الزمان: بداية التسعينيات..المكان: ليلة صيفية هززتُ عروستي الصغيرة, وسرحت ليها شعراتا ولعبت معاها (طبَّاح وشليل وين راح), وفجأة هزتني يد أمي واقتلعتني من أحلامي الوردية لميعاد المدرسة. شربت الشاهي بتمهل وانا افكر في يومي الطويل المنتظر،.وجلست ألهو بشرائطي البيضاء وأصنع منها وروداًوأنا أفكر بصوت مسموع :(اكيد سنة رابعة دي آخر سنة للشرايط والتسريحات لأنو أمبارح جلدوا بنات خامسة لحدي تامنة المالابسين طرح), من ذلك الزمان قبل النظام العام كان يتم الجلد للفتيات في زيهن.. اشعر بانعدام الأكسجين في رئتي خوفاً, و وسط طوفان الذكريات, خففت على نفسي :(حمد لله..جيلنا تذوق اللبني الانيق في العالي, افضل من طلبة هذا الزمان..يلبسون المبرقع،) !! لأن هذه البلاد اصبحت رقعةً في ثوب الدنيا, نشازاً في نسيج الانسانية، لبس عسكري للمدارس؟؟؟ يخترق الحزن أحشائي و يلفني الذهول كلما تمعنت في ما حدث لهذا الوطن، لا تحية إلى كل من أرهق الطفولة البريئة.. طرحت الخواطر جانبا حين لاحظت غيمة علي وجه امي ونظرات مستنجدة إلى والدي, الذي تشاغل بربط حذائه الباتا، عامل بسيط في مكان ما, وشم القهر وجهه ووقع الفقر على ملامحه صك العبودية ,لم يصرف مرتبه منذ بضعة اشهر, ومديره يستبدل عربته كل بضعة أشهر,, إيييه!! القهر مائدة هذا الوطن, يطعمها الجياع. القلق اليومي, السندوتش بي شنو؟؟ وطبعا حق الفطور مافي,, من المؤكد ان الثلاجة خاوية على (رفوفها), ونظر إليها أبي وهو صامت، أظنه يقول (ماتعايني للتلاجة الفاضية يامرة, بكره نبيعا هي والتلفزيون ذاتو) كانت امرأة بسيطة, سكنت الاحزان عينيها, دموعها تمطر في احشائها، ارتجفت كسمكة لفظها المحيط في لحظة غضب, وسكنت تماماً. . أدركت الموقف, الرحلة شبه اليومية لي جارتنا ست البنات : (خالتو ستنا: "أمي قالت ليك أدينا جنا جدادتين أحشي بيهم) وقبل أن أكمل طلبي المشفوع بالاعتذارات، نهضت ستنا بامتعاض واختارت لي أصغر بيضتين عندها, كانت تبيعه بالآجل لنسوة الحي، أما باقي اخوتي الصغار فتغافلهم أمي بشوربة بصل علي أرغفة بائتة. أكتم في داخلي غضبي.. لاتحية الي كل من سرقنا وامتص دماءنا واكتنز من حرام مرتبات البسطاء.. "وصلت متأخرة كالعادة مع هموم الصباح، ووجدت الجميع ترك لي مهمة مسح الفصل كالعادة, دق الجرس عاليا, وهرولت ناحية الحوش مع الجميع للطابور, ست نفيسة الناظرة, تقف بصلف والحاشية من خلفها، قرأنا نشيد العلم كباقي الأناشيد المعتادة, لحناً وكلمات بلا أدني احساس، لم يكن الوطن سوى كلمة في المطالعة، وأحيانا في التاريخ, أخدنا جلدتنا علي النظافة المتاخرة.. لا تحية إلى تلك البدايات الصباحية السخيفة.. *** **** *** اصطففنا عشرة خلف تلك الكنبة الخشبية الطويلة القاسية، جاءت ست أنوار, عجوز شمطاء, لم أدرك سر كَرَهي لها,قسوتها علينا,أم بلادتي في الرياضيات؟ من الأمانة بمكان أن أذكر أكبر انجازاتي في الرياضيات كان 23 من 60 ..و كيف تظنوني سانجح, كانت تعطينا درسين في الحصةالتي تريد النجاح تدخل دروس خصوصية, كنت حانقة عليها, وفي خضم طلاسم القاسم المشترك الأعظم والأصغر, دخلت علينا الناظرة ومعها موجِّه جديد, وستبدأ التشريفات المعتادة, (قيام وأقروا النشيد يابنات: أقسمت يانفسي لتنزلنّ, لتنزلن او لتكرهن, مالي أراكي تكرهين الجنة, والموجِّه يهز أصبعه, والمديرة مزهوة بهذا النبوغ، خرج مبتهجاً وأصدر حكمه المنتظر: (جزاك الله خيرا ياست نفيسة، جيل جهادي بحق, تأصيل التعليم وأسلمة المناهج، دا دورنا الرسالي) انفرجت أسارير الناظرة كأنها تلقَّت خبراً سماوياً, فرحنا ايضاً بالإطراء, يبدو انّ هذا الرجل(متديناً), ربما يضمن لي من الله نجاحاً في امتحان الرياضيات؟ هكذا طمانت نفسي, وعاودت الاسئلة: (ياربي جيل جهادي قصدو زي الفي ساحات الفداء)؟؟ وتذكرت دموعي الغزيرة وانا اشاهد (جند الله) تحارب (كفار الجنوب), سنوات طويلة كنت اظن ان حرب الجنوب دينية وأن الجنوبيين هم اعداء الاسلام .. وتمنيت أن أذهب هناك وأرى الملائكة وأشم رائحة الجنَّة. وردَّدت معهم: "أمريكا روسيا قد دنا عذابها","علىَّ إن لاقيتها ضِرابُها" وبين دموعي وأهازيج الشهادة,..أحضرت (حجراً سنيناً لي روسيا، و طوبة كبيرة لي أمريكا, استعدادا ليوم (الصَّقَعِي داك). آآآآآه,,لاتحية إلي كل من لوَّث أدمغتنا الصغيرة بالخُزعْبُلات.. *** **** **** الحصة التانية عربي, ست إشراقة(اللوستاذة دي كتر خيرا) كنا نحبها جداً, مثالاُ لذلك المعلم الانسان, حصة العربي هي المفضلة, الأناشيد والمطالعة، مريم الشجاعة التي اوقفت القطار, وبرز الثعلب يوما في ثياب الواعظينا، ودجاجي يلقط الحَبَّ ويجري وهو فرحانا، كنا آخر دفعة تشهد هذا المنهج.. جاءت مكانها خُزعبلات كتيرة, "كوننا" "وضلنا" "ومنزلنا" "وعشنا".. آآآخ يابلد,, من الطبيعي ان يلغي كله الآن.. بالطبع لن ندرس مريم الشجاعة كي لاتتوقف قطارات الفساد والقهر, والثعلب هذا يحكي بوضوح المأساة, امّا الدجاج يُلغي لأنه لايوجد عيش للناس ، (خليك من الجدادات), سحقا وزارة التعليم الغبية ومناهجها التالفة وسياساتها الرعناء, اتحسر علي اطفال اليوم، يظلون نهبا لمزاجات وزارة التعليم كأنهم فئران تجارب, أخاف أن يأتي زمن يتحسَّر فيه اطفال اليوم علي أقرانهم بعد سنوات خاصة اذا إستمر هؤلاء في السلطة مجدداً *** **** **** المستمر الآن هو هذه الذكريات الاليمة غير انه قد جاءت اللحظة الذهبية في اليوم الدراسي, دقّ جرس الفسحة وهطلت السعادة الغامرة على وجوهنا وقلوبنا، (فتِّينا فطوراتنا) في جريدة كبيرة, والتهم الجميع البيض والطعمية، وظل الفول بحباته الكبيرة يسبح في فضاء الجريدة في كساد مؤقت، لمحت بطرف عيني نجاة تتسلل إلي جريدتنا المرمية, كعادتها اليومية لم تكن كالكثيرات تملك نقود الفطور وقلتُ في سري, لابد انها تحسبنا من علية القوم, ههههههه, (نجاة يكون ماعندهم خالتو ست البنات بتاعة الجَنَا جدادات).. لاصفح ولا تسامح مع الذين سرقوا البلاد وامتصوا دم العباد.. قديما شكت العجوز الفقيرة إلي الحاكم تشكوا قلة الفئران في بيتها, وأنا اشكو اليك ياربي في بيتي انعدام الفئران, وفي وطني قهرالسلطان و جرائم الكيزان **** **** في خضم الجلوس قرب (ستات التسالي و حلاوة عكاز وشعيرية ) كانت الفتيات يتهامسن وينظرن لي أولاد المدرسة الجمبنا, كانوا قبيحين وقذرين ويستعرضون امامنا بكل ثقة,, ديل مالوم المغبشين ديل، بكرة يابنات نجيب ليهم فتايل جرسلين) وتطايرت الضحكات الشامتة.. حاشية: هذا, ومن المفيد للذكر إنه (كنا بنات مأدَّبات, وحَّات كتاب الدين).. *** *** *** رأيت سارة قرب النسوة ُ, فتاة هادئة في الفصل,في واحدة من حصص الانشاء طلب من الجميع ان يتحدث عن اسرته, قالت ان ابيها في الصالح العام، ثم قالت ان امها اضطرت تعمل تاجرة, ساعتها تحيَّرنا في كنه هذه التجارة, فهمتُ الآن, كانت تعد السندوتشات مع أمها, وتبيعه إلي زميلاتها.. ولم نكن ندري ماذا يمكن ان تعني هذه الجملة(الصالح العام)..,غير ان هناك من تبرع وشرح لنا انهم اولئك الذي يتهمون بعدم الكفاءة او الامانة,وطبعا صدقنا ذلك حينها بكل يسر, التحية لآلاف الشرفاء في بلادي الذين راحوا ضحية الصالح العام, و تحية صادقة لكل النساء المكافحات, ست الشاي والفطور ..