الخميس، 15 سبتمبر 2011

التسامح والتطرف

التطرف فكرة موغلة في التاريخ منذ فجره وهو ثاني خطا وخروج علي الهدف الذي من اجله خلقت الدنيا..اعمار

الكون ... بعد العصيان من سيدنا ادم .. فقد كان التطرف تانيا لان قابيل لم بقبل بقسمة هابيل ثم لم يقبل بوجوده

فقتله وهكذا كان الاقصاء الجسدي اول جريمة في التاريخ ولم يزل هو اقسي الجرائم قتل الروح التي خلقها الله

بحقها وحرمان احد من هذه الهبة الربانية العظيمة لانه لايوافق رايك او قسمتك او معتقدك.
.
وثنائية قابيل وهابيل تتكرر بين اسرائيل وفلسطين والصين والايغور وبين التوتسي والهوتو.. ودارفور وو ومن

ضدها.؟؟؟؟. الخ .
.
السعي الحثيث لالغاءلاخر واقصاؤه فكريا وجسديا
=

غير ان الاصل في الوجود هو التسامح

انه قبول الاخر وجودا ورايا ..

ولنتقيل الاخر لابد من عبور البوابة..

بوابة المعرفة..

معرفة ماهيته و استيعاب فكره..

من دون التسامح لايمكن تقبل الاخرومن هنا يبدا الصدام..

ان فكرة التسامح بسيطة في حضورها..

القبول بالاخر والتعايش معه...
.
ولكنها فكرة مدمرة في غيابها...
.رفض الاخر واقصاؤه..
.
الذين يلصقون التطرف بالاديان هم اكبر المدعين والكاذبين علي الله عز وجل..

فان الله عز وجل ارسل انبياؤه لاصلاح حال البشر وليرتقوا بحياتهم نحو الافضل..

وليعيشوا بسلام ولتعارفوا وليعمروا الارض قال تعالي

((يايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم))


التطرف يهدد سلامة البشرية ووحدة المجتمعات.
.
لابد ان يفرق المتعصب بين اعتزازه بعقيدته او فكره واخلاصه له ومحاولة نشره لينفع به الناس

وهذا حق مكفول له..

و بين الانغلاق علي هذا الفكر واعتبار جميع المخالفين له هم اعداء يجب محاربتهم واشاعة الكراهية ضدهم ودق

طبول الحرب لمواجهتهم...

وهذا حال البعض ممن يعتقد ان الايمان الديني ملازم للتعصب..

لان الدين اكثر اكثر محرك ودافع شعوري ومن بعده العصبية للجنس او العرق

الايمان او عدمه حق اساسي للانسان قال تعالي
:
((فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر))

..

((افانت تكره الناس ان يكونوا مؤمنين))..

سبحان الله من اين ياتي هؤلاء الفاسدين بافكارهم الظلامية لقتل الناس بدعوي نصرة الحق والاسلام..عجبي!!!!

من اين ياتي مشرعوا القوانين بشريعتهم هذه؟؟

لدينا في السودان هنا صحفية ستجلد لانها لبست بنطالا فضفاضا اربعين جلدة..فمن اين اتي هذا التشريع..؟؟

وهناك في الصومال يجلد منتسبو المحاكم الاسلامية المتخلفين عن صلاة الجماعة في الشوارع عشرون جلدة؟؟

من اين اتت هذه التشريعات والمعروف ان الجلد في الاسلام له ثلاث حالات معروفة وحتي الفقهاء الذين جوزوا

الجلد للتعذير للعراة اقروا انه لايتجاوز عشر جلدات... فمن اين اتت هذه الاحكام المتطرفة.
.

ان التطرف في القوانين الوضعية هو نوع اخر يمارس من الاقصاء في البلاد المحكومة قهرا بديكتاتورية..اقصاء قانوني..

وفي هذا نحي الغرب الذي علي الرغم من كل مورثه في حكم الكنيسة الفاسد في القرون المظلمة ووصول اوربا

للدرك الاسفل من الانحطاط في وقت ازدهار العالم الاسلامي فكريا وعلميا وادبيا,,,,فان الوضع انعكس وصارت

اوربا الان دولة الحرية والمؤسسية والديمقراطية وصرنا نحن في كل بلد اسلامي
..

