السبت، 30 يناير 2010

العنف ضد المراة

يتخذ العنف ضد المراة اشكال متعددة موغلة في القدم واختزاله في العنف الجسدي فقط هو تخفيف من تلك الجرائم التي تنتهك حق المراة كانسان تحت دعاوي تبدا بالدين ولاتنتهي عند التقاليد.

العنف الثقافي هو اسوأ أاشكال الإضطهاد باعتباره المسوغ لكافة الانواع الاخري,فالمرأة نتاج إرث تاريخي يلخصها كرمز للمتعة كما يظهر في روايات الف ليلة وليلة مثلا أو كوسيلة منجبة لاتحتاج لكثير مراعاة لانسانيتها أو كرمزلشرف الاسرة والقبيلة ككل وبالتالي يجب حمايتها من الانحلال الشخصي او الاستغلال من الغيربينما تجرد جرائم الرجال من عموميتها ويعامل كحدث فردي منبوذ من اخلاق مجتمعه,

 وهكذا الغيت شخصيتها كانسان عاقل له حرية الحياة واتخاذ القرارات الي كائن ضعيف يحتاج دوما للوصاية,وبرغم انتهاء الوأد في زمن الجاهلية, ألا انه يمارس اليوم بطرق مغايرة تقلص دورالمرأة في الحياة كشريك كامل الحقوق والواجبات.

العنف يخضع للمفاهيم الاجتماعية فما يعد عنف في مجتمع قد لايعد عنف في مجتمع آخر, لذا كثيراً قد تكون المرأة غير واعية به وقد تكون طرف في الدفاع عنه, هذه المفاهيم الذكورية المجحفة تترسب في نفسية المرأة نفسها وبالتالي لاتجد داعي للتحرر من كثير من الظلم الذي يقع عليها فالغريب ان أكثر من يقهر المرأة هي امرأة أخري لانها تتشرب تلك القيم من الصغر

 و كمثال لهذا جريمة الختان, فعلي الرغم من انه عادة تمثل مفاهيم ذكورية بحته ويمارس باسم الشرف وقمع الفتاة كما تصور تلك النظرة ان المرأة كائن سهل الانحلال, إلاّ ان أكثر من يهتم بهذا العادة ويصر عليها هم النساء وعلي الرغم مما تقاسيه المرأة فيه فانها تعيد تكرار تلك التجربة لظنها في اهميتها وقدسيتها وهذا اسوأ درجة يصل اليها العنف ان يتم شرعنته ويجد مباركة من المجتمع فالبعض يعتبر الختان هو استجابة للشرع والاخر يجعلها عادة الاجداد وبالتالي تتخذ وضعية قدسية بينما هي جريمة شرف مبكرة ضد المرأة لها اثارها السالبة جسديا ونفسيا تستمر طيلة حياتها وتعيق حتي ذلك الدور التقليدي لها كزوجة ومنجبة و كأم مربية.

الثقافة بادواتها المختلفة من قصص وشعر وأمثال مسؤولة بطريقة مباشرة عن النظرة الدونية للمرأة فمقولات ك ( المرة كان راس مابتكسر فاس) تؤسس لتفوق ذكوري وشعور عام بنقص الثقة والكفاءة لدي المرأة,و (المرة بدقوها بي اختا) فيه انتقاص لكرامة المرأة ووجود تهديد دائم حتي لذلك الدور التقليدي لها, هذه الثقافة المولدة للعنف تشكل احدي معيقات تقدم دور المرأة كشقيقة للرجال في أعمار الأرض.

نشوءالمرأة تحت السلطة الذكورية للأب, الأخ وآخيراً الزوج يجعلها دوما كائن تابع مما يظهر بوضوح العنف الاسري الذي يبدا منذ التربية غير المتساوية بين الابناء والفتيات ومنحهن فرص اقل في التعليم, الحقوق, , إتخاذ القرارات وحتي اللعب يكرس فيه لدور تقليدي للمراة فالفتيات منذ الصغر يتم تنميطهن باللعب ب (بِت أَم لعاب والعروسة) هذا يفرض دور تقليدي للفتيات ينشأ في اللاوعي المجتمعي والفردي ويكرس لمحدودية المرأة في دفع عجلة التنمية بالمساواة مع الرجل.