لعن الله الفساد، ودراكولات دماء الشعب, المضحك المبكي ماسمعناه قبلا عن ان دور الدولة هو المحافظة على المظهر العام، وجلد المنحرفات، وهذا أقبح أكذوبة سمعتها في حياتي علي الاطلاق,الدولة دورها ماء، كهربا، وظائف، تعليم وصحة, لتري الدولة انحرافها أولاً ثم تأتي لإنحراف النساء, وجلدهن.. *** **** لازلت في المدرسة, ست فوزية, أم الفصل.. جاءت والشرر يتطاير من عينيها أولاً (الألفة السنيحة) اعطتها اسماء البعض الذين كان نصيبهم صوت عنج طويل انطرح على الظهور(أخ, التصبُر ليَّ الالفة العاملة زي العنكوليبة دي).. نهاية اليوم ملأنا اقلام الحبر البرميل (متذكرِنَّها يا بروليتاريا؟) من محبرة بت الناظرة , والباقي اغرقنا به كراسات الألفة (عشان تاني تخلي القُوالة).. *** **** **** بالطبع لم تكن آخر الاثافي, كانت هناك قائمة أخرى, الفتيات اللائي لم يدفعن رسوم الامتحانات.. انا بالطبع كنت في امان علي غير العادة, فقد باعت أمِّي لي دبلتها،تم طرد الفتيات فورا وخرجن بانكسار وخجل من الفصل هل تتذكرون.منذ عامين. حادثة طفلين من توتي تم طردهما أثناء اليوم الدراسي لعدم الدفع ولخوفهما من الرجوع للمنزل قبل الموعد اليومي, ذهبا الي البحر وغرقا هناك, آآآآه من هذه البلاد الغارقة في الاوجاع .. تعليم, صحة, أخلاق, الحياة كلها تغرق,, وستغرق اكثر أذا استمر هذا النظام الظالم في الحكم. *** **** **** حصة التاريخ، المسيخ, أخرجنا الدفاتر..وبدأت ست سعاد (بذلك الوجه المتزمت الفاتر) في التملية المعتادة لكل الحصص..كانت تدرس 3 مواد في نفس الحصة..وفي نفس الحصة ايضا تطعم (إبنتها البكاية ديك), الكنا بنشيلا ليها باقي اليوم, و تعد نقود الصندوق طبعا بعد تكون قد ارسلت البنات (يلموا ليها الختة من باقي اللوستاذات) .. يابنات, همست تحت الكنبة: (بكرة اتوقعوا تجيب خُدرَة وتقول ليكم تعالوا ورِّقوها معاي). اخبرتنا احدي البنات ان تلك المعلمات مرهقات مثلنا بظروف الحياة.. لم افهم حينها معني هذا,,اليوم اعرف كل الواقع السئ الذي يجبر فيه المعلم والمعلمة لأنشاء الاجيال.. *** ست سعاد كنا لا نحبها.كانت كل الحصص هي حصص إملاء,لأن هناك كتابين في الفصل واحد لها و واحد لبنت المديرة, ضبطتني وأنا أرمقها بنظرات الغيط والحنق, ورمتني بالدعوة المأثورة في تاريخ التعليم السوداني: ((أكتبي, اكتب أوزارك ياحيوانة اي والله ياحيوانة عدييييييييييييل كدا,, )) .احضرنا نبلة لها. ظلت زمنا في درج الكنبة ترمقنا ونرمقها وبعد أن ننتهي من تبادل الرمقات اليومي هذا (نديها لزة لي جوة الدرج) ونظل شهورا نعزي ايدينا المرهقة بالكتابة في انتظار ذلك الحلم الجميل.. **** **** **** بالمناسبة انا لازالت اسرد عليكم ذكرياتي المملة, فقد صارت الان الساعة الواحدة, ست فتحية.. جاءت تحمل كتباً كتيرة, (سمَّعت السُّوَر بالسوط) وطبعاً أخذتُ نصيبي, بدأت تدرس "(وطبعا الناس الكفار والبعملوا الغلط والما بحفظوا السور ربنا بعذبم بي نار جهنم تشويهم زي خروف الضحية، وفي سير اسمو الصراط، سنين زي الموس بجرح الكافر والعاصي وبكون ماشي والنار بي تحت والدم في رجلينو) " وتوقفت قلوبنا الصغيرة عن الخفقان ونحن نسمع تلك التهديدات ولم افهم ماذا قالت بعدها, بل شعرت بالموس في قدمي والدماء تنزف.. عبير صديقتي الأثيرة بكت باقي اليوم، ولم تاتِ بعدها، جاء والدها وأخبر الناظرة انها ترفض المدرسة, وانها تصرخ كل يوم في النوم بالصراط والموس والنار، أخيرا في يوم تعيس انتقلت عبير للانجيلية حيث حصة الدين ليست اجبارية وذهبت متبوعة بنظرات الحسد والغيرة من الصغيرات.. لم تكن هي وحدها.. البلاد كلها إمتلات بمهاويس الدين, التجار( بائعي هوى) الضلال والكذب والفجور باسم الله ,احذروا ان تصمتوا علي استمرار هؤلاء المتأسلمين.. .شيخ من عملاء السلطان كان يخطب معلقا علي شهداءنا الطلاب في نيالا.. <<ويحرم الخروج علي الحاكم لقوله تعالي: (يا ايها الذي آمنو لاترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولاتجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم وانتم لاتشعرون) ..ولذا فيحرم حتي مجرد رفع الصوت علي القائد.. ناهيك عن الخروج عليه..وعليه تحبط اعمال اولئك المارقين علي الحاكم,,ويستحقون غضب الله عليهم ولايقبل الله منهم اعمالهم ويموتوا ملعونين من الله.. سحقا..صغار لم يبلغوا سن التكليف حتي,,يتم لعنهم وتكفيرهم لانهم خرجوا من اجل يطالبوا (بحق المواصلات),, من اين جاء شيخ الضلالة هذا بفتواه العجيبه تلك == ولحسن حظ القارئ الكريم فان جرس البيوت قد دقّ, (هل وصل احدكم في القراءة هنا؟؟,,؟ (بالكم طويييل صابرين23 سنة ماتصبروا علي ذكريات مملة).. **** **** نهاية البيوت, (مستحيل نمرق برانا), عصابات سنة تامنة تغلق الطريق.. لابد من دفع الاتاوات, (باقي التحلية وأكياس الشطة والتسالي والذي منو).. اخترت الاحتماء بإحدى العصابتين..بدل ادعاء الشجاعة.. العصابة توفِّر الحماية اثناء الفطور وساعة البيوت.. دارت معركة عنيفة, استخدم فيها الحصحاص والشِدَّات, وتناثر الضحايا, شنطة مقطوعة وكراس مشروط وو وفي النهاية تنتصر احدى العصابتين وتطارد الأخري, وهذا ماحدث لنا,, .. وفررنا يومها مع الوعيد (بالسد والرد) غدا.. ( انتو دحين النسعلكم؟ ناس وزارة التعليم ديل نصيحين؟؟؟ حوش واحد فيهو من اولي لي تامنة؟ من 6 لي 15 سنة سوا طفل ومراهق معا؟، محن يابلد.. محن,, ) هل صحيح ان هناك فكرة عابثة تدور في طايوق احدهم.. ان يزيدا سنة تاسعة..حيث اكتشف فطاحلة الوزارة والتأصيل مؤخراً.. أن المناهج مبتسرة.. *** **** .. بعد (السكسك), قررنا نخفف على انفسنا بالذهاب للروضة للعب..حصة الرياضة الوحيدة كانت مخصصة لنظافة حوش المدرسة...طفولة بائسة .تسللنا للداخل ..وسمع الغفير الحديث وهجم علينا وكالعادة غلبني التصرف واثناء الهبوط نحو الهرب تمزق فستاني المكشكش, (دبسناهو بي شوكة) واطلقنا ساقينا مرة اخرى للريح.. في الطريق معشر الفتيات طمأنني بالقول (نحنا يومي بنتأخر ولما نرجع بنخت قشتين في شعرنا وكدا بنكون طاقية الاخفاء,الدرس دا ادونا ليهو في سنة سادسة, لسة انتو سُغَار مابتعرفوهو). فرحت لإفلاحي في الهروب من التوبيخ، ولاكتشافي هذا السر الرهيب..دخلت المنزل أجرجر قدميّ, بعد أن حشوت رأسي بكل أنواع الحشائش.. ومشيت بثقة ظنَّاً مني أني أرفل داخل طاقية الاخفاء وواجهتني أمي بنظرة هلعة: (جاية متأخرة ومنكوشة وفستانك مشروط؟)، وأردفت نظرتها بعلقة جامدة)..ضاعت اماني اللهو ,,يا لتلك الطفولة البائسة ,لاتحية إلى (السناير الذين برلموننا من الابتدائي للجامعة), وبين دموعي وتنهيداتي وكوابيس الصراط نمت وانا احلم كالعادة بعروستي التي لم ألاعبها يوماً سوى في الاحلام, أمي كانت تقول: (نجيب ليك كراسات وللا عروسة!؟)، كنت اصنع عروسةً في نومي وأسرح لها شعرها والعب معاها (طبَّاح وشليل وين راح)، لا تحية إلى من سرقوا حتى أحلامَنا البريئة تلك. جاء زمان كنا نستعيض عن الفرح بالأحلام, وحين أصبح حتي صمتنا من صمته يخاف, قرروا أن يسرقوا أحلامنا أيضا, ولو طالوا انجم السماء والبدر في العلياء لسرقوهما.. 