((((( ديكتاتور يحكم منذ الاستيلاء حتي الفناء او الاقصاء)))))....

سلاطين متعسفون يحكمون عشرات السنين منذ استيلائهم علي السلطة حتي موتهم او اقصاءهم باستيلاء

مغتصب اخر علي ملكهم ,,وكان الارض الواسعة لله هي ملكية حرة لابائهم..يتوارثوها عبر السنين ..ومن اشنع

الاثافي محاولة مبارك توريث ابنه جمال للحكم في مصر ..عجبي!!!!!!
==
ان الانسان قيمة مطلقة يبنغي ان تكون الاساس لتصرفاتنا واساسا لتعايشنا وتقبلنا للاخر..

بيد ان التسامح بين الناس هذه الايام كطوباوية او مدينة فاضلة يستحيل الوصول اليها فقط لا العيش فيها ,,,لان

اصل الاعتراف بالاخر اصبح رفاهية فكرية وليس حقا واجبا ناهيك عن تقبل الاخر ومحاولة التفاهم معه وهذه

مرحلة بعيدة للاسف
,,,

وحتي التسامح الموجود لايسلم من التطرف..


فهناك التسامح من فهم استعلائي انك الافضل وغيرك اضعف ينبغي الرافة به وهذا بالتاكيد ليس تسامحا انما

مسامحة

فالتسامح الحقيقي يقوم علي قناعة ان الجميع سواء في الحقوق والواجبات..
=

ان التطرف لادين له ولاجنس هو موجود في الديانات السماوية الثلاثة التي عرفت الفرقة والتعصب والتجريم

والقتل وحتي الاحراق.. رغم كل التعاليم السامية التي نزلت بها هذه الاديان...

في اليهودية معروف الصراع الدامي بين الرسل العديدين واتباعهم ..وعند تهجير اليهود لبابل في القرن السادس

قبل الميلاد وتزامنه مع شريعة سيدنا موسي شكل بداية اخري لليهود تضمنت تقسيم العالم لطاهر ونجس نجم

عنه افكار عند المتطرفين تمثل الاستعلاء الحادث حتي اليوم عند الصهيونية العالمية واستعلاء علي باقي

الاجناس لانهم شعب الله المختار..

يقول الدكتور المفكر عبد الوهاب المسيري (وهو مفكر جدير بالوقوف عند افكاره التجديدية كثيرا) يقول ان

التشريعات المختلفة هي محور الخلاف بين فرق اليهود فيري المتعصبون منهم انهم مكلفون بتنفيذ الشريعة

اليهودية كما هي والمعتدلون يرون ان التشريعات مرتبطة بزمان ومكلن محددين..(وهذ الشرح العميق يوضح فعلا

ان الارهاب لادين له لان نفس هذا الفهم موجود عند المتطرفين والمعتدلين في الاسلام فمثلا المتعصبين يرون

قتل من يحاول البحث عن رؤيته الخاصة بالنسبة للاسلام وقضية فرج فودة ماثلة للعيان

=
في المسيحية محاكم التفتيش واحراق الكنيسة للمخالفين لاتزال حية في الضمير الانساني ومازالت صرخات

المحروقين نسمعها بوضوح عبر الزمن..

حتي برنو الذي اقر بكروية الارض احرقته الكنيسة بلا هوادة في لحظة عابثة من لحظات التاريخ المجنونة.. واليوم

اطفال المدارس يعلمون هذا. ولايزال الاضطهاد والقمع بين الكاثوليك والبروتستانت قائما لليوم

=
الاسلام كان زاخرا بالمذاهب الفكرية ثم حدث التطرف ومحاولة اقصاء الاخر حتي بين الصحابة رضوان الله عليهم

وان كانوا يظن كل فريق انه علي حق وبدات الماساة منذ وقعة الجمل ثم صفين وانتهاء باستشهاد عبدالله بن الزبير

بن العوام وان كنا نعلم من هو الفريق الذي علي حق من نبؤات النبي (ص) الكثيرة لسيدنا علي وبعض من


يستشهد من الصحابة ممن ظلوا مع سيدنا علي انه ((ستقتلك الفئة الباغية)) كما حدث مع سيدنا عمار بن

ياسر..وحروب الخوارج والشيعة ثم انقسامهم انفسهم الي فرق جديدة كان ولا يزال جرحا نازفا في قلب امة

الاسلام وضميرها..وربما ويلات العراق الان والتكفير والتقتيل بيين السنة والشيعة هو محصول ذلك الغرس الفاسد
...

