السبت، 26 فبراير 2011

ون مان شو.. الوطن رشو



من المعروف ان الانتخابات ليست مكافئ الديمقراطية وانما فقط احدي وسائلها,

,بدليل حدوثها حتي في الانظمة الشمولية كنوع من مساحيق التجميل علي وجهٍها المشوه.

.ولذا المشاركة في انتخابات بانعدام اياً من مقوماتها الاساسية هو ليس الا مشاركة في تثبيت انعدام الديمقراطية.
.
مايقوم علي اساس باطل فهو باطل

وقد بدأ هذا البطلان باتفاقية نيفاشا المسماة زوراً

اتفاقية السلام ((الشامل)) فلم يكن هناك اشتمال الا علي وضع (شمولي) ه

قسّم البلاد بين مالكين شمالي وجنوبي مع اقصاء متعمد للاخر

علي الرغم من النتائج المصيرية لمستقبل البلاد ككل التي تستتبع تنفيذها


المسرحية

المؤتمر الوطني اقام الاحصاء والدوائر والسجل وعيّن المفوضية التي تتلاعب بكل وضوح وتقرر كيفما اتفق للحكومة

وترفض الطعون في متهم هارب مقدم امام محاكمة دولية وتعتبرها مجرد ملاحظات,,اذا من الطبيعي ان يفوز باخر جولات هذه اللعبة

,,الحكومة ظلت تلعب دور المؤلف والممثل والمخرج والمنتج في هذه المسرحية

,..انها مسرحية الرجل الواحد

One man show

من العيب ان تظل الاحزاب في موقف المتفرج مع بعض المشاركات الرديئة

في هندسة الديكورلتجميل خشبة هذه المسرحية الهزلية,

وتنتظر بعدها جوائز اوسكارمسرحية او بالاحري ماستلقيه لها الحكومة من ديكورات الغنائم

..اما الشعب فبالتاكيد انه خارج القاعة

وكما كانت تهتف الجماهير قديما في الملاعب للمهزوم

ون مان شو..(الوطن) (رشُّو) خارج المسرح او(شاتو) خارج الملعب

الاحصاء المزور والذي تبعه قص ولصق (تحت مكنة ترزي انقاذية) للدوائر

و خروقات التسجيل بشهادة جميع الاحزاب وبتوثيق عشرات الطعون التي لم تفعل فيها المفوضية شئ,

كلها لم تشكل موانع رادعة لدخول الانتخابات ولا ادري ماهو الانتهاك المتبقي لاقناع ( ديك) الاحزاب

النظرية الثلاثية

لا باس ان نكوِّن نظرية جديدة ونطلق عليها النظرية الثلاثية

وهي تقول ان هناك دائما ثلاثة احتمالات لكل فعل,,

في الدوائر التي فاقت فيها نسبة التسجيل نسبة الاحصاء السكاني حتي بلغت في دائرة 200%,

تقول النظرية اما ان هناك مشكلة في الاحصاء او مشكلة في التسجيل او مشكلة في مدارك الاحزاب,,

من المؤكد استخفاف الحكومة بالاحزاب حين اختارت بداية تدشين الحملة الانتخابية

بقتل الشهيد محمد موسي في بيوت الاشباح ومواطن اخر تحت التعذيب في شرطة النظام العام,

,كيف تقتنع الاحزاب بانتخابات في ظل قانون امن يشرع صراحةً لهذه الجرائم

و بميزانية امن ودفاع خمسة ترليونات تقارب 70% من ميزانية الدولة؟؟ه

*** **** **** **** **** .

مبررات ومسوغات

تدّعي الاحزاب المشاركة بفرضيات اجملها حسب النظرية الثلاثية ايجاد حراك انتخابي لقواعد ظلت مغيبة عشرين عاما..

هذا لايعدو سوي نوع من الخزعبلات..

فيمكنها بالمثل ان تدعو لمقاطعة هذه الانتخابات الجريمة في حق الوطن وتحرك بها القواعد لتكون وعي شعبي

وقوي ضغط(( سلمية)) لما يحدث في وطنهم قسرا

ثم ماذا يعني الدخول في حراك انتخابي و لاتزال المفوضية تتواطء صراحة وليس سرا,

,وتصدر امرا باخذ تصاريخ لاي حملات دعائية للاحزاب في حين لايزال

المسؤولون في مناصبهم ويقودون حملاتهم بكافة امكانيات الدولة

المادية والاعلامية غير مخصصاتهم الذاتية البالغة 10% من

الميزانية العامة بالتساوي مع نسبتي كلًا من الصحة والتعليم
بكل مؤسساتهما

لمواطنين يقع اكثر من 90% منهم تحت خط الفقر

هذه وحدها تفوق عجائب الدنيا السبع اثارة



**** **** **** **** 

اما المسوغ الثاني الاكثر غرابة هو التحصل علي مقاعد في الانتخابات التشريعية تكفل ايصال صوت من خارج الحكومة القائمة

,,كيف يمكن ان يحدث هذا عندما تسيطر الحكومة علي جل مقاعد البرلمان وتمرر بالاغلبية الميكانيكية قوانين مثل قانون الامن يمنع حتي تجمع سلمي لرفع عريضة لهذا البرلمان

,,ثم ماذا يعني نسبة تقل عن 10% في لاكثر الاحزاب بعد الحركة

حظا تحددها لهم الحكومة وترميها كعظام فتات مائدة الوطن بعد ان تشبع من لحم الاصوات المزورة