الأسوأ هو ان الا توجد قوانين تردع العنف, فاسقاط مادة منع الختان من قانون الطفل هو تراجع مؤسف حتي وإن سُوغ له انه مفصل في القانون الجنائي بتصنيفات ختان ضار يعاقب عليه وآخر غير ضار يسمح به تحت فتوي مجمع الفقه الاسلامي وهذا أمر غريب

 بعد ان ثبتت اضراره اللامتناهية والقاعدة الفقهية العامة تقول (لاضرر ولا ضرر) فالجمود في تفسير النصوص الدينية يتنافي مع روح الاديان جميعها التي نزلت لخير البشرية والاصلاح والعدالة بين البشر دون تمايز,

 كما انه لازالت جرائم مثل الإغتصاب لاتجد رادع قوي يمنع تكرارها, وكما كان الجاهلي قديما يفتخر بوأد المراة العار, يفتخر مرتكبو جرائم الشرف بالقتل ويجدون تعاطفا قانونيا واجتماعيا اما الاكثر سوءً هو وجود قوانين تبيح هذا العنف كما في قانون النظام العام الذي يعرض النساء للجلد وليس له اي مبرر ديني او ثقافي او انساني.

غالبية النساء في العالم يتعرضن للعنف المباشر جسديا في الزواج او خارجه والتحرش الجنسي في الاماكن العامة لفظيا او ماديا يشكل عنف خطيرينمو بسرعة, كما يتعرضن لعنف اقتصادي في منع الحقوق والاموال وغيرها من اشكال الهيمنة الذكورية وعلي الرغم من وضع اتفاقية القضاء علي جميع اشكال التمايز ضد المراة(سيداو. 1979) , الا ان المراة حتي في أكثر البلدان تحضرا تعاني من العنف الاسري والزوجي والتجارة بالجسد (الرقيق الابيض) الذي يعتبر تجارة مربحة لها شبكات عالمية.

في السودان لاتوجد دراسات كثيرة ومستوفية للعنف المباشر ضد المرأة لحساسية هذا الموضوع, في واحدة منها اجريت علي 492 أمراة متعلمة ومتزوجة يترددن علي مجمع صحي, وجد ان نسبة الاعتدءآت بلغت 41% , منها54 % اعتداء بدني من حرق وركل وضرب, اما رد الفعل فتفاوت بين 54% إستسلام,19% بكاء, مقاومة 11% , 6% طلب طلاق, 7% إخطار أحد الاقارب و 1% فقط نسبة أخطار الشرطة. هذه الدراسة توضح بجلاء استسلام المرأة للعنف ضدها أما لضعفها نتيجة التنشأة او خوفها من العار والفضيحة وطلب الطلاق في مجتمع محافظ كالمجتمع السوداني وتضييع المرأة لحقوقها عبر القانون ومن المؤكد وجود نسب اكبر في مجتمعات اقل تحضراً وتعليماً ومعرفة بالقوانين والحقوق

اسباب العنف الذكوري كثيرة اهمها الطبيعة غير السوية للرجل بسبب عقد نفسية كامنة او قهر في العمل, المفاهيم المغلوطة عن الرجولة باعتبارها الهيمنة و عن المرأة باعتبارها كائن ضعيف سهل الإنحراف لا إرادة أو عقل له يجب تقييده هذا يؤدي للتفكك الاسري والطلاق والنشأة الاطفال الاجتماعية غير السوية, كما ان الفقر, الكبت,العطالة والمخدرات والثقافات الغريبة الوافدة و العولمة ادت لزيادة جرائم الاغتصاب في الآونة الاخيرة وانتشار نسبة الاطفال مجهولي السند بكل ماينتظر تلك الفئة البريئة من معيقات وعدم تقبل في مجتمع لايرحم وعدم اهتمام بظروفهم الصحية والمعيشية والمستقبلية.

باعتبار المراة نصف المجتمع و واهبة النصف الآخروأساس بناء المجتمع السوي,من الغريب الاّ يكون التصدي لهذه الممارسات هو أولوية قصوي لكل المجتمع عبر نشر ثقافة احترام ومساواة المراة في التعليم والعمل وسن قوانين اكثر مساواة في استحقاقات التعليم والعمل واخري أكثرصرامة وردع للعنف وتوجيه الإعلام لدحض النظرة التقليدية من تهميش وإستحقار وتمييز وعنف ومحاربة الأفكار الهدامة التي تدعي ان دعوات تحرر المراة هي دعوات للتحرر من الدين والاخلاق

ومن المهم كذلك لمنظمات المجتمع المدني في نشر الوعي بمفهوم عدم التمييز علي اساس النوع تحت اي مسوغ و تكثيف الجهود في الوصول لشرائح اكبر من النساء اللائي لن يمانعن من التحدث و معرفة حقوقهن في وجود جو من السرية والرغبة القوية في مساعدتهن.