ثم جاءت عصور ازدياد الفرق والمذاهب وتفرعها ..وللاسف وقع الاحناف في كمين التخوين والتكفير....وخصومات

احمد بن حنبل مع المعتزلة معروفة (والفاجع ان محنة ابن حنبل واتباعه من المتحدثين عن قضية خلق القران...

بدات علي يد المعتصم الخليفة الامي الذي كان يكره العلم ..وقد كفر علي علمه من علماء اجلاء مثل سفيان

الثوري ووكيع وغيرهم .غير ان فكر المعتزلة وتقديمهم العقل علي النقل.. انتشر في بداية عهد المامون لحبه

للعلم ولا

افكار المعتزلة قبل ان يتخلي عنها.. ..ثم دخول عالم الصوفية بكل سطوته علي العامة والحكام سواء,, لما للشيوخ من

كرامات,, والمذاهب السلفية و الحروب الفكرية الطاحنة بين هذين الفريقين خاصة في عهد ابن تيمية وحروبه بالقلم

واللسان وحتي بالسيف ضد اصحاب البدع من بعض الصوفة وغيرهم (عبورا علي هذا الامر المهم جدا فان ابن

تيمية عكسا لكثير من المتعارف عليه .. قد فرق بين الصوفية العالمين بالكتاب والسنة واثني عليهم مثل
الشيخ الجنيد

الذي كان يقول ((ان المدخل الحق للتصوف هو العلم الكامل))..تمشيا مع حديث النبي (ص) ((ان الفقيه اشد علي

الشيطان من الف عابد)) ..فرق ابن تيمية بين هؤلاء وبين بعض شاطحي الصوفية خاصة من ينادون بالحلول

والاتحاد مثل ابن عربي المغربي المختلف حوله ((وهذا ايضا وقع كغيره بين مكفر له و بين من يعتبرونه الامام

الاكبر ذو العلم اللدني..دائما تطرف للاحداث والشخوص..ان كتاب السير والتاريخ هم مثل القضاء عليهم الحكم

بالعدل لان حكمهم ينزل للواقع ليعامل المتهم كمذنب او برئ)) ..وابن الفارض الشاعر الصوفي صاحب الروائع

وغيرهما..وتعرض ابن تيمية للسجن اكثر من مرة وهذا جزء اصيل من الاقصاء ... السجن للمفكر.. اقصاء

ظهوري..للحد من ظهور المفكر للعامة لنشر افكاره..علي الرغم من ان جزء مقدر من افكار ابن تيمية كان به ايضا

اقصاء فكري للاخر ممن لايؤمن ببعض اافكاره المتشدده او الجامحة.. اضافة لحدة لازمته في محاورة خصومه

جعلته دائما في حالة حرب وعدم انصاف تاريخي يكافئ غزارة علمه وقوة حجته في احيان كثيرة..وهو ايضا كغيره

من احداث التاريخ وقع بين نظرتي التشدد من المتعصبين من انصاره واعدائه علي السواء..وهكذا فان التشدد في

جوهر وطريقة انزال ونقاش الافكار يؤدي الي رفضها لانها تجافي الطبيعة البشرية المعتدلة..

الوسطية الوسطية الوسطية

هي الحل



التشدد والتساهل وجهان لعملة واحدة... كلاهما اقصاء للاخر..كلاهما اقصاء لحقيقة الاوضاع والاقصاء عن الحقيقة


بتمديد او كمش حدودها هو اقصاء مر وقاسي وخطير لانه حكم منزل لمن ياتي بعدك ويتوفر له مصدرك للمعرفة

لذا من الامانة واحترام الذات لكاتبي التاريخ ايراد ما للمتحدث عنه وماعليه ..ومن الظلم والاحجاف ذكر المحاسن او

المساوئ فقط.