مقابل فقط تلك التضحيات والشهداء والمعذبين في بيوت الاشباح

التي ظل يقدمها طلاب الجامعات من الاحزاب طوال تلك السنوات المرهقة الطويلة,,

اما احتمال انها تود تغيير الحكومة من الداخل,

,يطيب لي عنده بمزيد من الالم ان اعرب عن بالغ اسفي لتلك

الذاكرة السمكية للشعب وذلك التناقض للاحزاب

حين نذكر كيف هاجمت الاتحادي المسجل عند انضوائه تحت مهزلة

قانون التوالي وقوله ان النظام هذا لايذهب بالقوة فمن الخير ان نفتح ثغرة في جدار الديمقراطية وقد كان,

,اما هذه المشاركة المشينة فليس لها اي مبدأ,


,انها اسوأ الف مرة من قانون التوالي لان هناك هامش من الحرية

ومراقبة دولية و وعي شعبي يسمح لاحزاب اليوم بفعل الكثير داخلها

ومع قواعدها غير ماكان حادث يومها..

احتمالات و مراهقات

من النظرية الثلاثية نستنبط ثلاثة احتمالات

اولهم ان تكون هذه الاحزاب لاتعلم ولا تعلم انها لاتعلم حقيقة مايجري حولها وتسير كالاطرش في الزفة

,,البعض اكد انه سيقاطع اذا تاكد من تزوير هذه الانتخابات,,هذه محنة تدعو (للِتمِحن)ه

,,قديما يقولون (المابشوف من الغربال بكون اعمي) ولكن هنا

اقول (المابشوف بي المجهر بكون مُتعامِي) والحكمة

تزيد ( الشوف بصيرة مُو بصر)ه


وثاني الاحتمالات ان تكون هذه الاحزاب تعلم وتعلم انها

تعلم تماما كل هذه المخاطر ومع هذا تصر علي دخول الانتخابات,,

وهذا يسمي في علم السياسة- وليس من عندي- براغماتية.

.وربما تيمنا بالمثل القائل(المال تلتو ولا كتلتو) وهنا يبدو

من الاكرم ان تعتذر الاحزاب للشعب (صراحةً) عن

تراجعها عما قررته وخالفته (صراحةً) في مؤتمر جوبا

اما ثالث الاحتمالات ان تكون هذه الاحزاب لا تعلم,, وتظن انها تعلم

,,و لابد حينها انها لازالت تعيش دور المراهقة السياسية.

.وهذا يتجلي في الاحتجاجات التي تطلقها عن عدم تكافوء فرص الدعاية في الاعلام الحكومي

*** **** **** ****


الحركة الشعبية وادمان الحركات التمثيلية


,ماذا تعني احتجاجات الاحزاب ضد احتكار الاعلام

و اعتقالات ناشطين واخيرا قرار االمفوضية باستخراج تصاريح لكل نشاطات دعائية,

, في ظل وجود نظام انتخابي فاسد بكل تفاصيله

الاغرب ان يقرر عرمان مقاطعة الفرصة الاولي له في الاعلام والظهور بكمامات

,,الا يوجد تناقض لديه حين استخدم ذات الكمامات وامتنع عن العمل الجاد ضد قانون الامن في البرلمان؟ه

,,الاولي بعرمان الذي استبدل الحرية المسلوبة بقانون الامن مقابل قانون الاستفتاء,

ان كان حقا حريصا علي حرية الحديث والمواطن ككل,, ان يقاطع الانتخابات برمتها

,ماذا يعني عدم تكافوء الفرص في اعلام حكومي امام قوانين ومفوضية وسجل واحصاء ودوائر حكومية؟ه

الي الاحزاب المحتجة,, لايضير الشاة سلخها بعد ذبحها

*** *** *** ***

قوس قزح الاحزاب وافلاك الحكومة


المراهقة تظهر اكثر في نظرية التشتيت او قوس قزح التي اختطتها الاحزاب لمواجهة غريمها في الانتخابات,

,فهذه الخطة لن تصب الا في صالح المؤتمر الوطني,,

ونذكر مقولة هارون الرشيد حين راي سحابة مبتعدة من سماء بغداد,

,فخاطبها هازئا بكل ثقة من سعة ملكه وسيطرته

عليه (صُبِّي ايتها السحابة حيث شئتي,,فسياتيني خراجك انّي ذهبتي )ه.

.الا تعلم هذه الاحزاب ان كل هذه الانتخابات تدور في فلك الحكومة,؟؟ه

حال الحكومة والاحزاب في اعطاء فرصة لهم للانتخابات

,, كحال مربية اطفال تلاعبهم ,,حبستهم اولا داخل غرفة مغلقة

وعندما ارتفع صراخهم اخرجتهم الي (حوش) المنزل لايهامهم انهم ذهبوا للحدائق

,,وعندما راي الاطفال تلك المساحة الاوسع للعب فرحوا

وتركوا البكاء,مع,انهم لايزالون داخل المنزل,,

مخاطر نظرية التشتت او قوس قزح هذه تخضع ايضا للنظرية الثلاثية فهو اولا اعلاء للاجندة الحزبية علي حساب الوطنية

وتشتيت ثقة ورغبة التغيير عند الشعب المشتته اصلا في مصداقية الاحزاب عنده,

, وثانيا ترك المجال للحكومة للتفاوض والاتفاق مع البعض كما تم التصريح اكثر من مرة

عن التنسيق الثنائي بين الحكومة وبعض الاحزاب بسحب مرشحي الحكومة من بعض الدوائر مقابل دعم الحزب لها في اخري او علي مستوي الرئاسة,

,,و ثالثا قد تؤجج بعض الخلافات الحزبية القديمة اثناء التنافس خاصة في المقاعد الولائية..

ونذكر انه بداية هذا الشهر اعلنت منظمة العفو الدولية

عن (مخاوفها ان تتسبب الانتخابات في انتهاكات لحقوق الانسان,

,واندلاع نزاعات مسلحة في الجنوب ودارفور)


,,وهذا يمكن توقعه بوضوح اذا استصحبنا

ان السلطة خلال حكمها اثارت النعرات القبلية واسست للعنصرية كاحد اسلحتها في اضعاف البلاد لضمان سيطرة اقوي

,,نحن بالتاكيد امام مستقبل كارثي اقصره نزاعات قبلية واوسطه انفصال الجنوب واخره خارج اطار التخيلات
*** *** *** ****


اسمع جعجعةً واري (طَحناً)ه

لعل من المراهقة السياسية للاحزاب او الضعف لست ادري,,مراهنتها الدائمة علي الحركة وتوقعها لخير انتخابات الحكومة,,,

,الحكومة مستعدة لفعل اي شئ مقابل بقائها علي السلطة حتي انفصال الجنوب وتمزيق البلاد واعادة مربع الحرب الدينية كما ظهر في تدشين حملتها

ولعله لهذا صرح منسوبيها اكثر من مرة بان قانون الامن هو خطهم الاحمر الذي يحكمون به الشعب,

و الحركة ايضا علي استعداد لفعل اي شئ مقابل اجندتها الخاصة التي تختلف قطعا عن اجندة الاحزاب الشمالية ولذا لايعقل ان تشاركهم احلامهم الوردية,

,المؤلم ان الشعب ((المطحون)) بين رحي الحكومة والحركة..

وبدلا ان تقاطع الاحزاب هذه الانتخابات الديكورية الزائفة وتزيح هذه الاثقال عن كاهل الشعب تدخل في هذه الانتخابات وتطبق حجري الرحا علي بعضهما باتزان ودقة


اتفاق بلا عدل ولا مساواة


لماذا اختارت الطغمة الحاكمة هذا التوقيت للاتفاق مع شق الحركات الاسلامي في دارفور خليل ابراهيم, مع توفر نفس الظروف والاطماع والاغراءات للطرفين منذ زمن بعيد

,,نعود لنظرية التلاثيات,,هناك ثلاثة اسباب : ان يحدث هذا بعد ان تنتهي اجراءات السجل الانتخابي ويستبعد اكثر من مليوني لاجئ في معسكرات اللاجئين كل منهم اما احرقت قريته او اغتصبت زوجته او قتل ابناءه,

ثانيا فرصة للدعاية الانتخابية كحكومة السلام والاستقرار والتنمية وبقية تلك الاكاذيب

,,ثالثا ضرب بقية الحركات المسلحة المتبقية بواسطة خليل نفسه لكي لاتحدث بلبلة في مقبل ايام الانتخابات,,

الاتفاقات الثنائية وتغييب الاخر لن تؤدي الي حل جذري وسليم

تعودنا دائما ان الا ننظر ابعد من ارنبة انوفنا
مشكلة السودان هي ليست من يحكم السودان
وانما كيف يحكم السودان
ان الطريقة الرخيصة والاقصائية التي وقعت بها تلك الاتفاقية تدلل علي ان هذه السلطة عازمة علي المضي قدما في منهجها الازلي,,

بنفس الطريقة التي تتعامل بها مع البلاد كنوع من الاقطاعيات الخاصة,

ويعضد هذا اخبار باعطاء الحركة مقاعد اضافية في جنوب كردفان بكامل المزاج الشخصي الحكومي,,

ثم ايضا العفو عن مائة محكوم بالاعدام بدون الرجوع للقضاء,,

وان كان هناك ثمة خير في هذا الامر فهو لاشك انه شهادة مهمة في حق ادانة القضاء ومن الرئيس مباشرةً..

ومن النظرية الثلاثية مجددا هناك ثلاثة احتمالات..

اما ان تكون هناك مشكلة في نزاهة القضاء حين اقر تلك الاحكام او مشكلة في صدق الحكومة التي يدخلون معها الانتخابات
او ان هناك مشكلة في مدارك الاحزاب ان كانت تفهم سلفا هذه المشاكل

المقاطعة

ليس صحيحا ان المقاطعة هي فعل سلبي,,المقاطعة ايضا بها تنوير للاجندة الوطنية عامة يفوق تنوير الدعاية الانتخابية الحزبية الخاص غالبا

..ليس صحيحا ان المقاطعة هي اجهاض لاخر فرصة للقضاء علي المؤتمر الوطني,, هؤلاء هم كالنبت الشيطاني لاينفع اجتثاثه بمنجل صغير وكالورم السرطاني لايقضي عليه الا العلاج الكيميائي

,,يمكنكم التاكد من هذا اذا علمتم ان بعض التكهنات تقول انه علي الاقل

يوجد تزوير في ثمانية ملايين صوت تكفل لهم الفوز بسهولة لذا لايهم حتي اذا ذهب بعدها ملايين للتصويت ضدهم,

واهِمٌ من يتحدث عن تزوير قادم في الانتخابات,

,الحكومة انتهت من هذه العملية مسبقا,,بالعكس تماما الحكومة ستكون الاحرص

علي تصويت نزيه مراقب دوليا ومحليا لاكتساب شرعية مزيفة تبحث عنها سنوات طويلة,


,اصحاب الخطوط الرمادية الذين يتحدثون عن مشاركة مشروطة,
,
ماذا ينتظرون فعلا,,هل ستعيد لهم الحكومة الاحصاء والتقسيم للدوائر دعك من السجل؟ه

,,لعلهم يغنون الان للانتخابات قبلها

(بعيونك تقول لي تعال وتعال

بقليبك تقول لي لا مافي مجال) ومن

المؤكد انهم سيغنون لها بعدها (ظلموني الحبايب وقالوا لي انسي)ه

لماذا لا تناضل الاحزاب ((سلميا)) وتضغط علي الحكومة من اجل

استيفاء مستحقات الديمقراطية والعدالة وتتمسك حتي النهاية بحق الشعب

كما فعلت الحركة من اجل الجنوب

وكما طالب خليل ابراهيم الان

وبعد ان نكصت عن شروطها في مؤتمر جوبا ,,

هل لازلنا نسال لماذا لايثق الشعب في الاحزاب
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لماذا لايحدث عصيان مدني واضرابات عامة بعيدا عن سرطانات نقابة المناشأة

لماذا لانقف بقوة ونضع اشتراطاتنا لتحول ديمقراطي متكامل وليس تلك الصورة المزيفة

,اسئلة مشروعة


تحت ثلاث محاور (الله الوطن الضمير ) اتمني كمواطنة من كل حزب يدخل هذه الانتخابات ان يجيب علي ثلاثة اسئلة

هل يعتقد ان مشاركته في هذه الانتخابات حقيقةً يخدم الاجندة الوطنية؟؟ه

ماهو شعوره او تصرفه بعد فوز المؤتمر الوطني,

,هل سيتباكي و يتحدث عن التزوير ام يتمسك بموقفه ويقر بنتيجة الانتخابات كما تمسك بالمشاركة فيها؟؟ه

ماهو الدور الحقيقي الذي سيقدمه من خلال حفنة صغيرة من المقاعد تشريعية او تنفيذية لبلاد مواجهة بمجاعة طاحنة في الدندر وكردفان

ومقبلة علي شبح انفصال وبقية حركات مسلحة في دارفور

واضطرابات في الشرق واحتلال مصري وبلاد الرابعة عالميا في الفساد
ودستور ملئ بقوانين مجحفة وفقر مدقع يبتلع معظم الشعب..؟؟ه

المسرحية

المؤتمر الوطني اقام الاحصاء والدوائر والسجل وعيّن المفوضية التي تتلاعب بكل وضوح وتقرر كيفما اتفق للحكومة

وترفض الطعون في متهم هارب مقدم امام محاكمة دولية وتعتبرها مجرد ملاحظات,,اذا من الطبيعي ان يفوز باخر جولات هذه اللعبة

,,الحكومة ظلت تلعب دور المؤلف والممثل والمخرج والمنتج في هذه المسرحية

,..انها مسرحية الرجل الواحد

One man show

من العيب ان تظل الاحزاب في موقف المتفرج مع بعض المشاركات الرديئة

في هندسة الديكورلتجميل خشبة هذه المسرحية الهزلية,

وتنتظر بعدها جوائز اوسكارمسرحية او بالاحري ماستلقيه لها الحكومة من ديكورات الغنائم

..اما الشعب فبالتاكيد انه خارج القاعة

وكما كانت تهتف الجماهير قديما في الملاعب للمهزوم

ون مان شو..(الوطن) (رشُّو) خارج المسرح او(شاتو) خارج الملعب







الخميس، 17 فبراير 2011

قربان النسيان


شقت طبلة اذني اصوات الزغاريد في الحي

ايوووووووووووووووووي ايوووووي ايوووووي

دقت الدلاليك معلنة شارات الفرح,

,اخلاص مرت عبد الكريم-فنانة الحي-,,شغالة بي دلوكتين

وارتفعت الصفقات و ساد الهرج وتعالت الضحكات

تاوقتا بي فوق الحيطة,,انا ماشة بعد كدا,,-

امتلأ الشارع بالبشر و الضجيج,,الحي كله خارج للبهجة

لبست فستان العيد الجديد,,, و هرولت نحو ( بيت الطربانة)ه

الرجال خارج المنزل صفوا الكراسي,, والضباح يجهز خروف سمين

النسوة في الداخل,,,اخر قشرة

خاتم البوبار,, وتوب حرب الخليج,, طالعات موضة

كنت شخصية مهمة في ذلك اليوم,,حال وصولي تم تكليفي بالمهمة الاولي

الذهاب لعثمان سيد الدكان,انا وسلمي,,وشحدة مسجلو,,شرطا معاو سماعاتو الكبيرة

عمكم عثمان يحب الفن الاصيل,,رسلو ليهو ولدو حسين,,اول مغترب في الفريق

كان المسجل من المقتنيات العظيمة ,,عم عثمان لايخرجه الا في المناسبات القومية

وبعد ان يتاكد- بسماع الزغاريد- انه ليس مقلب من شباب الحي

ليسمعوا به الاغاني الهابطة,,,حسبما صرح ذات يوم

المشوار تكلل بالنجاح بعد ان اسمعت سعدية زغاريتا القوية لعم عثمان

عدنا بالكنز الثمين وانطلق صوت الغناية في مياعة

(ياعديلة يابيضا ياملايكة سيري معا),,وانطربت النسوة ,وبدا الرقص

ودخلنا للغرفة الكبيرة في المنزل,,والابتسامة تشق طريقها امامنا

,,حظها,, العروس دي

و

الغرفة غارقة في البخور,,وهي غارقة في الفركة الكبيرة,, والضريرة تملا شعرها

والحنة تتشعب علي كفيها,,هناك اسورة ضخمة وحرير وخرز وخاتم كبير وو

وعندما خرجنا من اندهاشنا من غابة الالوان هذه ,,اخيرا نظرنا لها

كانت تسبح في بحيرة من الدموع,,تتسايل انهارا سوداء من الكحل

ذهلنا,

,ندي مالك؟ في شنو؟,
,ظلت دموعها تهطل,,وظلت تساؤلاتنا عالقة

وكبيرات الحي يطردننا الي الخارج
: ,ديل شنو الجابن هنا,,امرقن قوام

,ندي تصرخ مستنجدة : ليلي ,,سلمي,,

غطي الضجيج صوت الصراخ,,وارتفعت المسجل بالغناء :-

(مبروك عليك الليلة يانعومة,,ياحليل ناس ديل الزمان بجونا)ه

نظرت لسلمي, : هو في شنو يابت ؟ انا امي قالت لي الليلة ندي,

حاتكون عروسة سعمبروتية كدا,,هسي بتبكي مالا

سلمي هزت راسها في بلادة معروفة عنها -

- انا امي قالت لي ندي مابتمشي معاكم المدرسة كم يوم.

امكن بتبكي خايفة الحصص تفوتا,,؟؟؟ه

اممممم ,سبب وجيه بردو,,سلمي دي اول مرة تقول شئ مفيد

نسينا الموضوع,,ودخلنا حلبة الرقيص,,والصفقة فوق,,, فوووووق

,, ها ااا هااا ,,يابلالي تعال لي,,البلوم نزل ياعيني

في عز الفرحة انطلقت زغاريد طويلة معلنة الخبر الهام

وخرجت امراة ضخمة في ثوب ابيض. مكللة بابتسامة الانجاز

ربما فتحت عكا او حررت فلسطين ؟ الارتياح طلي وجوه النسوة

.وبدان في المباركات لي ام العروس,,ومن غبانا باركنا بي وراهن

وهرولنا ناحية الاوضة,,لنطمن ندي انو نحنا حاننقل الاناشيد والتمارين كويس

كانت ملقاة علي سريرها وغاطسة في فركتها وتنظر الي الفراغ

ندي !!!!!! مبروك ؟مالك بتبكي؟؟ه

واصلت دموعها الانهمار,كلعنة سحائبية علي الارض

,,كانت فتاة اخري

غير رفيقة الطفولة تلك,,كنا ثلاتنا صديقات لانفترق

بيت ندي في البداية,, بعداك سلمي واخر شئ بيتنا,

,من بابنا بشوف بيوتم,,, واراقب كل المستجدات

كانت تبكي بخجل ولوعة وحرقة , تفيض بالمرارة,

الغريب تماما,,ان النسوة من حولنا لايابهن

سعيدات والفرح يكسو الوجوه,,زي الجابوليهن توب هدية من السعودية

كلتوم جارتنا قالت : ياحليلا البنية تبكي ساكت,,

اخلاص ست الدلوكة حدرت ليها : ياسلام ماتبكي ولا تكورك,ماكلنا بكينا

كنت وسلمي نتبادل النظرات عما يحدث هنا,

كل هذا القهر,,,وكل هذه اللامبالاة

,هذا الفرح الحزايني او الحزن الفرايحي

المخدة تعلو وتهبط بفعل الايادي المانحة,,طرادات وجنيهات

وام ندي.. عين مع ندي ,,وعين علي مخدة ندي,,ه

,تقارن وتحسب,,ياربي فاطنة وبدور ختن ليها زي يوم واجبتهن في بناتن؟ه

ولا مستهبلات ساي النسوان ديل,,

نحن عينا مع عيون ندي,,ندي مالك يابت عايني لينا,

,لم تكن هي,,ه

غادرت الطفولة البريئة مقلتيها مخلفة وراءها عاصفة من القهر

وحفر الالم اخاديدا في وجهها,,واصلت التوغل فيهما,,عينيها

,,فراغ عميق اجوف,,بلا حياة

وقفت مرتبكة امامها,,طاشت يدي لالتقط يدها مودعة,

,بدت مسافرة الي صحراء بعيدة,,,خرجنا والتساؤلات تملانا,,

امام منزلها,,توزعت الموائد,,الجميع في سرور طاغي

ماعدا حسن,,اخوها الكبير,,انزوي في ركن قصي في المنزل,,كا اقصي ما استطاع من رفض

ومن بين صحانة الشطة والمرارة

ارتفعت عقيرة حاج عبد الكريم راجل اخلاص ست الدلوكة

- هو الجني الاسمو حسن دا مالو,,عامل فيها فاهم اكتر علينا

عليم الله ياحاج مساعد..الجنيات البنصرف عليهم في القراية دي

اخير عدمن ,,الواحد يحفظ كلمتين يجي يلاويك بيهن,,

داكي الليلة بنوت قاهرات كدي جن وقالن كمان دايرات يعملن ندوة

عن العادات الضارة ول شنو داك مابعرف,,انتن الضرقتليهن

وحات الله وقفتلن بي عكازي دا داير اقطع خبرن,,طردناهن بره الحلة

قلتلين عملتكن دي ماعملت بنات ناس,,امشن غادي مننا,

,شوفن حلة غبيانة سون فيها فسادكن دا

وصلت منزلي وصوته يخترق الفريق مع وصلة من اللعنات بذهابهن للجحيم

*** *** ***


عاودتها غدا,, والتساؤلات اكبر,,ندي.. ندي

,,ردت بصوت كانه الذكري,,اتية من غياهب النسيان

عيناها المرفوعتين الي بقهر كامل,,تقول شيئا ما,,الحمي تغطي جبينها

كان قهرها وحزني اكبر من طاقات البوح

_عدي لي قروشي,,,اشارت الي اسفل مخدتها

,بشبح ابتسامة علي زاوية فمها,استطردت :

امي قالت لي بدق ليك بيهن حلق دهب

الجدة تضع الحجبات والبخرات,,وتنده لي شيخا

هوي ياب شره,, تاني مابصلك كان ماعافيت لي البنية دي

التعاويذ السرية والطلاسم القديمة لم تقهر هذا القهر

,,,انا ماقصرت وديتا البحر الصباح, البت دي ادوها عين

اردفت الجدة :,انا ماقتليكم اربطوليها الحجاب في المخدة

* ه* ادوها عين يعني شنو,,هي عيونا زاتا مافي,, المرة دي خرفت اكيد

,قلت في سري,,

ام ندي لها نظرية اخري : لا دي ماعين يما

,دي علوية,, امبارح جات داخلة من بيت البكا قبل المغرب

ه - سجمي علوية شافت الجنازة ؟ وخليتووها تخش علي ندي كيفن

,,عشان كدا الحمي جاتا,,اسبارنا دي بتغتس حجركم شان مابتحترموها

**** **** **** ****

عاودت التحديق في ندي

نظرت الي ككاهن يلقي نبؤة حزينة,,و وراقبتني باشفاق مثير للشفقة

همست,,النسوان ديل عملوا حاجة ماكويسة,,ازداد صوتها اختفاء : حاجة عيب

وتواصل نزيف عينيها من جديد,,كان هناك نزيف اخر لم افهمه

اشارت الي اللاشئ وصمتت,,,ماعارفات الراجيكن.. ابتلعت كلماتها

افلت يدي بصعوبة من يدها الدافئة,, :- بكرة بجيك راجعة

احسست ان هذا الشئ اكبر من طاقة الكون علي الاحتمال

ابتسمت بوهن : انقلي كويس عشان لمن انزل اكتب منك

,,وكجندي خائف يفر من ساحة المعركة,

وكغيمة جدباء تترك ساحة الهطول

,,هربت وتركتها,,لم افهم مابها,,كانت تحتاجني,وكان الخوف يعصف بي,

,الخوف من المجهول

وانا خارجة سمعت الجدة تصرخ :

البت دي ميرودا شديد ..زول امشي انادي اسيا الداية سريع

ااااه,,,المراة الضخمة ذات الثوب الابيض

هناك شئ في قرارة نفسي اخبرني انها المسؤولة عن القهر والحمي

ماذا تفعل,,تساءلت بحرقة

ندي قالت انه ضرب من الحاجات الماكويسة,,اااي شكلو حاجة ماكويسة

عدت الي البيت وانا اختبئ في ذاتي,

وفشلت شجاعتي ان تخرج السؤال الي امي

*** *** ***

وفي الليلة دييييك,,شق صراخ ارجاء الفريق

صراخ اعلي من كل اصوات الزغاريد والدلاليك,,

,ووووووبعلي ووووبعليييي واااااااااااي

ندي مااااتت,,ندي مااااتت

,,ندي ماتت؟؟ماتت؟؟كيف يعني؟؟

هطلت حمم حارة علي وجهي,,,الحزن العميق لايسمح اقصاه الا بالبكاء

,واحسست بغتيان ..ونار تشتعل في قلبي

تدفق الالم في ارجائي,,وهدر في اذني صراخها يومئذ

الاسئلة كمطارق الحداد تتهاوي فوق راسي

تتعدي حدود عقلي,,تتشنج فوق لساني

سمعت كلام كتير

حمي مرتفعة,, نزيف شديد,,المستشفي,,نقل دم,,,جروح ملتهبة ووو

ووجدتني اصرخ واجري بلاهدي في الطرقات المظلمة

وصلت بيت العرس,,اقصد بيت البكا

نشيج,, صراخ,,عويل,,تسللت ووقفت,,الجميع في ذهول

حتي هي ,,اسيا الداية,,كانت تقف مع النسوة في حوش البكا

وجدتها تقف بثوبها الابيض,,تنوني ,,كعادة النساء لمجاملة البكا,,

احسست بغضب هائل : تكتلي الكتيل وتمشي في جنازتو

اندفعت نحوها بعنف واوقعتها

ربما كانت ندي تريد ان تقضي عليها لولا عجزها,,

انتقمت ليك ياندي

صرخ الجميع ,,اسيا,,اسيا,, وقعت اسيا,

,هربت بسرعة

اصوات تهتف باسمي واقدام تعدو خلفي,,, وابتلعني الظلام ليلتها

**** **** ****
اتمني الا شئ من هذا حدث,,تفاوضني الامنيات وتوقع الاحلام علي شيك مفتوح

الفيني مرة اخري العب معهما تحت الشجرات بين البيوت الثلاثة

كانت سلمي تحب الكمبلت والحجلة,,اما ندي فرقيقة,,تحب الفات الفات وام حفرة

اما انا فكنت احبهما,,صديقتا الطفولة

ندي ..تشبهين الحقول حين تزهر فيكما الحياة

يستعيد الصباح اشراقه ,,ويستعيد الليل صفاءه,, حين تبسمين

برحيلك اختفت الفرحة,,وكسي الكون العذاب

الشوارع تنزف الما,,الشجيرات مكان لعبنا,,رفضت نشر الظلال

توقفت الطيور عن المرور بفريقنا

حتي مسجل عم عثمان يغني الطرب الاصيل :-

فريقنا الكان منور بيك وعاش روعة تلاقينا

صبح حزنان ومامصدق,,في يوم ترحل تخلينا

*** ***

لم اعد العب,,تركت الشارع والشجرات وعم عثمان

كنت استرق النظر,,بي فوق الحيطة,,حين اشتاق اليها

حتي سلمي,,لم اعد اهتم بها,,

حتي حين غابت يومها عن المدرسة,,,,لم اكترث

يومها.. رايت تلك المراة ,,تتجول في ارجاء الفريق مرة اخري

تحت مباركة الجميع,,واحترام الجميع

اااه...النسيان كاس هذه الفريق,,يتجرعه حتي الثمالة

هذه القرية قررت ببساطة ان تتناسي

رايتها يومها

كجرادة تتجول بين الحقول بحثا عن محصول جديد

تحمل حقيبتها,,, كالمعصية علي وجه المجرم

تابعتها بنظراتي

,,دخلت منزل سلمي

,,وانطلقت الزغاريد,, مرة اخري

*** *** ***


تمهيد متاخر


قديما تقدم الفتاة ,,كقربان للنيل

وتزف كعروس كاملة الزينة الي خضم الماء,,تحت مباركة الجميع

بكل الحب

ندي هنا,, كانت قربانا للتقاليد

و ضحية النسيان

في جميع الازمان..تقدم القرابين للالهة

عروس النيل وندي وذلك الخروف السمين

استدراك


توفيت قبل عدة ايام من معارفنا ,, فتاة في مستشفي الرصيرص

الرابعة التي تنقل نازفة الي تلك المستشفي

نتيجة استخدام ادوات جراحية غير معقمة

خلال عملية ختان وحشية


الحقيقة


الذي يحتاج لتطهير حقيقي,,

هي هذه الموروثات القميئة ,,,والعقول المتحجرة

الثلاثاء، 15 فبراير 2011

بكائية علي روح الشهيد محمد موسي


من يوم ان قتلوك يابلقيس يا احلي وطن
,,
لايعرف الانسان كيف يعيش في هذا الوطن

لايعرف الانسان كيف يموت في هذا الوطن


نزار قباني يرثي زوجته واوطانه 



*** *** ***
و من يوم ان قتلوك يامحمد كما قتلوا من قبلك

الالاف جنوبا وغربا وفي كل مكان

لايعرف الانسان كيف يعيش في هذا الوطن

تجددت شلالات الدماء,,

وتواصلت طوابير الاجساد الضائعة بلا وجيع

ظل محمد مهمشا,,ومطحونا,,كالكثير من ابناء شعبنا


وربما كان يردد كما نردد كثيرا انه لاراحة له الا بالموت

غير ان ظنه لم يكن صحيحاُ

واحلامه في الحياة الاخري ليس مسموحا لها بالتحقق

الحرية في هذا البلد فعلٌ حرام ,,وانت صاحي وانت تنام

حتي النومة الاخيرة ليست ملكا لاحلامك يامحمد

فجسده الذي ظل ساعات طويلة يحرق بالنيران ويجلد بالسياط

ويقطع بالسكاكين ويمزق كخروف الاضحية

وعيناه المفقؤتان

ثم ظل اياما في ثلاجة المشرحة الباردة

ثم اخرجوه غصبا عن اهله واحبائه

في غير موعده وخدعوا كل الجموع التي جاءت لتلقي النظرة الاخيرة

ورقد ساعات طويلة ينتظر ان يدفن

والامن بكل اصنافه يطوق المكان..يرفض مطلبا اخيرا لمحمد ولاهله

والمفاوضات تستمر للافراج عن جثمانه

ولكن

رفض حكامنا الاشاوس,,الابطال,,صناع الثورات

(المترشحين بكل قوة عين من جديد)ه
..
رفضوا ان يختار اهله له مثويً

بعد ان رفضوا ان يختاروا لهم وطنا آمنا


ان اهله في دارفور مجبرون علي الحياة والموت معا

الجميع يردد بوجعة : التهميش والعنصرية في حياتنا وبعد موتنا

ظل الجثمان ساعات مسجي ينتظر ان يذهب مقابر احمد شرفي

..امام جامعته

عسي ان ترتاح روحه مكان كان يتعلم

وينتظر المستقبل العريض من خلالها

لكنهم اصروا الا ان يدفنوه كما يحبون

في هذا الزمن الردئ,,يظل محمد وغيره

محرومون من وطن يرضيهم فوق التراب وتحت التراب ايضا

و وسط اختناق عبرات والده وبكاء اهله

طالبوا الجمع ان يرضخ لهم

لان ابنهم تعذب حياُ وهم يريدون له ان يرتاح الان ميتا

الدموع تنهمر من والده وهو يقول

ولدي كتلوه ورموه زي الكلب في الشارع..وانا داير القصاص

لكن خلاص ارضوا اندفن محل قالوا العساكر

,الحتة سخانة وجسمو مابتحمل اكتر من كدا
اصلا هو متسلخ
***
طفرت العيون بالدموع رجال ونساء والقهر وشم الوجوه والقلوب

***
احساس عجيب ينتابك ساعتها

خليط متضارب من المشاعر والدموع والاهات

يحس الانسان ببراكين من الغضب ويتخلل الحزن الاحشاء المهترئة

تتساءل الي متي يمكنك ان تظل في هذا الطوفان من الوجع و القهر

ربما تساءلت بحرقة

ايُ وكر عصابه نسكن فيه؟,,ونسميه وطنا لنا؟ه

علي كيفهم يختطون لنا الحياة
.
.ثم علي كيفهم يقتلوننا

ثم علي كيفهم يدفوننا

ويتكرر قول هاشم صديق دائما


البلد بلدكم وانتو اسيادا,

,كلها بيتكم محوشة ليكم

انتو اسُودا وجيش الحارة

ونحنا الدُخلا جينا بي فيزا سياحة,,زيارة


قديما يقول المثل (يقتل القتيل ويمشي في جنازتو)ه

عن اقصي حد للفجور وعدم الحياء

الان يقتلون القتيل ويمنعون الاخرين حتي من ان يمشوا في جنازته

لم يفارق الطيب صالح في ترابه ماقاله منذ زمان بعيد

من اين جاء هؤلاء

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

لاتثنيهم انتخابات ولامااعتادت عليه اسوا الانظمة الديكتاتورية

ان تجمل وجهها القبيح بمساحيق تخفي جرائمها البشعة

لكنهم لايزالون علي مبادئهم الدنيئة ثابتين

يثبتون علي الباطل ونعجز ان نثبت علي الحق

ان نقول لا للظلم,,كفي للطغيان

معظم الجمع من اهل دارفور
,,اين ذهب بقية الشعب السوداني (البطل)ه

هل هذا الفتي لايخصهم؟..ليس من ابناء الوطن؟؟ه

الايحتمل ان يكون احد الابناء او الاخوة

خرج في صباح عادي وعاد بعد يوم جثة محترقة ومقطعة

ماذا لو كان ابن احد الاكرمين الذين يملأون الساحة ضجيجا

ثم نجئ ونتساءل بعد هذا ماهي مشكلة دارفور؟؟؟ه

الم يكن من الممكن ان تشمل هذه الجموع كل الشعب

وتعود اكتوبر,, وتذهب العصابة لكوبر

العساكر في المقابر


هذا ليس اسم مسرحية,

,هذا هو ماكان حادثا هذا الصباح

ربما لاول مرة في التاريخ

تحاط مقابر الاموات بهذه الترسانات

والجيوش التي لاتحمي الا مصالح العصابات

ربما لاول مرة يطلق (بمبان) في مدافن ويقلق راحة الموتي


علي قول احدهم : ( انهم يفوقون سوء الظن العريض)ه

حتي الموتي يقلقونهم في مثاويهم الاخيرة

اننا نعيش بامرهم,,نُقتل بامرهم,,نُدفن حتي بامرهم


تري كيف تكون ديباجة صكوك العبودية اكثر من هذا

نحن نباع ونشري في هذا الوطن سوق النخاسة الكبير

لماذا هذا الصمت المخجل مع كل هذه المهازل

لماذا لاينتفض الشعب ويقلع هذه العصابة الحاكمة

هل عقر الوطن من روح الثورة

لماذا هذا التواطؤ منا

لماذا لانقف وقفة واحدة ونذهب بهم الي مذبلة التاريخ

*** *** ***

الامن الذي يرتكب الجرائم بدم بارد ويلقي جسد محمد في العراء بكل خسة

احساس العنصرية والتهميش لدي المشيعين وهم داخل وطنهم

الذي كان يظهر في اعينهم ويتردد في هتافهم

التشييع الذي خرج محاطا بالعساكر والدوشكات والمدرعات

والجمع يردد البشير ياسفاح اوكامبو كلامك صاح

كان يحمل رسالة واضحة,

,اننا صعودا بسرعة

,,نحو الهاوية

*** **** ****


كلمة في قلبي: ه

الوطن

,,بلد المهازل والمحن,,ارض النخاسة والنجاسة وافتعالات الفتن

بلدي بلد اللي سايرين كل لحظة شايلين علي كتوفم كفن
,,
واللي حاملين طاقة مسيرم..شعلة من حزن وشجن