23 عاما تدهورٌ في كل الحياة, قتلوا فينا الهمم والقيم والفرح ومنابع الضياء, قتلوا فينا الانتماء لهذا الحبيب الضائع منا, هذا المعشوق العذاب, نناديه علَّه يحن إلي العودة فينا, هذا الوطن تضيق بنا شوارع الروح ونحن صعوداً إلى حضرته.. عبثا أحاول تناسي الاوجاع, كما نستل السكين من جرح عميق.. هل يمكننا أن نقوم من تحت الرماد كطائر الفينيق بعثاً من جديد؟؟ هل لجمرةٍ ما أن تشتعل في موقد هذا الوطن وان تُحيى الرماد مرة اخري.؟. لاتعرضوا الأبناء، الأخوة الصغار، الاحفاد, جميع القادمين من رحم الغيب، لاتعرضوهم لما مررنا به في وطن الجراح هذا, انتم مسؤولون أمام الله والتاريخ عنهم, وعن مصائرهم, اسعوا لغدٍ أفضل لهم. . لاتحية إلى كل من يصمت علي من اوصلونا لهذا الحال البائس. 23 عاما فشل مشروعهم الحضاري بكل تأصيله وفتاويه وترزيته ونجاريه ...وبكل اهمالهم للتعليم وتشويههم للمناهج الدراسية..فشلوا ان يخلقوا جيلا يصدق خزعبلاتهم,, ومن خلف اسوار المدارس.. خرج اطفال نيالا,, مهدمين لكل القيود.. فمتي تنهضون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ |
الاثنين، 20 أغسطس 2012
فشل المشروع الحضاري في انتاج جيل اصولي
حملة نقطة ضوء الرابعة للتعليم
بعون الله تتواصل الحملة الرابعة للتعليم المدرسي بعد نجاح الحملات السابقة بتوفيق الله ومساعدة اعضاء وعضوات قروب نقطة ضوء
خلفية:
يمثل التعليم المدرسي حجر الزاوية في بناء الفرد ويؤثر بشكل كبير علي التعليم الجامعي من حيث الكادر المؤهل ليواصل مهنة التعليم ومن حيث مواكبة طلبة المدارس للمناهج الجامعية لانتاج خريج جامعي مؤهل للقيام بدوره في المجتمع في البناء والتطوير والتنمية فالسودان عاني منذ سنوات طويلة من تردي التعليم الاساسي ويتواصل للتعليم الجامعي ويستصحب تدني في المستوى الفكري والثقافي للخريج، وضحالة مخزونه من المعارف التي تتيح له الانخراط في الحياة العملية. يعزي ذلك لمشاكل مركبة وتراكمية نورد بعضها(مصادر متفرقة):
1-
المناهج التعليمية الفقيرة وغير المواكبة للثورة التعليمية في العالم وهناك علي سبيل المثال تدني مريع في مادتي اللغة الانجليزية والرياضيات .
2-
عدم توفر البيئة المدرسية السليمة للدراسة والتحصيل الاكاديمي مثال لذلك ضيق مساحات الفصول مقارنة بعدد الطلاب حيث تتكدس أعداد هائلة من التلاميذ يصل لاكثر من 100 احيانا بالفصل الواحد. ولابد من التنويه الي ان كثير من المدارس في المناطق الطرفية تقوم بالجهد الشعبي.
3-عدم توفر معينات التعليم الاساسية(كتاب- مقاعد- طباشير, الخ) . يشترك في الكتاب مثلا من 7-9 طلاب
ويقوم المعتمد بشراء الكتب من ميزانية المحلية لعدد محدود لايتناسب مع حجم الطلاب وهناك مدارس بكاملها يجلس فيها الطلاب علي الارض للدراسة ومدارس اكثر يفرض علي المدير شراء حتي الطباشير. كذلك يعاني الطلاب من ارتفاع اسعار الكراسات بالاضافة الكتاب المدرسي خاصة في المرحلة الثانوية فقد يصل الكتاب الواحد الي اكثر من 20 ألف جنيه احيانا.
4-
نقص كبير في المعلمين المؤهلين لتوصيل رسالة التعليم(العجز في العام السابق 3000 معلم) كذلك هجرة اعداد كبيرة من المعلمين اما لخارج البلاد او لمهنة التعليم ككل اذا انها اصبحت مهنة طاردة او مرغوية لمن يستطيع القفز بالزانة من مدرسة لاخري خصما علي جودة المادة و زمن الطلاب بطل مدرسة. هذا في ظل تميز المعلم السوداني في الخارج عبر السنوات لعل اخرها حصول معلمة سودانية تدعى (نوال بشير محمد بشير) على جائزة الشيخ (حمدان بن راشد) للأداء التعليمي المتميز بدولة الإمارات العربية المتحدة للعام 2009
5- السياسات التعليمية المجحفة التي ادت لتردي التعليم بصورة كبيرة, فحسب التقارير الصادره من وزارة المالية ان الصرف على الخدمات الاجتماعية بما فيها التعليم بلغ فى العام 1996 25% من الميزانيه و 14% في 1998 و وصل الي 4.7 % في 2003 ممايؤكد تناقص الصرف علي التعليم(احصائية قديمة ارجو التصحيح لمن لديه معلومة). ومثال فان ميزانية التعليم ضئيلة جداً حيث تعادل أقل من 1% من ميزانية ولاية الخرطوم. كما انه تتقاطع العملية التعليمة مع وزارة الحكم المحلي ووزارة التربية والتعليم مما يؤخر في وضع السياسات وتنفيذها ومراقبتها.
6- نسبة النزوح من الولايات للخرطوم تحتاج ما يعادل عشرة مدارس سنوياً لمقابلة الطلاب الوافدون مع أسرهم لولاية الخرطوم.
7-الرسوم الدراسية الباهظة الملقاة علي عاتق الاسر والتي ادت الي زيادة نسب التسرب والفاقد التربوي. هذه الرسوم تفرض بصورة غير مبررة بمدي مفتوح السقف وبرغم قرارات مجانية التعليم الا ان كثير من الطلاب لايزالون يعانون من الطرد من المدارس مما احساس القهر والعجز لدي الاسر يستتبع الخروج للشارع وامتهان مهن هامشية وقد تكون خطرة علي صحة الاطفال
وليس ببعيد عن الاذهان الحادث البشع في 2004 بانتحار الطفل موسي عوض الكريم وهو طالب بالصف الرابع بقرية ضرب
نار بمدينة الدويم حيث يفرض فى المدرسه التى يدرس فيها رسوم قدرها 500 جنيه تدفع كل سبت وتم طرد الطفل اكثر من مرة لعدم استطاعة اسرته دفع هذا المبلغ يوميا وفي احد عوداته مطرودا دخل الي غرفة وعلق نفسه في السقف ومات شنقا. ورغم مرور وقت طويل لازالت مجانية التعليم رواية خيالية يطيب للمسؤولين قصها علي الشعب ولايزال الاطفال يطردون كل صباح
اهداف الحملة:
1-الطرق علي مشاكل التعليم والبحث عن اسباب تدهوره وعن الحلول الناجعة بواسطة متخصصين في هذا المجال وعمل سمنارات و ورش عمل ورفع التوصيات للمسؤولين.
2-حث الدولة علي تطبيق قانون مجانية التعليم الذي لايزال حبرا علي ورق.
3-توفير المعينات الاساسية لعملية التعليم ومن اهمها:
الكتاب المدرسي الذي يعد ركيزة اساسية في مجمل العملية التعليمية رغم استحداث وسائل تعليمية مختلفة وبالتالي من المهم توفير كتاب لكل طالب.
المقاعد الدراسية المريحة للجلوس قرابة الثمانية ساعات وهي نقطة اساسية لدفع التحصيل الاكاديمي.
محاولة تاهيل الفصول المهدمة والمفتقرة للسبورة والتهوية السليمة.
4- تهيئة بيئة مدرسية ملائمة للمعلم والتلاميذ معا واقامة نشاطات تحفز كلا الطرفين علي ترقية الاداء.
5- تأهيل الكادر التعليمي في المراحل المدرسية المختلفة ومده بطرق ومناهج التعليم الحديثة.
6- نشر ثقافة التكافل المجتمعي و دور المجتمع ومسؤولياته تجاه القضايا الاساسية كالتعليم.
برنامج الحملة:
تستمر الحملة من 20-2 الي 1-7 لهذا العام وكل عام ان شاء الله وتركز علي المناطق الطرفية من ولاية الخرطوم ومعسكرات النازحين
تتم علي عدة مراحل حسب المعطيات والمتطلبات:
المرحلة الاولي:
مخاطبة اكبر عدد ممكن من المدارس الخاصة والنموذجية للمرحلتين الاساس والثانوية لجمع الكتب القديمة من التلاميذ بعد الامتحانات وقبل النتيجة. هذه المرحلة هي اصعب مرحلة وتتطلب عمل مكثف في زمن قصير وتحتاج اكبر قدر من المتطوعين والمتطوعات.
جمع الكتب من المنازل بمساعدة شباب وشابات كل حي
المرحلة الثانية:
1-مخاطبة اصحاب المطابع لاعادة تأهيل تلك الكتب لتصبح ملائمة للاستخدام مجددا.
2-جمع المقاعد وتاهيل الكنب والكراسي في ورش متخصصة ومخاطبة جهات للمساهمة في تصنيع اكبر قدر منها.
3-اقامة مناشط مختلفة لدعم الحملة(معارض, احتفالات) وتكون المساهمات فيها عينية.
4- جمع حقائب, ملابس , احذية, كراسات.
المرحلة الثالثة(بداية العام الدراسي):
1- المساهمة في تسجيل اكبر عدد متاح من تلامذة الصف الاول بمرحلة الاساس حيث تفرض رسوم حوالي 50 ألف جنيه يؤجل او يتخلي بسببها كثير من الاسر المعسرة ادخال اطفالهم للمدرسة.
2- توزيع الكتب والمقاعد والكنب والملابس بالتشاور مع المعلمين واهل المنطقة لمن لايستطيع.
3- اقامة ورش عمل لتأهيل الكادر التعليمي ومناقشة قضاياه.
4- اقامة ايام تشجيرية وعلاجية وترفيهية ليعض المدارس الطرفية.
email shimos98@gmail.com:
0912477541
0923007671
خلفية:
يمثل التعليم المدرسي حجر الزاوية في بناء الفرد ويؤثر بشكل كبير علي التعليم الجامعي من حيث الكادر المؤهل ليواصل مهنة التعليم ومن حيث مواكبة طلبة المدارس للمناهج الجامعية لانتاج خريج جامعي مؤهل للقيام بدوره في المجتمع في البناء والتطوير والتنمية فالسودان عاني منذ سنوات طويلة من تردي التعليم الاساسي ويتواصل للتعليم الجامعي ويستصحب تدني في المستوى الفكري والثقافي للخريج، وضحالة مخزونه من المعارف التي تتيح له الانخراط في الحياة العملية. يعزي ذلك لمشاكل مركبة وتراكمية نورد بعضها(مصادر متفرقة):
1-
المناهج التعليمية الفقيرة وغير المواكبة للثورة التعليمية في العالم وهناك علي سبيل المثال تدني مريع في مادتي اللغة الانجليزية والرياضيات .
2-
عدم توفر البيئة المدرسية السليمة للدراسة والتحصيل الاكاديمي مثال لذلك ضيق مساحات الفصول مقارنة بعدد الطلاب حيث تتكدس أعداد هائلة من التلاميذ يصل لاكثر من 100 احيانا بالفصل الواحد. ولابد من التنويه الي ان كثير من المدارس في المناطق الطرفية تقوم بالجهد الشعبي.
3-عدم توفر معينات التعليم الاساسية(كتاب- مقاعد- طباشير, الخ) . يشترك في الكتاب مثلا من 7-9 طلاب
ويقوم المعتمد بشراء الكتب من ميزانية المحلية لعدد محدود لايتناسب مع حجم الطلاب وهناك مدارس بكاملها يجلس فيها الطلاب علي الارض للدراسة ومدارس اكثر يفرض علي المدير شراء حتي الطباشير. كذلك يعاني الطلاب من ارتفاع اسعار الكراسات بالاضافة الكتاب المدرسي خاصة في المرحلة الثانوية فقد يصل الكتاب الواحد الي اكثر من 20 ألف جنيه احيانا.
4-
نقص كبير في المعلمين المؤهلين لتوصيل رسالة التعليم(العجز في العام السابق 3000 معلم) كذلك هجرة اعداد كبيرة من المعلمين اما لخارج البلاد او لمهنة التعليم ككل اذا انها اصبحت مهنة طاردة او مرغوية لمن يستطيع القفز بالزانة من مدرسة لاخري خصما علي جودة المادة و زمن الطلاب بطل مدرسة. هذا في ظل تميز المعلم السوداني في الخارج عبر السنوات لعل اخرها حصول معلمة سودانية تدعى (نوال بشير محمد بشير) على جائزة الشيخ (حمدان بن راشد) للأداء التعليمي المتميز بدولة الإمارات العربية المتحدة للعام 2009
5- السياسات التعليمية المجحفة التي ادت لتردي التعليم بصورة كبيرة, فحسب التقارير الصادره من وزارة المالية ان الصرف على الخدمات الاجتماعية بما فيها التعليم بلغ فى العام 1996 25% من الميزانيه و 14% في 1998 و وصل الي 4.7 % في 2003 ممايؤكد تناقص الصرف علي التعليم(احصائية قديمة ارجو التصحيح لمن لديه معلومة). ومثال فان ميزانية التعليم ضئيلة جداً حيث تعادل أقل من 1% من ميزانية ولاية الخرطوم. كما انه تتقاطع العملية التعليمة مع وزارة الحكم المحلي ووزارة التربية والتعليم مما يؤخر في وضع السياسات وتنفيذها ومراقبتها.
6- نسبة النزوح من الولايات للخرطوم تحتاج ما يعادل عشرة مدارس سنوياً لمقابلة الطلاب الوافدون مع أسرهم لولاية الخرطوم.
7-الرسوم الدراسية الباهظة الملقاة علي عاتق الاسر والتي ادت الي زيادة نسب التسرب والفاقد التربوي. هذه الرسوم تفرض بصورة غير مبررة بمدي مفتوح السقف وبرغم قرارات مجانية التعليم الا ان كثير من الطلاب لايزالون يعانون من الطرد من المدارس مما احساس القهر والعجز لدي الاسر يستتبع الخروج للشارع وامتهان مهن هامشية وقد تكون خطرة علي صحة الاطفال
وليس ببعيد عن الاذهان الحادث البشع في 2004 بانتحار الطفل موسي عوض الكريم وهو طالب بالصف الرابع بقرية ضرب
نار بمدينة الدويم حيث يفرض فى المدرسه التى يدرس فيها رسوم قدرها 500 جنيه تدفع كل سبت وتم طرد الطفل اكثر من مرة لعدم استطاعة اسرته دفع هذا المبلغ يوميا وفي احد عوداته مطرودا دخل الي غرفة وعلق نفسه في السقف ومات شنقا. ورغم مرور وقت طويل لازالت مجانية التعليم رواية خيالية يطيب للمسؤولين قصها علي الشعب ولايزال الاطفال يطردون كل صباح
اهداف الحملة:
1-الطرق علي مشاكل التعليم والبحث عن اسباب تدهوره وعن الحلول الناجعة بواسطة متخصصين في هذا المجال وعمل سمنارات و ورش عمل ورفع التوصيات للمسؤولين.
2-حث الدولة علي تطبيق قانون مجانية التعليم الذي لايزال حبرا علي ورق.
3-توفير المعينات الاساسية لعملية التعليم ومن اهمها:
الكتاب المدرسي الذي يعد ركيزة اساسية في مجمل العملية التعليمية رغم استحداث وسائل تعليمية مختلفة وبالتالي من المهم توفير كتاب لكل طالب.
المقاعد الدراسية المريحة للجلوس قرابة الثمانية ساعات وهي نقطة اساسية لدفع التحصيل الاكاديمي.
محاولة تاهيل الفصول المهدمة والمفتقرة للسبورة والتهوية السليمة.
4- تهيئة بيئة مدرسية ملائمة للمعلم والتلاميذ معا واقامة نشاطات تحفز كلا الطرفين علي ترقية الاداء.
5- تأهيل الكادر التعليمي في المراحل المدرسية المختلفة ومده بطرق ومناهج التعليم الحديثة.
6- نشر ثقافة التكافل المجتمعي و دور المجتمع ومسؤولياته تجاه القضايا الاساسية كالتعليم.
برنامج الحملة:
تستمر الحملة من 20-2 الي 1-7 لهذا العام وكل عام ان شاء الله وتركز علي المناطق الطرفية من ولاية الخرطوم ومعسكرات النازحين
تتم علي عدة مراحل حسب المعطيات والمتطلبات:
المرحلة الاولي:
مخاطبة اكبر عدد ممكن من المدارس الخاصة والنموذجية للمرحلتين الاساس والثانوية لجمع الكتب القديمة من التلاميذ بعد الامتحانات وقبل النتيجة. هذه المرحلة هي اصعب مرحلة وتتطلب عمل مكثف في زمن قصير وتحتاج اكبر قدر من المتطوعين والمتطوعات.
جمع الكتب من المنازل بمساعدة شباب وشابات كل حي
المرحلة الثانية:
1-مخاطبة اصحاب المطابع لاعادة تأهيل تلك الكتب لتصبح ملائمة للاستخدام مجددا.
2-جمع المقاعد وتاهيل الكنب والكراسي في ورش متخصصة ومخاطبة جهات للمساهمة في تصنيع اكبر قدر منها.
3-اقامة مناشط مختلفة لدعم الحملة(معارض, احتفالات) وتكون المساهمات فيها عينية.
4- جمع حقائب, ملابس , احذية, كراسات.
المرحلة الثالثة(بداية العام الدراسي):
1- المساهمة في تسجيل اكبر عدد متاح من تلامذة الصف الاول بمرحلة الاساس حيث تفرض رسوم حوالي 50 ألف جنيه يؤجل او يتخلي بسببها كثير من الاسر المعسرة ادخال اطفالهم للمدرسة.
2- توزيع الكتب والمقاعد والكنب والملابس بالتشاور مع المعلمين واهل المنطقة لمن لايستطيع.
3- اقامة ورش عمل لتأهيل الكادر التعليمي ومناقشة قضاياه.