الأربعاء، 13 يناير 2010

الدمار العام

يوم دراسي عادي

اخرجنا الدفاتر

***


جاءت تمشي علي استحياء خلف كهل متهدم

كسرت الست رتابة الاملاء واخفت سوط العنج خلفها

وفاجاتني باجلاسها بجانبي

تهامست الفتيات حولي : من اين نبعت هذه العصا

كانت فتاة طويلة و هزيلة وكنا جميعا بدينات

صرخت فيهن ,,هس يا حاقدات

ثمة تغيير لابد ان بحدث في هذه الكنبة يوما ما

نظرت اليها بفضول

كانت طويلة ونحيفة وضائعة و .. لاشئ اخر

***

دق الجرس وهرول الجميع نحو ستات الفطور

وبطريقة عادية ليس فيهل اي حميمية يشوبها الشمار

المبعوث من باقي الكنبة سلمت عليها وسقتا نفطر

ثم اعطيتها دفاتري لما فاتها من دروس.

.املا في بضع كلمات تفك الطلاسم

وفي اليوم التالي

ذهبت للفصل وسلمت عليها بطريقة عادية

واسرعت الي صديقاتي لتبادل الاحاديث التي لاتنتهي

كن في انتظار ان اعود لهن بالشمار ناعم ودقاق

ولكني عدت بخفي حنين

صفية المسخوتة جات جارية نهاية اليوم واصرت نعزما داردومة

عشان هي جابت الرايحة

يا بنات سمعت ست اقبال بتنضم مع ست نفيسة الناظرة انو البت

دي ابوها شالو هو الصالح العام وجا سكن مع نسابتو هنا

قنا: لاخلاص ست اقبال دي تخصص شمارات معناها صحي

لكن الكلمة القتيها شنو معناها

اصبرن لي النتم النضمي ماتلفحن..ماقامت ست اقبال زاتا

سالت ست نفيسة قامت قالت ليها انو ديل

الناس البسرقوا قروش الحكومة وبختلسوا

بيرفدوهم..وتاني مافي زول بيرضي يشغلهم

***
انتشر الخبر كالنار في الهشيم

وسكنها البنات نهاية اليوم يكوركوا : الحرامية ابوها الحرامي

انقطعت عن الدراسة فترة

جا ابوها بنظراتو المنكسرة وحيلو المنهد

رجعا بعد يومين..وسط نظرات الاحتقار من المدرسات والصغيرات

علي السواء

و وسط دموعها التي تزرف مثل حبات المطر

***

احسست انها تنظر الي بطريقة غريبة

وتحولت هذه الغرابة الي حزن بمرور الايام

حاولت ان تدخل الي شلتنا فصدتها الفتيات

راقبت هذا الفتور بلا مبالاة

فهي واحدة من اولئك اللاتي ياتين ويذهبن كل عام

..فقد كانت المدرسة مركز كبير

اوقفتني يوما وقالت لي كلام كثير

انها ارتاحت لي منذ اليوم الاول ولا تعرف غيري

لم اعرف بماذا اجيب فلم يكن لدي اي اهتمام شخصي بها

وطبعا ماكنت مستعدة اصاحب حرامية كمان ياهو الفضل

هززت راسي بابتسامة باهتة وذهبت الي صديقاتي

امام باب المدرسة لمن دق جرس البيوت الحبيب الي قلوبنا

قالت انها تريد ان تتمشي معي

نحو منازلنا واكتشفت انها تسكن قريبا مني

عند الوداع تفقدت حقيبتي ..يمكن تكون لفحت منها شئ ونحنا ماشين

ودعتها بابتسامة صناعية وشئ من ضيق لهذا الاقتحام

عند الصباح سلمت علي بعمق وقالت انها سعيدة بمعرفتي

وانها تتمني ان تكون صديقتي وانني انسانة رائعة ووو

شعرت بضيق شديد لا ادري من عرض الصداقة المفاجئ هذا

او لانها وصفتني باوصاف ليست لي

تمنيت ان تفهم انني لست تلك الشخصية الرائعة

التي تتحدث عنها وانها مخدوعة فيني

وانو يوم صاحبتها داك كنت بس عايزة اقص خبرا شنو

هي زاتا عليك الله القراية ليها شنو..مفروض تندس مع فضيحة ابوها

بعد شهر الاب اصيب بجلطة من الهموم وتوفي غير ماسوف عليه

الناس اتنهدت..حق الحرام دا ببين في صاحبو سريع..يمهل ولايهمل

