوضات تستمر للافراج عن جثمانه
ولكن
رفض حكامنا الاشاوس,,الابطال,,صناع الثورات
(المترشحين بكل قوة عين من جديد)ه
..
رفضوا ان يختار اهله له مثويً
بعد ان رفضوا ان يختاروا لهم وطنا آمنا
ان اهله في دارفور مجبرون علي الحياة والموت معا
الجميع يردد بوجعة : التهميش والعنصرية في حياتنا وبعد موتنا
ظل الجثمان ساعات مسجي ينتظر ان يذهب مقابر احمد شرفي
..امام جامعته
عسي ان ترتاح روحه مكان كان يتعلم
وينتظر المستقبل العريض من خلالها
لكنهم اصروا الا ان يدفنوه كما يحبون
في هذا الزمن الردئ,,يظل محمد وغيره
محرومون من وطن يرضيهم فوق التراب وتحت التراب ايضا
و وسط اختناق عبرات والده وبكاء اهله
طالبوا الجمع ان يرضخ لهم
لان ابنهم تعذب حياُ وهم يريدون له ان يرتاح الان ميتا
الدموع تنهمر من والده وهو يقول
ولدي كتلوه ورموه زي الكلب في الشارع..وانا داير القصاص
لكن خلاص ارضوا اندفن محل قالوا العساكر
,الحتة سخانة وجسمو مابتحمل اكتر من كدا
اصلا هو متسلخ
***
طفرت العيون بالدموع رجال ونساء والقهر وشم الوجوه والقلوب
***
احساس عجيب ينتابك ساعتها
خليط متضارب من المشاعر والدموع والاهات
يحس الانسان ببراكين من الغضب ويتخلل الحزن الاحشاء المهترئة
تتساءل الي متي يمكنك ان تظل في هذا الطوفان من الوجع و القهر
ربما تساءلت بحرقة
ايُ وكر عصابه نسكن فيه؟,,ونسميه وطنا لنا؟ه
علي كيفهم يختطون لنا الحياة
.
.ثم علي كيفهم يقتلوننا
ثم علي كيفهم يدفوننا
ويتكرر قول هاشم صديق دائما
البلد بلدكم وانتو اسيادا,
,كلها بيتكم محوشة ليكم
انتو اسُودا وجيش الحارة
ونحنا الدُخلا جينا بي فيزا سياحة,,زيارة
قديما يقول المثل (يقتل القتيل ويمشي في جنازتو)ه
عن اقصي حد للفجور وعدم الحياء
الان يقتلون القتيل ويمنعون الاخرين حتي من ان يمشوا في جنازته
لم يفارق الطيب صالح في ترابه ماقاله منذ زمان بعيد
من اين جاء هؤلاء
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لاتثنيهم انتخابات ولامااعتادت عليه اسوا الانظمة الديكتاتورية
ان تجمل وجهها القبيح بمساحيق تخفي جرائمها البشعة
لكنهم لايزالون علي مبادئهم الدنيئة ثابتين
يثبتون علي الباطل ونعجز ان نثبت علي الحق
ان نقول لا للظلم,,كفي للطغيان
معظم الجمع من اهل دارفور
,,اين ذهب بقية الشعب السوداني (البطل)ه
هل هذا الفتي لايخصهم؟..ليس من ابناء الوطن؟؟ه
الايحتمل ان يكون احد الابناء او الاخوة
خرج في صباح عادي وعاد بعد يوم جثة محترقة ومقطعة
ماذا لو كان ابن احد الاكرمين الذين يملأون الساحة ضجيجا
ثم نجئ ونتساءل بعد هذا ماهي مشكلة دارفور؟؟؟ه
الم يكن من الممكن ان تشمل هذه الجموع كل الشعب
وتعود اكتوبر,, وتذهب العصابة لكوبر
العساكر في المقابر
هذا ليس اسم مسرحية,
,هذا هو ماكان حادثا هذا الصباح
ربما لاول مرة في التاريخ
تحاط مقابر الاموات بهذه الترسانات
والجيوش التي لاتحمي الا مصالح العصابات
ربما لاول مرة يطلق (بمبان) في مدافن ويقلق راحة الموتي
علي قول احدهم : ( انهم يفوقون سوء الظن العريض)ه
حتي الموتي يقلقونهم في مثاويهم الاخيرة
اننا نعيش بامرهم,,نُقتل بامرهم,,نُدفن حتي بامرهم
تري كيف تكون ديباجة صكوك العبودية اكثر من هذا
نحن نباع ونشري في هذا الوطن سوق النخاسة الكبير
لماذا هذا الصمت المخجل مع كل هذه المهازل
لماذا لاينتفض الشعب ويقلع هذه العصابة الحاكمة
هل عقر الوطن من روح الثورة
لماذا هذا التواطؤ منا
لماذا لانقف وقفة واحدة ونذهب بهم الي مذبلة التاريخ
*** *** ***
الامن الذي يرتكب الجرائم بدم بارد ويلقي جسد محمد في العراء بكل خسة
احساس العنصرية والتهميش لدي المشيعين وهم داخل وطنهم
الذي كان يظهر في اعينهم ويتردد في هتافهم
التشييع الذي خرج محاطا بالعساكر والدوشكات والمدرعات
والجمع يردد البشير ياسفاح اوكامبو كلامك صاح
كان يحمل رسالة واضحة,
,اننا صعودا بسرعة
,,نحو الهاوية
*** **** ****
كلمة في قلبي: ه
الوطن
,,بلد المهازل والمحن,,ارض النخاسة والنجاسة وافتعالات الفتن
بلدي بلد اللي سايرين كل لحظة شايلين علي كتوفم كفن
,,
واللي حاملين طاقة مسيرم..شعلة من حزن وشجن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق