شمخت ندية كازهار الصباح
نحلة تتحرك في ارجاء(حوشها)الوسيع
قلبها فندق خمسة نجوم..يسع من (الحِبان) و الاغراب آلاف
بسمتها بيضاء كضوء الصباح
سمراء فاتنة .. وهي ترزح تحت سنواتها السبعين
***
اصيلة
..معتقة هذه المراة
***
اصيلة
..معتقة هذه المراة
..لونها لون الارض
هيجتني تلك الملاذات العميقة علي وجهها...كاخاديد في حقل قطن واسع
تخيلت تلك الشلوخ.. كانها اثار المحراث علي ارض خريفية
عطشي للعطاء بلا مقابل ..
.وتطاولت امام عيني تلك السيقان الخضراء
.وتطاولت امام عيني تلك السيقان الخضراء
ورايت القطن الابيض يترعرع بين اخاديدها
يزهر يانعا ويغطي وجهها الحبيب..
لامراء انها تزرع الحب وتهبه للارض فتنبت رطباً.. وللسماء فتنزل غيثا
وللبشر بينهما,,فيمسح الصفاء وجوها كالحة
****
****
جميلة هي..
لاتزال الحنة سوداء علي يديها المعروقتين بالعمل الدؤوب.. والتسبيح المستيقن
وخاتم النص يزين اصبعها..تتفاءل به وتتدخره فخرا للايام (البخيتة)ه ه
اتمت وضوءها ووضعت ابريقها الفخيم ذاكترتل بضع ايات قصيرات حفظتها في صباها ولم تزدها
..واستقبلت قبلة مولاها
..واستقبلت قبلة مولاها
صلت بسكينة وادعة..
شاعت سكينتها من (تبروقتها) ووصلت حدود سجني
شاعت سكينتها من (تبروقتها) ووصلت حدود سجني
ودخلت دافئة مضيئة كاول خيوط الشمس ويانعة كشتلات الحقول في الصباح
والقت علي ذلك السجن والسجان التحية
***
***
..حبوبتي ام ابوي..
بابي الرحيب الي دنيا الانعتاق والتحرر
وسندي الحبيب في دنيا الزيف والانكسار
***
كعادتي وانا الهو بين يديها,,الححت ان تغني لي اغنيتي التي انبثقت منها
فرحا... بمولد حفيدتها من ابنها البكر الحبيب
كنت اغيظ بها صديقاتي في المدرسة كل حين
,,كانت لي اغنية مخصوصة كأحدي اميرات قصص الطفولة,,
ممالك عظيمة وامير نبيل سينقذ الاميرة من قبضة الساحرة الشريرة
شَدت بصوتها الرخيم
ه(بي بت اللمين جيد لينا,,الابوك بعرف البينا)ه..
استميت في طلب تكرارها كالعادة
استميت في طلب تكرارها كالعادة
,,بينما هي مشغولة باعداد زاد المسافرين لوجهة بعيدة
اخرجت جنيهات من (مفحضتها) الجلدية المهترئة ونظرت لي بحنان صارم
ه( بت اللمين.. شيليهن العبي بيهن)ه
التمع الفرح في عيني هذه الصغيرة
..كنت اعلم نهاية خطتي الخبيثة..
..كنت اعلم نهاية خطتي الخبيثة..
اخذت النقود.. (وطيران ناحية دكان حسين)ه ه
اشتريت الدربس والنعناع واللكوم وعدت محملة بالغنائم
***
راقبت انشراح وجهها وسعادة غامرة تكسوه
(ه(ياربي احمد عمي جا من سفرو البعيد؟؟
تساءلت بعقلي الممتلئ بالدهشة وفمي المكتنز بالسكر
راقبت هبوط الفرحة بلاتوقف علي وجهها والتفت لاري السبب
بص كبير حط علي مدخل بيتها
..
..
(ديل منو ؟؟وجايين لي شنو؟؟ وكتار كدي ليه)
واصلت الاسئلة وواصلت التهام الحلوي وانا اراها تفتح ذراعيها للقادمين
الناس ديل ما اهلنا...بتسالم وتطايب كدي ليه؟؟)؟)
ظلت تتجول بينهم كالساقية توزع الصواني والابتسامات
نخلة هي...تمارس الوقوف اجيالا بشموخ وعزة ومهابة
شجرة موز مخضرة يانعة ....تهب الثمر بلا انقطاع
آخر من ينام و اول من يصحو...
.نهضت مع الاذان
.نهضت مع الاذان
فتحت (تُكلها وخمرت عجينها) واوقدت الكانون لي (شاهي) الصباح
وظلت مورقة طيلة النهار تستقبل تفاصيل يومها المتقلب
***
بعد يوم شاق طويل مرهق..جاءت بنفس البشاشة
جهزت (عنقريبا) ورقدت تحت ضوء القمر
استلقيت جانبها كما يأوي المسافر الي جبل عالي
اتقاء العواصف والذئاب
التصقت بحضنها العامر بالحنان وتمنيت الا تنتهي
تلك اللحظة المترعة بالحب والامان..
استغرقت في الانعتاق
استغرقت في الانعتاق
شممت رائحتها الاثيرة..التي تسري في انفي كالعبير علي مر السنين
رائحة مميزة جميلة ..خليط مذهل
بين رائحة طين الجروف وعجين الكسرة الخمير
راقبت عينيها وهي تحكي..
رائقتين كبحيرة صافية تلتمع فيهما الطمانينة
كما تلتمع اشعة القمر الفضية علي صفحة الماء
ه(حجتني بي فاطنة السمحة) والغول والامير
وكالعادة (الغلوتيات) المحببة..المملكة الخدرا القصورا حمرا وحراسا سود
ودخل القش وماقال كش
اشارت باصبعها للقمرة:-شايفة المرة ديك قاعدة في عنقريب بتمشط صاحبتا
حاولت تبين ذلك السواد علي وجه القمر..
ه(صاح يا حبوبة ..وكمان عديت 12 شعرة مشطتا)ا
انفرج فمي الخالي من الاسنان عن ابتسامة كبيرة
هل كنت كاذبة؟؟؟
لا اظن!!!فلابد ان روحي الخالية من الهموم والغيوم يومها
ازاحت الحجب عن عيني.. وانكشف لي مد البصر كي ابصر
اليوم وقلوبنا تمتلئ بالاشجان والاحزان
لانستطيع حتي عد اصدقاءنا المخلصين
*****
*****
كنت اتمني دوما ان يرتفع عنقريب حبوبتي للاعلي كي اراقب المشاط
واسترق النظر الي بنات المدرسة..
وربما اصنع (طوطحانية) من اشعة القمر لأتارجح بين السماء والارض
وعندما اتعب سوف استريح علي السحابة البيضاء الكبيرة
وبين احلامي العظيمة تلك
مسحت لي شعري ..هدهدتني ...حتي نمت بين يديها
وانا احلم بالامير علي جواده الابيض واحلم بالمشاطة والقمرة
ااااااااااااااه كانت الدنيا عزيزة ولذيذة.
.
.
***
...جاءتني في المنام ليلا..شممت رائحتها
خرجتُ من حطام نفسي..واهات الزمن الموغل في الاغتراب
خرجت من كهوف ذاتي واسرعت يسبقني الحنين الي ذلك البيت القديم
اتلمس خطوها الوئيد علي ارض حوشها الوسيع
فتحت باب اوضتها الحبيبة..وجدت السرير خاويا.
.دولابها خاويا,,
ابريقها وحيدا
تبروقتها
..فضية عدتها.
تكلها
نمليتها
نمليتها
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
.ظللت ادور في ارجاء بيتها وصورتها منصوبة امام عيني
رحت اتشمم البيت بحثا عن رائحتها علها تهديني اليها
لم اصدق رغم كل تلك السنوات انها رحلت الي عالم اخر
رفعت بصري للقمرة علها تاتيني بجواب اكيد عنها
..فهي شاهد حبنا وملتقي جلساتنا
..فهي شاهد حبنا وملتقي جلساتنا
صرخت باعلي صوتي
حبوووووووبة
بت احممممد
****
.
****
.
.ملأت الكلمة فمي وخرجت من حدود المجرة
خمسة وسبعون عاما كوتد في ارض حياتنا..
في بيتها القديم..استقبلت الضيفان واطعمت الجيعان
وداوت المرضان وطمأنت الضهبان
***
وداوت المرضان وطمأنت الضهبان
***
ظلت دوما مشلعيب المحبة..تحفظ الحب طازجا ريانا لكل محتاج
وشمعة تضئ وتمارس الفناء بتحبب
تظل تدور كساقية تعشق العمل المضني بلا تشكي
كانت (تنضم) الابرة لي اخر يوم..وسنونها المتبقيات (بروقن يشلعن)ه.
***
عجيب ايها الموت ..تسرق احبابنا بلا استئذان.
.ندمنهم فتاخذهم وتاخذ قلوبنا معهم
كجرافة تقتلع منازل مشاعرنا التي بنيناها بطوب عمرنا ...ومونة محبتنا
تُوقِف ضخ دماء المحبة والامان في شرايين حياتنا النازفة
***
***
تمنيت ان امسك لحظة من الزمان هاربة لاري عينيها العميقتين
وحضنها الرحيب يستقبلني بشوق كالفاتحين العائدين من الحرب الطويلة
جلست موضع قدميها وابريق وضوئها..وذرفت ماتبقي من دموعي
****
****
تركتني وحيدة كصدفة فارغة علي شاطئ مهجور
مازات رائحتها تاتيني عبقة عبر السنين ..ترياقا ضد روائح الدنيا البشعة
ومازال صفاء عينيها مرتسما علي صفحة وجهي .. يضئ لي ظلمة طريقي
مازلت امهد سريري ليلا واراقب القمرة واودعها بثي القديم
واسالها ان تهبني مهدا في عنقريبها المشرع
امشط فيه احلامي واضفر ماتبقي من امنيات
لم تقهرها السنوات الحزينة