***

بعد اسبوع عادت للظهور بعيون حزينة

ما مرت امامي في الفصل الا وابتسمت لي بود

بادلتها الابتسامة منعا للاحراج ولكني كنت علي شفير الهاوية

راقبتها حتي غابت عن عيني

التفت الي صديقتي الاثيرة وقلت بحنق وغيظ
انا زهجت من البت دي شديد

لاصقة فيني ليه كدا الحرامية دي؟؟؟؟؟؟؟ه
...
وقبل ان تجيبني صديقتي

احسست بيد تربت علي برفق من الخلف

وسمعت صوتها وهي تقول لي بحزن
:
انا اسفة تاني ما باضايقك

وانسحبت بعيون كسيرة

لم ادري انها التفت وجلست خلفي

وفي تلك اللحظة

انشقت الارض وابتلعتني
....
خجلا
حين كبرت وعرفت ماهو الصالح العام

اتذكر بمزيد من الاسي تلك الفتاة وعيونها الكسيرة
انه مرض عام
دمار عام
الم عام
ضرر عام
:التحية لضحايا الصالح العام في عهد هذه السلطة البغيضة

الالاف شردوا واقتلعوا واجتثوا من جذورهم واعمالهم ومنازلهم

كانوا اشرف الرجال..

اعرف كثيرون اصيبوا بالشلل او ماتوا كمدا وتشردت اسرهم

وخرج الابناء للعمل تحت سمعة سيئة..كابدوا الامرين

بلد مغس..وجع..قهر

الولاء الحزبي كان ومازال هو شهادة الدخول والاستمرار الوحيدة

نسال من لاتضيع عنده الحقوق..ان ياخذ لهم حقوقهم دنيا واخرة








التطرف والارهاب..صراع الزوايا

هذه السطور كتبتها بعد استشهاد مروة الشربيني...علي يد متطرف روسي
..
مستسهل للامر يري انه اعطي اكثر من حقه وانه حادث عرضي مضي كغيره لا معني ولا دلالة له .. وبين

مستعظم له يدق طبول الحرب علي الغرب الكافر المتعصب ويدعول للجهاد والمقاطعة لكل الغرب حكومات وشعوب

تذكرت دروس الرياضيات في الابتدائية وفي الهندسة شكل الزاوية الحادة ودائرتها للداخل وتمثل الدرجات اقل من

90 وشكل الزاوية المنعكسة وهو نفس شكل الزاوية الحادة باختلاف ان الدائرة للخارج وتمثل الدرجات اكثر من 180

اي ان من زاد عن حده انقلب لضده.. اي ان الزاويتين درجتين مختلفتين لشكل واحد..اي ان التشدد

والاستخفاف وجهين لعملة واحدة..اقصاء نظري..اعلائي او ادنائي
.
وللاسف مروة كغيرها من احداث التاريخ..وقعت بين مطرقة النظرة الحادة وسندان النظرة المعكوسة..ان كلتا

النظرتين كفتا ميزان ترجيح احداهما هو انزال للاخري..لايخرجان بوزن حقيقي وتقدير اصيل لحقاائق الاشياء..

صرنا نفتقد النظرة للامور بزاوية منفرجة والتي تضمن التوازن وتقبل الاخر

=
ان الحديث عن مروة وحجابها ينظر له علي انه :

الفريق الاول
======
مروة ماتت في معركة الاسلام ضد الكفار .. كما يصور البعض او ان المانيا هي صارت عدوة الاسلام ويجب الجهاد

ضدها.
مروة لم تسقط شهيدة وهي تزود عن حجابها في معركة ما ..فالامر ان المشادة كانت بينها وبين متعصب

يري في حجابها مظهرا للارهاب يجب ابادته وقتلها نتيجة تراكمات مغلوطة في راسه عن الاسلام ونتيجة حنقه

علي الحكم الذي قضت به المحكمة ضده..وفي هذا الصدد نقول شكرا للقضاء الالماني الذي حكم لصالحها حينها
..
..
فالتطرف كان عند فرد كما حدث للروسي قاتل مروة ..ويمكن ان يكون عند مجموعة متطرفة عنصرية كما هو

حال الصهيونية او هو سياسات دولة ضد طائفة معينة كما هو الحال في اسرائيل ضد فلسطين..و الصين ضد

الايغور او مثل ما فعل اتاتورك من اقصاء لكل مظهر اسلامي لمحاولة نشر العلمانية في تجربة قمعية فظيعة تبرا

(منها دعاة العلمانية كلهم . او مثل ماحدث في هولندا والدنمارك من نشر افلام ورسوم مسيئة للرسول(ص

...العنصرية تصرف يختلف من زمن لاخر ومن فرد لاخر وليس حكم عام نطلقه علي مكان او عرق المتطرف فمثلا

هناك منظمات كثيرة مثل يهودية ضد الصهيونية وغيرها تجافي معتقدات الصهاينة في اقصاء

فلسطين..ولو كانت هذه النظرة للغرب جميعه علي انه كافر يجب جهاده لصرنا نحن جميعا ارهابيين.. والاسلام

دينا للعنف والقتل والدمار والتفجير كما يفعل بن لادن ويسوق لصورة رديئة الاسلام منها براء..

فكما ندين ندان..

وكما نحن هنا بريئون من افعاله.. هناك في الغرب من هم بريئون من دم مروة .وقبل استشهاد مروة ببضع ايام

قتل مجموعة من السواح في اليمن لانهم حسب فهم القاتل كفار يجب حربهم..وهكذا كانت تفجيرات لندن ..وهذا

مافعله مسلم في مصر حين كتب علي الاحذية رسوم مسيئة للمسيحية وهذه الاحذية يدخل بها لدورات المياه

وبعدها تم القبض علي شحنة احذية بها رسوم مسيئة للاسلام وبعدها حرق امام جامع في امريكا حيا داخل

منزله..التطرف والارهاب لادين ولا عرق له..يحدث عندنا وعندهم

نقطة مهمة اود قولها..

هل هناك عداء فعلي ضد الاسلام؟؟

وماهي ابعاد نظرية المؤامرة ؟؟

هذه قضية اخري تقع كالعادة بين مستخف ينكرها وبين متشدد يرمي عليها مسئولية فشل المسلمين .

هناك دوائر معينة تحركها الصهيونية بما لها من اذرع اخطبوطية مالية واعلامية تسيطر علي حكومات ومنظمات بما

الامم المتحدة

اقوي مثال اليمين اليهودي المتطرف الذي يسيطر علي الكونغرس واهم منظمة فيه هي ايباك وهي اشد تطرفا

من اليمين القديم.
.
ولا ننسي الماسونية العالمية ومالها من ادوار خفية في تذليل المصالح اليهودية في العالم..

ولهذا يحدث الكيل بمكيالين في كثير من قضايا فلسطين وحرب العراق وان الشرعية الدولية كثيرا ماتقف عاجزة

امام جبروت امريكا لان العالم اصبح ذو قطبية واحدة ونحن نري هذا التكتل ضد ايران لم يشهده العالم من قبل

خاصة في قضية العراق التي ضربت امريكا عندها راي الشرعية الدولية عرض الحائط ...

وقضية فلسطين فان الجرافات والرصاصات تخلف الحطام جسدا وحجرا كل يوم في فلسطين وقضايا المستوطنات

وغيرها واسرائيل نفسها تمتلك السلاح النووي وتسلحها امريكا بكل جديد..وايضا سياسة العصا والجزرة التي

تلوح امريكا بها في وجه العالم ..

اقول دوائر معينة وليس كامل الغرب..

نعترف للغرب بدوره في انماء الحضارة وحقوق الانسان والمنظمات التي تعمل ليل نهار لدرء اثار الحروب والجوع

والتخلف في عالمنا الثالث بل المئوي..

ولكن مهلا..اصبح المسلمون يعلقون فشلهم علي مشجب المؤامرة
..
والاستهداف الخارجي..

اذا كان هذا الكلام صحيحا ..فلماذا لا يستطيع هؤلاء الحكام الديكتاتوريين الذي يخافون علي عروشهم من الزوال

والذين يهتمون لمصالحهم الشخصية او الحزبية فقط ناهيك عن الامور القومية.
.
لماذا لايستطيع هؤلاء المدعين ان يخرجوا بقرار غير الشجب والادانة في اجتماعاتهم الهزيلة الذليلة... اين

المؤامرة هنا.؟؟

لماذا نتصدر قوائم الفساد والفقر والكبت السياسي ونتذيل قوائم الحرية والنمو حقوق الانسان والاقتصاد....اين

المؤامرة هنا ؟؟؟ لماذا نظل منذ عهود دولا نامية نائمة؟؟

لماذا يحكمنا شخص عادي جاهل غالبا عشرات السنوات..

لماذا تنقلب الحكومات دائما .
.
ولماذا تحكمنا الجيوش بدل ان تكون في الحدود تحارب او تدافع ..لماذا تتركز في الوسط تقهر الشعب بدل

العدو؟؟اين المؤامرة هنا؟؟

دارفور عندنا في السودان كل يوم حروب واستنزاف وقتل ودمار ونزوح واغتصاب ..وتقرقة قبلية وعنصرية..اين

المؤامرة هنا؟؟

لماذا دخلت السفن الحربية التي دكت العراق عن طريق قناة السويس ولاتزال القواعد الحربية والبوارج تربض في

الخليج العربي ومنها انطلق الموت لكل شبر في العراق؟؟اين المؤامرة هنا؟؟هل نحن خراف علي قول احمد مطر؟؟
لماذا لايزال معبر رفح مغلقا؟؟ وغزة تئن تحت الحصار والجوع والمرض..

ولماذا تصدر الحكومة المصرية الغاز لاسرائيل؟؟ ثم تاتي لتحل القضية وتقول انها مع فلسطين وعلم اسرائيل

يرفرف في القاهرة وعمان؟؟

اين المؤامرة هنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ملحوظة (( غزة تحت الحصار الاقتصادي وحماس تنتج فلم روائي عن احد شهدائها عليه الرحمة.. كلف ملايين

الدولارات ..ماهو ترتيب الاوليات في الوقت الحاضر.؟؟؟))

صرنا نستحلي تبرير المؤامرة لتخلفنا عن الدنيا والحضارة..كما قال احمد مطر
:
بدعة عن ولاة الامر.. صارت قاعدة
..
كلهم يشتم امريكا ..وامريكا قاعدة
..
واذا ما قعدوا..نهضت امريكا لتبني قاعدة..

اعود لمروة:


الفريق الثاني
=======
المستخف والمستفرد للقضية ...اقول له ان الحادث ليس عاديا ولا فرديا.
.
انه مؤشر لنظرة الغرب للاسلام ...فهي اما جهل وعدم اهتمام ..او للمثقف هي نظرة رعب من هذا الخطر..علي

خلفية التفجيرات وان الاسلام دين ارهاب وانه المسلمين قنبلة موقوتة يجب ابطال عملها باي وسيلة واذا ماكان

المبطل هذا متعصبا فان الابطال يكون بالقتل..... وهذا ايضا مادعي ساركوزي لاعتبار النقاب والحجاب شكل

غريب يجب ابطاله علي الرغم من ان السيدة مريم كانت محجبة ايضا ولاتزال الراهبات يضعن قماش علي الراس
في المسيحية

ان مقتل مروة ليس حادث عرضي ..انه ناقوس في غياهب ظلمات المسلمين المنشغلين بالفتاوي التلفزيونية عن

ايهما اصح الحجاب او النقاب وعن كيفية القصر وعن فتوي ارضاع الكبير وعن تبادل الشتائم وبيان وتتبع اخطاء الغير

من الشيوخ مثلما ماراينا مؤخرا ماحدث بين الشيخ محمد حسان وعمرو خالد والاثنين نجلهما ونستمتع

بحديثهما..لانقول ان الفتاوي هذه غير ضرورية ولكن هناك ماهو اهم .فان الاسلام يواجه تحديات عظيمة في

مواجهة الافكار الحداثية المعاصرة سياسيا واجتماعيا...اذا وضعنا نفسنا مكان كل مسلم في اوربا يتعلم او يدرس

يخاف ان يقتل علي يد متعصب يظنه ارهابي او وضعنا انفسنا مكان حجابها الذي تعتز به كما حدث لاخوات كثيرات

كما حدث مع الاخت نجاة هنا عندي التي اجبرت لاقتلاع حجابها.. كامل تضامني ووقفتي معك العزيزة نجاة وهو

اضعف الايمان ....اعتذر...وكذلك منع ساركوزي ايضا كل مظهر ديني مسلم لو مسيحي او غيره.. وهنا انا ا

اتعجب من العلمانية التي افهم ان تدافع عن الحرية واعطاء كل ذي حق حقه وان الدين لله والوطن للجميع...واحاول

فهم هذا الامر رغم اختلافي معه ..ولكن ما لا افهمه هو ان العلمانية تمنع الحرية في اظهار المظاهر الدينية..انها

حرية مقننة اذا ...فهي تتساوي مع غيرها من انواع القمع ..انه قمع مقنن. وحداثي...عجبي!!((لا ادري لماذا

تذكرت الملحوظة التي تظهر علي اسفل علب السجائر او مدة ثانية في الاعلانات ان التدخين ضار بالصحة ..انها

جريمة مقننة..اذا صرت وزيرة للصحة اول قرار سيكون هو ازالة هذا التعليق لان هذا كذب حقير..
==
==
ماعلينا

مقتل مروة ليس حدثا عابرا اذا علمنا ان كل يوم يدخل في الاسلام مئات الغربيين ومع تغير خريطة الاسلام ا

الديمغرافية يتوقع هؤلاء ان يجدوا دينا يستطيعون اعتقاده والحياة به في بلدان تختلف كلية عن منشا الاسلام


وظروفه وحدود الاجتهاد القاصرة به حاليا..و في هذا النقطة فان الحق يقال ان اوربا فتحت ابوابها للاجئين الهاربين

من قمع شعوبهم من البلاد الاسلامية والتي تتعامل بالاسلام نصوصا لا واقعا معاشا والا لماذا القهر والاسلام

دين التسامح يراف بالقطة والكلب وبكل ذي كبد رطبة ..غير ان الواقع يقول لا. لكل هذه القيم...اوربا لم تمنع

انتشار الاسلام والاحصاات تبين هذا.
.
هذا هو المقصود بالنظرة الاشمل لمقتل مروة ....الاجتهاد في شروح اكثر توسعا للنصوص لان الشريعة صالحة
ل
كل زمان ومكان ..وكتاب الله لاتنقضي عجائبه..لانه معجزة الاسلام..هذا هو المقصود بعدم واد مقتل مروة

حيا..ودفنه في رمل الاستخفاف به..المقصود الاجتهاد في الشريعة والاجتهاد في نشر الدين الصحيح

للعالم..للاسف مازال نشر التعاليم الاسلامية قاصر علي بعض المحسنين والدعاة وليس سياسة معروفة و

ممنهجة ومتفق عليها لاحتواء كل هذا العدد الضخم من الداخلين في الاسلام الذين يعتمدون علي مصادرهم ا

الخاصة في تسقط عقيدة الاسلام ومحاولة مقاربتها مع الحياة علي ارض الواقع في تلك البلدان..امر

صعب..حاولوا تخيل انفسكم في هذا الواقع كي لاتستخفوا بامر مروة,,ان المسلم مولدا ومعيشة وعرقا يعاني

الامرين في زمن الفتن هذا..

ان كل امراة محجبة في اوربا الان تعاني الامرين من نظرات الاحتقار او الخوف من هذا الزي وهذا بالتاكيد ذنبه علي

المتطرفين الذين يقتلون ويفجرون باسم الله بنايات وقطارات في اوربا ويقتلون الابرياء الامنين.
.
فتاة مسلمة محجبة تتحدث انها دخلت سوبر ماركت في ايطاليا فهرب الجميع لانهم ظنوا انها قد تحمل قنبلة ناسفة..
قضية مروة ينبغي الا تحشر في سياق بث الكراهية للغرب لتولد مزيدا من العنف..ينبغي ان توضع تحت العدسة

الصحيحة وان تقرا بالفلتر الضوئي المناسب للون الحدث.
.
لا اكثر ولا اقل..

ماذا نستفيد ان كرسنا لخطاب الايدلوجيا الدينية الاعمي المتعصب..مزيدا من الكراهية؟؟

ينبغي ان نوجه الخطاب الديني لمزيد من الحوار والتفتح واعلام العالم بحقيقة الاسلام ..مزيد من الجهود لمزيد من الاجتهاد ..
ان المنتقدين للخطاب الديني والذين يطرحون العلمانية بديلا للدولة الدينية لم يواجهوا حتي اليوم بخطاب واحد

متماسك ينهي هذا الجدل الطويل العقيم الذي لاينتهي....
=
نقطة خاصة :::
ان الاشارة لمروة(((ومقارنتها باحداث اخري قد تختلف معها عمقا ومعني ليس مساواة بقدر ماهو حث للتنبه لما

وراء الامور وان حركة الموج علي السطح تعني كيانا يتحرك بالاسفل)))
=

ان الاشارة لمروة ينبغي الا يكون للدعوة للنعرات الدينية او العرقية ولكن لايقاظ النائمين وتنبيه الغافلين مع اقتراب

رمضان وهو موسم للبرامج الدينية علي عشرات القنوات ماذا ستقدمون ايها الشيوخ الافاضل..هل ستحاولون
ترديد ماقلتموه في كل السنين الماضية ام ستحاولون تقديم تجديد مفيد لهذا العصر المجنون

..