4- اقامة ايام تشجيرية وعلاجية وترفيهية ليعض المدارس الطرفية.
email shimos98@gmail.com:
0912477541
0923007671
الاثنين، 27 فبراير 2012
إن شاء الله اجن وأزيد في الجن
رفع راسه اليَّ بغضب و انا اختلي به كعادتي في ركن قصي : محمد!! حاولتُ ان اجعل صوتي اكثر رقة و (حِنية)..رفض كعادته وخرج مسرعاً,,عدتُ للداخل وهربتُ من نظرات امي المتسائلة والمشفقة,,صوت الاذاعة يتماوج :
(ليه ياقلبي ليه..تاني رجعت ليه..زي ايام زمان عدت تحن ليه..ليه ياقلبي لييييه)
عددت المعادن التي تسبح في فضاء حقيبتي التاريخية..يمكنها بالكاد ان توصلني,حملتُ ذلك الكنز القديم وانتعلت حذاء الصبر صوب الطرقات المجدبة..اتسقط زاداً للمسير..
الرهق يكاد يطيح بنفسي..انزلني الكمساري الي ذات المكان قبل ان (اطقطق له)..تزاملنا سنوات طويلة بما يكفي ليعرف خطة سيري اليومية..لجنة الإختيار!!! ..وحيث أنني أربعة سنوات أحرث طرقاتها,,فلايسعني الاّ أن اعجب باسمها..فهي لجنة (الإختيار) حقاً..فالوظائف يكون قد تم أختيار شاغليها قبل اٌلإعلان عنها اصلاً.
.وقفتُ في الصف الذي يبدأ منذ الليل احيانا بعشرات البشر, الذين غالباً ما يتبرعون بحكايات (تطفشك سَقَط لقَط)..معتز (معاينات).. كما لقبه الجميع باعتباره اقدم سِنيَر.(.حيث انه يستقر هنا منذ فجر التاريخ ويدخل جميع المعاينات ولم يمر من احداها بعد),كان يتبرع ويشرح ( للبرالمة) عن الاجراءات,, وعن علاقة مايدور في تلك (الكواليس بمايدور في اذهانهم من كوابيس)..وعندما يسأله الجميع عن سرصبره..وكانما كان ينتظر تلك اللحظة.. يخرج كتاب ضخم ويتخذ وضعية زعامية ويخاطب حشود العطالة :
المادة 23 في الاعلان العالمي لحقوق الانسان:((لكل شخص حق العمل,,وحق حرية إختيار عمله.. وحقه في شروط عمل عادلة ومرضية))
ثم يغلق كتابه بعناية..مردفاً : وبما انو البلد دي مصادقة علي الاتفاقية دي..أنا مابخلي نصيبي في الوظيفة..دا أبسط حقوقي (كمواطن)..يهرش الجميع رؤوسهم متاملين تلك الجملة المبهمة. بلا شك ان معظمهم لم يسمع بتلك المادة ومن سمع فلا يدري هل تطبق ام لا؟
(أستاذ) مكاوي كما اخبرنا (المواطن) معتز معاينات ان نخاطبه,,كان المختص في شباك التقديم..صلعته الضخمة تغريك بان ( تنيشها بنبلة) قبل ان تتمالك اعصابك بأمل - مجهول المصدر- ان تصل اليه يوما ما..مايهمنا هنا انه اذا حصلت تلك المعجزة ووصلت الي هذا المكاوي.. فانه سيحرمك - هذا الشرف- حين يغلق الشباك لان مواعيد الفطور قد حانت,,وطبعا سيكون من الغباء ان تتحرك من مكانك خلال الساعتين القادمتين حتي ينتهي مكاوي من طقسه المقدس
..من المؤكد ان مكاوي ( بِكاوِّي) فينا.
(الشقِي يلقي العضمَة في الفشفاش),,هكذا تُخبرنا الحكمة القديمة,,وهي صادقة بوجه خاص في هذه البلاد وبوجه أخص لدينا نحن معشر العطالة,, وبعد ان يقارب اليوم علي الإنتهاء يطل مكاوي ساخطا.. وحيث ان حالتك ( تحَنِن الكافر) ستتوقع ان ينجز اوراقك بسرعة غيرأنه لايلبث ان يغلق شباكه للصلاة والصفوف في أنتظاره,,يبدو ان استاذ مكاوي (متدين جداً)..وتتفرق الصفوف كعادة كل يوم.
آخرون تجاوزوا سور الصين العظيم هذا,, (يطبطبون) عليك أنه من الخير الاّ تدخل تلك اللجنة مالم تحفظ القران والأحاديث والمعلقات السبع و اسماء جميع الوزراء والولاة..هذا بالطبع بغض النظر عن اسم الكلية المكتوب في شهادتك,,أو أن تجتاز قلعة هذه اللجنة بحصان طُروادة (واسطة مدنكلة),,و(في الحالتين انا الضايع) علي قول اغنيةٍ ما..
..امتطيتُ ارجلي نحو البيت فلم يتبق مايحملني اليه...اخذت جولتي المعتادة حول حينا حتي ينزل الظلام..لأضمن أن الجميع لن يلحظ عودتي وتبدا الاسئلة اليومية..(.اشتغلتي؟)..بلوزتي الاثرية التي ارتديها دوماً كفيلة بالإخبارعن هويتي من بعيد,,الكمساري الذي يقلني يوميا الي دروب العدم تلك,, ربما تساءل كثيرا عن تلك البلوزة الصفراء,, (باهتٌ لونها تسُوء الناظرين),,غير انه في النهاية يفضل ان يطلق صفيراً عالياً مصحوبا ب ( الداير يظهر يلبس أصفر) ويختمه ب ( غمزة سريعة). لابد انه يظن كباقي سكان المنطقة (اني ماعندي موضوع من كترة اللف والحوامة)..
في الشارع الخلفي لمنزلنا ولانني (كُجْ) فقد القت القبض علي محاسن جارتنا..(عِرفتك من بلوزتك الصفرا دي).قالتها باحتقار...ويبدو انها كانت فرصة دعاية مجانية لخيبتي..فمحاسن بارعة في اجترار الماسي..حتي لقبها الجميع ب (محاسن غَبايِن)..فلم يسلم منها احد في الحي.. العطالة-كحالتي- (والبايركس) –كحالتي ايضا بالمناسبة- كانت هي الفئات المستهدفة من قبل محاسن غباين..
وفي الطريق ادارت اسطوانة ابنها لؤي المهندس الذي سافر الي امريكا.. وابنتها سحر التي (عرسا داك يالدكتور المغترب الماخمج).. وعن شوقها الشديد لهم..هذه ( المحاسن ) تظن ان في راسي (قَنابِير) فهذه الاسطوانة هي (فشخرة وبوبار) ليس الا.. (وكان ما اخاف الكضب.. دي مكاواة عديل كدي).
.اما شلة الدكان..حسن وخالد وعلي,, ما ان يستجدي احدهم السجارة اليومية التي يتقاسمها الجميع,,حتي يظهر (حماد.. القَّدَّاد),,راجل محاسن غباين..ويبدا في المواعظ المعتادة,,عن مساوئ العطالة وضرورة العمل ويومئ الجميع بتهذيب,,ولايغرنك هذا الادب..كل الحكاية ان حماد القداد كان رئيس اللجنة(الشعبية)..التي لاتعرف شيئا عن (شعب الحي) الا عند الدعوة لاحدي الندوات اوالمسيرات (الوطنية)..ارجو – بِصدق- الا يسألني احدهم اي وطن ينسب اليه حماد تلك الخُزعبلات.
..ياعالم ارحمونااااااا من النِقة..هو نحنا لقينا شغل وابينا؟؟
تكورتُ في سريري..احاول ان اطرد كوابيس اليقظة بأُخريات المنام ..علها تكون اقل قسوة..التصقت عظامي واعصابي به اياما طويلة وتوقفت نبضاتي..تسلل صوت الحياة عبر المذياع..اغنيتي الحبيبة:
(عزة في هواك..عزة نحنا النضال,,للبخون صفاك)
غمرتني موجات الصفاء وقررتُ اني لا استطيع الاختباء داخلي اكثر.. خرج الجميع..ابي وبقية اخوتي الي المدارس..المنزل كله ذاهب للحياة..حتي امي ذاهبة خلف منزلنا تبحث عما تبقي من فحمات تطهو بها طعاما للجوعي العائدين ظهرا..وحده محمد..اصغر اخوتي..كالعادة يكون اخر الخارجين..يبحث دوما عن فردة شرابه الاخري..و كنوع من (البلبصة) بحثت معه عنها..يبدو انه سيرفض هذه المرة ايضا..حموووودي !! قلتها بلطف..مد الي لسانه القصير : ابييييت..مشهد مكرر
يبدو ان هذا ( الشافع السلِيط ) يحتاج اسلوبا اخر..(لمن اشتغل بجيب ليك عجلة)..خرجت تلك الكلمات- اظنها من فمي- نظر الي مذهولا..اما انا فقد (.فاجأني النهار). .وتحت ضخامة ذلك الوعد الذي خرج علي حين غرة.. هبط قلبي اما هو فقد قلب عيناه الصغيرتان واخيرا حسم المعركة داخله.. ثم اخرج (حق فطوره),, وحمل ما تبقي من طحنية العشاء..احسست بغُصة في حلقي وفرت الدمعات مني. صرت اخجل ان امد يدي لإبي وافضل ان اقتطع رزق الصغار لاوفر (حق المواصلات)..انبثقت الاغنية من رادينا القديم :
(بكرة الدنيا تحلي,,لما اجيك تاني)
دفعتني نسمات الأمل تلك الي فكرة مجنونة..ربما يكون ( العارِض) في هذه البلوزة الصفراء كما تخبرني نظرات ذلك ( الكمساري الشَليِق)...(.وكقرار شتائي بالإستحمام) ..ترددتُ طويلا قبل ان أطرق منزل الجيران..وقابلني الوجه (الخُنفُشاري) لمحاسن غباين..دخلت وخرجت في ثانية وانا احمل(شَدَة كاربَة) من ابنتها..ووصلني صوتها عبر الطريق وهي تصرخ فيها ( البِت الفَقُر النُقُر دي قتليك ماتصاحبيها.. بتَنحسِك)...فعلا ,,(انا أنحَس بلد)..ربما اكون السبب ان المياه في انقطاع دائم عن الحي والمجاري مكسورة والمركز الصحي مغلق وغيرها من الاشياء التي(يُقال) ان حماد مسؤول عنها..ربما؟؟..فكرتُ بجدية.
.استقليت تلك الحافلة ( المكركعة) تحت نظرات الكمساري المندهشة من ملابسي..هل عرف انها (شدة مُسترَدة).تساءلتُ بوجل؟؟..وبعد ان حدق مسافة ابتسم بتفهم : (خالكم داك جا من السعودية؟؟ ) اندهشتُ من التفاصيل التي يعرفها عن حينا..غير أني ارتحتُ لهذا التبرير من جانبه.
هذه المرة توقفت في مكان اخر. العنوان المكتوب علي الجريدة..شركة ضخمة تعج بالعربات والموظفين.. (عندكم اعلان وظائف!!!) خرج صوتي مبحوحا غريبا عني..قادوني عبر المكاتب الفاخرة الي موظف ارسلني لاخر وهو بدوره قذفني لثالث الذي – بطبيعة الحال- لم يكن يخلو هو الاخر من وقاحة, رمقني من خلف نظارته (قعر الكباية) ثم تطلع للورقة الوحيدة بملفي,,شهادة جامعية اهترئت من كثرة الايدي التي امسكتها ثم رمتها,,(خريجة منذ اربعة سنوات بدون سابق عمل او تدريب؟),,(وكيف يمكنني ان اعثر حتي علي خبرة..؟).. دار بيننا ذلك الحوار الصامت..ثم نظر الي بوجهه السُداسي وردد تلك العبارات البلاستيكية المعتادة في مثل هذه المناسبات.
,,حملت وريقتي وانا احس بإنعدام الجاذبية,,طارت أحلامي ل (بلدا ً طيرو عجمي).. ولحقني موظف الاستقبال باشفاق وهمس الي بالسر الذي يعرفه الجميع (جيبي واسطة !!),,استطالت الجدران بطريقي وخرجت اجرجر( الأسفلت) علي (اقدامي),,
عربة تسير امامي.اخرجت نافذتها لحنا شجيا :
(يازمن..وقف شوية,,واهدي لي لحظات ندية..وبعدها شيل باقي عمري,,شيل شبابي وشيل عيني)
فاوضتني الامنيات البعيدة,وأدتها حية,, كقدر كل الاجنة الحرام..
جيئة وذهابا رحت اخيط الطرقات بابر التعب والضيق..الي متي تغتالنا الاقدار؟؟ تساءلت بحرقة..باقي ساعة لحلول الظلام لاتمكن من دخول الحلة,,شد نظري محل ملابس امامي وبلوزة خضراء يانعة تطل من خلف الزجاج..الفتاة في الداخل اخبرتها انني اود ان اتفرج فقط..حتي تخفيضها لايجدي,,(لاني طبعا عاطلة منذ اربعة سنوات.. لو كنتي قريتي وتعبتي ومالقيتي كنتي عرفتي الوجع دا) اردفتُ باسي..امَّا ما جعلني اغادر فوراً علي استحياء معرفتي انها خريجة علوم منذ عدة سنوات.. لكنها لن تستسلم للعطالة..ستعمل اي عمل شريف يحفظ كرامتها..هكذا قالت بكل انفة
شعرت بالخجل,,طوال الليل افكر..في الصباح اجتماع سريع مع بقية العطالة شباب/ات,, الذين مثلي ضاق بهم الحال...وبعد مداولات مضنية استمرت عدة ايام ,, اصدرنا الاعلان العالمي لحقوق الخريجين :
اولا: سنقضي علي العطالة باي شكل,,تطايرت الاقتراحات والافكار
ثانيا :بند الاعترافات....الكل اقر انه لم يجتهد كفاية وظل يخدع نفسه والجميع بانه عمل اقصي مايستطيع..والحقيقة انه استسلم لليأس و لعن الحكومة.
.ملحوظة هامة :- هذا البند لايعني عدم استحقاق الحكومة للعنات..
ثالثا : سنعمل في الحي بإجتهاد ولن ننتظر ان يصحو حماد من نومه ..سنبدا بالمجاري وتوعية الناس
رابعا : ممنوع منعاُ باتاً الإستهزاء بالعطالة في الحي وتغيير اسمهم الي مستحقي البند 23
خامسا : (يا نحنا يا محاسن غباين وحماد القداد في الحتة دي)..انهم يهددون الامن القومي لحلتنا..
بعد إسبوع افتتحنا محل كمبيوتر وانترنت في النادي المحلي,,اجَّرنا جهازين من بعض شباب الحي المقتدرين,,وفي المساء دروس تقوية للأطفال برسوم قليلة بدل الدروس الخصوصية الباهظة, الجميع ساهم في تكوين مكتبة لايجار الكتب باسعار مناسبة لفائدة الكل ومشاريع اخري صغيرة..خريجي الزراعة انشأوا مشتل لحينا وللاحياء المجاورة وآخرون ايام علاجية برسوم رمزية وندوات توعية للأهالي.. قسمنا انفسنا لمجموعات عمل..تبرع البعض الذين ناشدناهم باسم( الوطن والانسانية) ..ان يتيحوا فرص تدريب دورية لشباب/ات الحي,,,بدات الحياة تبتسم,,
بعد اسبوعين حمل( دفار) كبير عفش محاسن وحماد الي حي اخر,,بعد ان انطلقت اشاعة مجهولة بان هناك(عمل) مدفون في منزلهم..اختلف الفقهاء حينها ..فالبعض اتهمنا نحن معشر العطالة.. غير ان الراجح أنَّ المكايدات النسائية في الحي استهجنت محاسن و (فلهمتا العَورا وشُيل البطارية في القَمرا).. علي اساس انو (هي شايفة روحا علي شنو؟ مِن حِنتا المنَقُوشة ولا مِن خُصلتا المَنكُوشة؟ ) علي حد تعبيرهن.. ولم تنس المكايدات ان تسبق سمعتهم وصولهم لذلك الحي املا ان يظلوا في
(لعبة الكراسي) او يتوبوا..
لم تمر ايام الّا و ظهرت( محاسنات جديدات وحمادين جديدين)..البعض قال باني (جَنيَّت)..فلايمكن ان اكون خريجة جامعية واعمل في محل عادي ..ابتسمت فلم تعد تهمني الاقاويل..ارتفع صوت الكمبيوتر في المحل :
قالوا قالوا قالوا علي شقي ومجنون..اكيد مجنون
ان شاء الله اجن.. وازيد في الجن ..وانتو جنوني( يافايقين).
هو كدا (ووب ) وكدا (ووبين)؟؟ عالم فاااايقة والبتابعا (افيق) منها
بعد شهر تقاسمنا الارباح..كانت قليلة لكنها اجمل نقود اخذتها,,سريعا احضرت علبة الوان ل (حمودي)..مع التشديد انِّي (ماُ زُغتَ) من العجلة كما اخبرتني نظراته المتشككة,,باقي النقود كانت لتلك البلوزة الخضراء خلف الزجاج..تعمدت ان اصعد الحافلة بتلك (القشرة)...الكمساري ابتسم (عربي عربي.. الجديد شديد) ,ذلك الكمساري تأتيه ( الشمارات) كالعادة..اما (الشمار) الذي علمته متاخراً.ان عدد مهول الكماسرة هم خريجي جامعات..احتقرت نفسي كثيرا واحتقرت نظرتي له,,الكثيرين/ات .يفضلون العمل الشريف بدل الجلوس علي قارعة الدكاكين والطرقات اوالإختباء في المنازل... كان عندي غرور زائف..ونظرة سطحية للاشياء..احسست بقيمة الناس والحياة..
عند عودتي ساضيف البند السادس لاعلان حقوق الخريجين : عدم احتقار اي مهن شريفة
. وعند محطة لجنة الاختيار وقفت ايضا,,علي( قول معتز معاينات)..التوظيف ابسط حقوقي كمواطنة..المادة 23 لاعلان حقوق الانسان تخبرنا ذلك..وان (عملت فيها الحكومة انو اضانا طرشا)...ولن اترك حقي مهما طال الزمن..وجدت كرسي معتز خاليا,,آخر الأخبار انه تم تعيينه في ولاية بعيدة..ربما ضاقوا بشهرته,,ابتسمت,,
المهم ان للصبر فائدة... اليأس نبتة صحراوية..لاتحتاج لكثير رعاية..ستنمو اذا اتحت لها فقط مكانا داخلك
تحسرت علي كل لحظة جلست فيها أندب حظي واضيع وقتي..وأنتظر وظيفة ضخمة أو أظل عاطلة..ساعمل واكتسب مهارة في الحياة العملية وأجمع خبرات تختلف عما عرفته وانا طالبة وهذا سيفتح لي دروب اخري يمكنها ان تقودني لآفاق أرحب..لن استسلم لليأس مرة اخري..حدثتُ نفسي بعزيمة..
.من هناك اتجهت بثقة للركشة..صار عندي نقود.لركوبها...وطيران بالبلوزة( الخدرا) علي بيت محاسن غباين الجديد.(لازم تشوف البت الَفَقُر النَقُر دي اخر قيافة).
.ومسجل الركشة يصرخ كعادته -بصوت عالي- احدي أغاني الحفلات :
(الليلة جينا وكية للمابيناااااا)
(ليه ياقلبي ليه..تاني رجعت ليه..زي ايام زمان عدت تحن ليه..ليه ياقلبي لييييه)
عددت المعادن التي تسبح في فضاء حقيبتي التاريخية..يمكنها بالكاد ان توصلني,حملتُ ذلك الكنز القديم وانتعلت حذاء الصبر صوب الطرقات المجدبة..اتسقط زاداً للمسير..
الرهق يكاد يطيح بنفسي..انزلني الكمساري الي ذات المكان قبل ان (اطقطق له)..تزاملنا سنوات طويلة بما يكفي ليعرف خطة سيري اليومية..لجنة الإختيار!!! ..وحيث أنني أربعة سنوات أحرث طرقاتها,,فلايسعني الاّ أن اعجب باسمها..فهي لجنة (الإختيار) حقاً..فالوظائف يكون قد تم أختيار شاغليها قبل اٌلإعلان عنها اصلاً.
.وقفتُ في الصف الذي يبدأ منذ الليل احيانا بعشرات البشر, الذين غالباً ما يتبرعون بحكايات (تطفشك سَقَط لقَط)..معتز (معاينات).. كما لقبه الجميع باعتباره اقدم سِنيَر.(.حيث انه يستقر هنا منذ فجر التاريخ ويدخل جميع المعاينات ولم يمر من احداها بعد),كان يتبرع ويشرح ( للبرالمة) عن الاجراءات,, وعن علاقة مايدور في تلك (الكواليس بمايدور في اذهانهم من كوابيس)..وعندما يسأله الجميع عن سرصبره..وكانما كان ينتظر تلك اللحظة.. يخرج كتاب ضخم ويتخذ وضعية زعامية ويخاطب حشود العطالة :
المادة 23 في الاعلان العالمي لحقوق الانسان:((لكل شخص حق العمل,,وحق حرية إختيار عمله.. وحقه في شروط عمل عادلة ومرضية))
ثم يغلق كتابه بعناية..مردفاً : وبما انو البلد دي مصادقة علي الاتفاقية دي..أنا مابخلي نصيبي في الوظيفة..دا أبسط حقوقي (كمواطن)..يهرش الجميع رؤوسهم متاملين تلك الجملة المبهمة. بلا شك ان معظمهم لم يسمع بتلك المادة ومن سمع فلا يدري هل تطبق ام لا؟
(أستاذ) مكاوي كما اخبرنا (المواطن) معتز معاينات ان نخاطبه,,كان المختص في شباك التقديم..صلعته الضخمة تغريك بان ( تنيشها بنبلة) قبل ان تتمالك اعصابك بأمل - مجهول المصدر- ان تصل اليه يوما ما..مايهمنا هنا انه اذا حصلت تلك المعجزة ووصلت الي هذا المكاوي.. فانه سيحرمك - هذا الشرف- حين يغلق الشباك لان مواعيد الفطور قد حانت,,وطبعا سيكون من الغباء ان تتحرك من مكانك خلال الساعتين القادمتين حتي ينتهي مكاوي من طقسه المقدس
..من المؤكد ان مكاوي ( بِكاوِّي) فينا.
(الشقِي يلقي العضمَة في الفشفاش),,هكذا تُخبرنا الحكمة القديمة,,وهي صادقة بوجه خاص في هذه البلاد وبوجه أخص لدينا نحن معشر العطالة,, وبعد ان يقارب اليوم علي الإنتهاء يطل مكاوي ساخطا.. وحيث ان حالتك ( تحَنِن الكافر) ستتوقع ان ينجز اوراقك بسرعة غيرأنه لايلبث ان يغلق شباكه للصلاة والصفوف في أنتظاره,,يبدو ان استاذ مكاوي (متدين جداً)..وتتفرق الصفوف كعادة كل يوم.
آخرون تجاوزوا سور الصين العظيم هذا,, (يطبطبون) عليك أنه من الخير الاّ تدخل تلك اللجنة مالم تحفظ القران والأحاديث والمعلقات السبع و اسماء جميع الوزراء والولاة..هذا بالطبع بغض النظر عن اسم الكلية المكتوب في شهادتك,,أو أن تجتاز قلعة هذه اللجنة بحصان طُروادة (واسطة مدنكلة),,و(في الحالتين انا الضايع) علي قول اغنيةٍ ما..
..امتطيتُ ارجلي نحو البيت فلم يتبق مايحملني اليه...اخذت جولتي المعتادة حول حينا حتي ينزل الظلام..لأضمن أن الجميع لن يلحظ عودتي وتبدا الاسئلة اليومية..(.اشتغلتي؟)..بلوزتي الاثرية التي ارتديها دوماً كفيلة بالإخبارعن هويتي من بعيد,,الكمساري الذي يقلني يوميا الي دروب العدم تلك,, ربما تساءل كثيرا عن تلك البلوزة الصفراء,, (باهتٌ لونها تسُوء الناظرين),,غير انه في النهاية يفضل ان يطلق صفيراً عالياً مصحوبا ب ( الداير يظهر يلبس أصفر) ويختمه ب ( غمزة سريعة). لابد انه يظن كباقي سكان المنطقة (اني ماعندي موضوع من كترة اللف والحوامة)..
في الشارع الخلفي لمنزلنا ولانني (كُجْ) فقد القت القبض علي محاسن جارتنا..(عِرفتك من بلوزتك الصفرا دي).قالتها باحتقار...ويبدو انها كانت فرصة دعاية مجانية لخيبتي..فمحاسن بارعة في اجترار الماسي..حتي لقبها الجميع ب (محاسن غَبايِن)..فلم يسلم منها احد في الحي.. العطالة-كحالتي- (والبايركس) –كحالتي ايضا بالمناسبة- كانت هي الفئات المستهدفة من قبل محاسن غباين..
وفي الطريق ادارت اسطوانة ابنها لؤي المهندس الذي سافر الي امريكا.. وابنتها سحر التي (عرسا داك يالدكتور المغترب الماخمج).. وعن شوقها الشديد لهم..هذه ( المحاسن ) تظن ان في راسي (قَنابِير) فهذه الاسطوانة هي (فشخرة وبوبار) ليس الا.. (وكان ما اخاف الكضب.. دي مكاواة عديل كدي).
.اما شلة الدكان..حسن وخالد وعلي,, ما ان يستجدي احدهم السجارة اليومية التي يتقاسمها الجميع,,حتي يظهر (حماد.. القَّدَّاد),,راجل محاسن غباين..ويبدا في المواعظ المعتادة,,عن مساوئ العطالة وضرورة العمل ويومئ الجميع بتهذيب,,ولايغرنك هذا الادب..كل الحكاية ان حماد القداد كان رئيس اللجنة(الشعبية)..التي لاتعرف شيئا عن (شعب الحي) الا عند الدعوة لاحدي الندوات اوالمسيرات (الوطنية)..ارجو – بِصدق- الا يسألني احدهم اي وطن ينسب اليه حماد تلك الخُزعبلات.
..ياعالم ارحمونااااااا من النِقة..هو نحنا لقينا شغل وابينا؟؟
تكورتُ في سريري..احاول ان اطرد كوابيس اليقظة بأُخريات المنام ..علها تكون اقل قسوة..التصقت عظامي واعصابي به اياما طويلة وتوقفت نبضاتي..تسلل صوت الحياة عبر المذياع..اغنيتي الحبيبة:
(عزة في هواك..عزة نحنا النضال,,للبخون صفاك)
غمرتني موجات الصفاء وقررتُ اني لا استطيع الاختباء داخلي اكثر.. خرج الجميع..ابي وبقية اخوتي الي المدارس..المنزل كله ذاهب للحياة..حتي امي ذاهبة خلف منزلنا تبحث عما تبقي من فحمات تطهو بها طعاما للجوعي العائدين ظهرا..وحده محمد..اصغر اخوتي..كالعادة يكون اخر الخارجين..يبحث دوما عن فردة شرابه الاخري..و كنوع من (البلبصة) بحثت معه عنها..يبدو انه سيرفض هذه المرة ايضا..حموووودي !! قلتها بلطف..مد الي لسانه القصير : ابييييت..مشهد مكرر
يبدو ان هذا ( الشافع السلِيط ) يحتاج اسلوبا اخر..(لمن اشتغل بجيب ليك عجلة)..خرجت تلك الكلمات- اظنها من فمي- نظر الي مذهولا..اما انا فقد (.فاجأني النهار). .وتحت ضخامة ذلك الوعد الذي خرج علي حين غرة.. هبط قلبي اما هو فقد قلب عيناه الصغيرتان واخيرا حسم المعركة داخله.. ثم اخرج (حق فطوره),, وحمل ما تبقي من طحنية العشاء..احسست بغُصة في حلقي وفرت الدمعات مني. صرت اخجل ان امد يدي لإبي وافضل ان اقتطع رزق الصغار لاوفر (حق المواصلات)..انبثقت الاغنية من رادينا القديم :
(بكرة الدنيا تحلي,,لما اجيك تاني)
دفعتني نسمات الأمل تلك الي فكرة مجنونة..ربما يكون ( العارِض) في هذه البلوزة الصفراء كما تخبرني نظرات ذلك ( الكمساري الشَليِق)...(.وكقرار شتائي بالإستحمام) ..ترددتُ طويلا قبل ان أطرق منزل الجيران..وقابلني الوجه (الخُنفُشاري) لمحاسن غباين..دخلت وخرجت في ثانية وانا احمل(شَدَة كاربَة) من ابنتها..ووصلني صوتها عبر الطريق وهي تصرخ فيها ( البِت الفَقُر النُقُر دي قتليك ماتصاحبيها.. بتَنحسِك)...فعلا ,,(انا أنحَس بلد)..ربما اكون السبب ان المياه في انقطاع دائم عن الحي والمجاري مكسورة والمركز الصحي مغلق وغيرها من الاشياء التي(يُقال) ان حماد مسؤول عنها..ربما؟؟..فكرتُ بجدية.
.استقليت تلك الحافلة ( المكركعة) تحت نظرات الكمساري المندهشة من ملابسي..هل عرف انها (شدة مُسترَدة).تساءلتُ بوجل؟؟..وبعد ان حدق مسافة ابتسم بتفهم : (خالكم داك جا من السعودية؟؟ ) اندهشتُ من التفاصيل التي يعرفها عن حينا..غير أني ارتحتُ لهذا التبرير من جانبه.
هذه المرة توقفت في مكان اخر. العنوان المكتوب علي الجريدة..شركة ضخمة تعج بالعربات والموظفين.. (عندكم اعلان وظائف!!!) خرج صوتي مبحوحا غريبا عني..قادوني عبر المكاتب الفاخرة الي موظف ارسلني لاخر وهو بدوره قذفني لثالث الذي – بطبيعة الحال- لم يكن يخلو هو الاخر من وقاحة, رمقني من خلف نظارته (قعر الكباية) ثم تطلع للورقة الوحيدة بملفي,,شهادة جامعية اهترئت من كثرة الايدي التي امسكتها ثم رمتها,,(خريجة منذ اربعة سنوات بدون سابق عمل او تدريب؟),,(وكيف يمكنني ان اعثر حتي علي خبرة..؟).. دار بيننا ذلك الحوار الصامت..ثم نظر الي بوجهه السُداسي وردد تلك العبارات البلاستيكية المعتادة في مثل هذه المناسبات.
,,حملت وريقتي وانا احس بإنعدام الجاذبية,,طارت أحلامي ل (بلدا ً طيرو عجمي).. ولحقني موظف الاستقبال باشفاق وهمس الي بالسر الذي يعرفه الجميع (جيبي واسطة !!),,استطالت الجدران بطريقي وخرجت اجرجر( الأسفلت) علي (اقدامي),,
عربة تسير امامي.اخرجت نافذتها لحنا شجيا :
(يازمن..وقف شوية,,واهدي لي لحظات ندية..وبعدها شيل باقي عمري,,شيل شبابي وشيل عيني)
فاوضتني الامنيات البعيدة,وأدتها حية,, كقدر كل الاجنة الحرام..
جيئة وذهابا رحت اخيط الطرقات بابر التعب والضيق..الي متي تغتالنا الاقدار؟؟ تساءلت بحرقة..باقي ساعة لحلول الظلام لاتمكن من دخول الحلة,,شد نظري محل ملابس امامي وبلوزة خضراء يانعة تطل من خلف الزجاج..الفتاة في الداخل اخبرتها انني اود ان اتفرج فقط..حتي تخفيضها لايجدي,,(لاني طبعا عاطلة منذ اربعة سنوات.. لو كنتي قريتي وتعبتي ومالقيتي كنتي عرفتي الوجع دا) اردفتُ باسي..امَّا ما جعلني اغادر فوراً علي استحياء معرفتي انها خريجة علوم منذ عدة سنوات.. لكنها لن تستسلم للعطالة..ستعمل اي عمل شريف يحفظ كرامتها..هكذا قالت بكل انفة
شعرت بالخجل,,طوال الليل افكر..في الصباح اجتماع سريع مع بقية العطالة شباب/ات,, الذين مثلي ضاق بهم الحال...وبعد مداولات مضنية استمرت عدة ايام ,, اصدرنا الاعلان العالمي لحقوق الخريجين :
اولا: سنقضي علي العطالة باي شكل,,تطايرت الاقتراحات والافكار
ثانيا :بند الاعترافات....الكل اقر انه لم يجتهد كفاية وظل يخدع نفسه والجميع بانه عمل اقصي مايستطيع..والحقيقة انه استسلم لليأس و لعن الحكومة.
.ملحوظة هامة :- هذا البند لايعني عدم استحقاق الحكومة للعنات..
ثالثا : سنعمل في الحي بإجتهاد ولن ننتظر ان يصحو حماد من نومه ..سنبدا بالمجاري وتوعية الناس
رابعا : ممنوع منعاُ باتاً الإستهزاء بالعطالة في الحي وتغيير اسمهم الي مستحقي البند 23
خامسا : (يا نحنا يا محاسن غباين وحماد القداد في الحتة دي)..انهم يهددون الامن القومي لحلتنا..
بعد إسبوع افتتحنا محل كمبيوتر وانترنت في النادي المحلي,,اجَّرنا جهازين من بعض شباب الحي المقتدرين,,وفي المساء دروس تقوية للأطفال برسوم قليلة بدل الدروس الخصوصية الباهظة, الجميع ساهم في تكوين مكتبة لايجار الكتب باسعار مناسبة لفائدة الكل ومشاريع اخري صغيرة..خريجي الزراعة انشأوا مشتل لحينا وللاحياء المجاورة وآخرون ايام علاجية برسوم رمزية وندوات توعية للأهالي.. قسمنا انفسنا لمجموعات عمل..تبرع البعض الذين ناشدناهم باسم( الوطن والانسانية) ..ان يتيحوا فرص تدريب دورية لشباب/ات الحي,,,بدات الحياة تبتسم,,
بعد اسبوعين حمل( دفار) كبير عفش محاسن وحماد الي حي اخر,,بعد ان انطلقت اشاعة مجهولة بان هناك(عمل) مدفون في منزلهم..اختلف الفقهاء حينها ..فالبعض اتهمنا نحن معشر العطالة.. غير ان الراجح أنَّ المكايدات النسائية في الحي استهجنت محاسن و (فلهمتا العَورا وشُيل البطارية في القَمرا).. علي اساس انو (هي شايفة روحا علي شنو؟ مِن حِنتا المنَقُوشة ولا مِن خُصلتا المَنكُوشة؟ ) علي حد تعبيرهن.. ولم تنس المكايدات ان تسبق سمعتهم وصولهم لذلك الحي املا ان يظلوا في
(لعبة الكراسي) او يتوبوا..
لم تمر ايام الّا و ظهرت( محاسنات جديدات وحمادين جديدين)..البعض قال باني (جَنيَّت)..فلايمكن ان اكون خريجة جامعية واعمل في محل عادي ..ابتسمت فلم تعد تهمني الاقاويل..ارتفع صوت الكمبيوتر في المحل :
قالوا قالوا قالوا علي شقي ومجنون..اكيد مجنون
ان شاء الله اجن.. وازيد في الجن ..وانتو جنوني( يافايقين).
هو كدا (ووب ) وكدا (ووبين)؟؟ عالم فاااايقة والبتابعا (افيق) منها
بعد شهر تقاسمنا الارباح..كانت قليلة لكنها اجمل نقود اخذتها,,سريعا احضرت علبة الوان ل (حمودي)..مع التشديد انِّي (ماُ زُغتَ) من العجلة كما اخبرتني نظراته المتشككة,,باقي النقود كانت لتلك البلوزة الخضراء خلف الزجاج..تعمدت ان اصعد الحافلة بتلك (القشرة)...الكمساري ابتسم (عربي عربي.. الجديد شديد) ,ذلك الكمساري تأتيه ( الشمارات) كالعادة..اما (الشمار) الذي علمته متاخراً.ان عدد مهول الكماسرة هم خريجي جامعات..احتقرت نفسي كثيرا واحتقرت نظرتي له,,الكثيرين/ات .يفضلون العمل الشريف بدل الجلوس علي قارعة الدكاكين والطرقات اوالإختباء في المنازل... كان عندي غرور زائف..ونظرة سطحية للاشياء..احسست بقيمة الناس والحياة..
عند عودتي ساضيف البند السادس لاعلان حقوق الخريجين : عدم احتقار اي مهن شريفة
. وعند محطة لجنة الاختيار وقفت ايضا,,علي( قول معتز معاينات)..التوظيف ابسط حقوقي كمواطنة..المادة 23 لاعلان حقوق الانسان تخبرنا ذلك..وان (عملت فيها الحكومة انو اضانا طرشا)...ولن اترك حقي مهما طال الزمن..وجدت كرسي معتز خاليا,,آخر الأخبار انه تم تعيينه في ولاية بعيدة..ربما ضاقوا بشهرته,,ابتسمت,,
المهم ان للصبر فائدة... اليأس نبتة صحراوية..لاتحتاج لكثير رعاية..ستنمو اذا اتحت لها فقط مكانا داخلك
تحسرت علي كل لحظة جلست فيها أندب حظي واضيع وقتي..وأنتظر وظيفة ضخمة أو أظل عاطلة..ساعمل واكتسب مهارة في الحياة العملية وأجمع خبرات تختلف عما عرفته وانا طالبة وهذا سيفتح لي دروب اخري يمكنها ان تقودني لآفاق أرحب..لن استسلم لليأس مرة اخري..حدثتُ نفسي بعزيمة..
.من هناك اتجهت بثقة للركشة..صار عندي نقود.لركوبها...وطيران بالبلوزة( الخدرا) علي بيت محاسن غباين الجديد.(لازم تشوف البت الَفَقُر النَقُر دي اخر قيافة).
.ومسجل الركشة يصرخ كعادته -بصوت عالي- احدي أغاني الحفلات :
(الليلة جينا وكية للمابيناااااا)
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)