ماذا يفعل مليون خطيب يعتلون المنابر يوم الجمعة ليخطبوا في مليار مسلم..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

يا تري ماذا يقولون.. وما الذي يغيرونه منذ عشرات السنين في سلوك المسلم المحلي او نظرة الانسان الخارجي

للاسلام...

لكي لاياتي احد ويقول ان المسلمن يحتاجون للفتوي والوعظ..اقول انا اول المحتاجين.. ولكن لماذا هذا الدور

القاصر فقط..كم عدد الدعاة المجتهدين المجددين..

ان الاسلام يدعوا للاجتهاد في النصوص والشريعة ولولا ذلك لنزلت الايات مفصلة وقاطعة..

استشهاد مروة وغيرها يجب ان ينبهنا ان نحارب الارهاب عندنا اولا ونتقبل الاخر عندنا اولا ونحارب كل التيارات

الخطا المتطرفة التي تبعث هذه الصورة عنا..ونحن جلوس كنبت الصحاري لاموج ولا سوسنا ..

ان الشريعة المحكمة في القرن السابع الميلادي نزلت في ظروف تختلف كليا عن ظرف اليوم في القرن العشرين

ومابعده ..ومواعين الشريعة هي صالحة لكل زمان ومكان ان احسن الاجتهاد فيها..ان العلماء المسلمين الذين ي

تجراون ويدخلون في حوار الاديان لهم من الضعف بمكان للحوار بطرح مفهوم اشمل للشريعة ومدي سعتها

وقدرتها علي استيعاب متغيرات الحاضر..ولعلنا نعلم ان اخر وا قوي باب في الشريعة والذي كان من الصعوبة

باعادة النظر فيه وهو باب الحدود ..قد عطل في كثير من الاحيان لاسباب ما ..فكما نعلم ان سيدنا عمر وهو

الشديد القوي قد عطل حد السرقة في عام الرمادة ..اذا كان هذا اصعب مافيي الشريعة قد غير ليتماشي مع

حال المجتمع انذاك ..فما الصعوبة لايجاد تفاسير جديدة تتماشي مع حال المجتمع اليوم ولان الاسلام هو الدين

الخاتم فلابد ان يستوعب كل الجديد في حنايا شريعته علمها من علمها وجهلها من جهلها..كما قال النبي (ص) ان ل
كل داء دواء علمه من علمه وجهله من جهله.كذلك فا في نصوص الشريعة حكم ربانية ومساحات شاسعة لم

يتفضل عليتا العلماء بكشفها..لماذا لانعيد النظر في امر حد الردة ؟؟ان الظروف التي قامت فيها حرب الردة تختلف

كليا واهدافه كانت لتوطيد دين الاسلام الذي كان يمكن يضيع لولا ان الله مسكر له البقاء في القدر وسخر له جكمة

وحسم سيدنا ابوبكر لواد الفتنة واخمادها..ان الاسلام اليوم ليس بحاجة لذلك التوطيد..

كما ان الحدود تدرا بالشبهات وقد اجمع كثير من العلماء انهذا الزمان كله من الشبهات وقال احد الصالحين كنا ندخل
البلدة فنجد اربعين شاهدا عدلا واليوم لاتكاد تجد واحدا لا يشكك في ذمته من البعض ولا يتهم في دينه من

البعض الاخر
واقر كثير من العلماء ان الزمان زمان شبهات
==..
ان التكفير كان ومايزال وسيلة لالغاء الخصوم الفكريين اكثر من كونه باعث ديني بحت.
.

ان محنة محمود محمد طه الذي شنق في 1984 في عهد الديكتاتور نميري عندنا في السودان تقف دليلا واضحا

علي هذا القول اذا ان المحكمة التي اقيمت علي عجل والمحرك الرئيسي والمشرع لقوانينها كان الترابي الذي

تعرف ذمته وجرائمه الان في السودان ثم انه بعد عام من شنقه صدر الحكم ببراءته لما قدم من طعون.
.
لا مصلحة لنا في اخافة العالم او الخوف منه والطريق الامثل هو الدخول والمشاركة بايجابة لصالح قضايانا اولا لان

العالم اضحي قرية صغيرة لايمكن ان ننظر بطريقة متبلدة كما في رواية جوته الشهيرة فاوست التي تتحدث عن

مواطن الماني متبلدا ياكل بتلذذ ويقول ماعلاقتي باناس سيجوعون او يتحاربون في اقصي العالم..هذه النظرة

المتبلدة بالتاكيد اضحت امرا مستحيلا فالمصالح متقاطعة وبركان في اندونسيا قد يرفع سعر الرغيف في نيجيريا..
==========================