نعود للقول ان الوسطية هي اساس الدين والحياة جميعها...
قال تعالي
((لايكلف الله نفسا الا وسعها
...
((يريد الله ان يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا)).
.
قال صلي الله عليه وسلم ((ان هذا الدين متين فاوغلوا فيه برفق))

واجمع الفقهاء علي انه (( اذا قيل قولا يحتمل الكفر مئة مرة والايمان مرة واحدة ...حمل علي الايمان))
.
وهذا الامر فيه مدعاة للاجتهاد وعدم الخوف من ولوجه خوف التكفير والمواجهات العنيفة
..
((من اصاب فله اجران ومن اخطا فله اجر))


ويعتبر التصوف الاسلامي الوسيط الحق (غير الشاطح..فالصوفية كغيرها من الافكار جنح بعض منسوبيها للتطرف .

.مثل ماكان يفعل بعض العامة من ايداع مظالمهم مكتوبه والدعاء عند قبور الاولياء بالرزق ورفع البلاء وهو مازال

قائما للان في السودان وغيره..ومثل افكار الحلول والاتحاد وغيرها) .. اقول ان التصوف الحق هو واحد من ثمار

التفتح والاتزان والنضوج لتقبل الاخر...لانهم جعلوا الانسان هو مركز الكون..وفي هذا سبقوا التيارات الحداثية .

..وكان شيوخ الصوفية يقولون
:
((الطرائق بعدد الخلائق))

رحمكم الله شيوخي الافاضل
==
عفوا للخروج علي النص وعودة للحديث عن الاسلام وكيف امر بالتسامح..
=
اعتبر الاسلام قضية الامن من اساسيات الحياة مثل الطعام

قال تعالي :

((فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف))

واعتبر الاسلام ان الخوف شر ماتصاب به المجتمعات

((فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون))

الاسلام بني ثقافة حوار اصيلة وتقبل للاخر يمكن به التعايش السليم بين مختلف الطوائف والاعراق

والقران هو اهم ما ركز علي هذا الاختلاف بين البشر

((وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ))

((ومن اياته خلق السموات والارض واختلاف السنتكم والوانكم ان في ذلك لايات للعالمين))


والقران نزل بنصوص قابلة للتفسير والفهم باكثر من طريقة لان الاختلاف رحمة ولان الزمان والمكان والعلم بالكون

واسراره في تطور وحركة التعايش والاختلاط في تغير مستمر وكلن بالمكان نزول القران نصوص قطعية ثابته
=
الاختلاف واقع اراده الله تعالي ((ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا

((ولو شاء الله لجمعهم علي الهدي فلا تكونن من الجاهلين))

بمعني ان الجاهلين وحدهم هم من يغصبون الاخرين علي الهدي او ايا ماكان من افكارهم الخاصة.. فعليهم ان

يفهموا ان لا الناهية الربانية هذه صريحة وواجبة العمل بها!!!!!

وكذلك من المهم ان اقول ان الحساب علي الاختلاف ليس بيد البشر ولكن الله اجله الي يوم القيامة

((وان جادلوك فقل الله اعلم بما تعملون. الله يحكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون))


وللناس يوم يلتقون فيه ياخذ كل مايستحق:

((يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون ان الله هو الحق المبين))


فبالله عليكم من اين اتي فكر التطرف وبن لادن والظواهري ومن علي شاكلتهم من الضالين ؟؟؟؟

من اعطاهم الحق ليبعوا الدين في مزادات الضلال وليوزعوا بطاقات الهوية والانتماء للدين باسم الله في كل فجاج الارض..؟؟؟

قال النبي (ص) ((يايها الناس ان ربكم واحد وان اباكم واحد كلكم لادم وادم من تراب لافضل لعربي علي عجمي

ولا لعجمي علي عربي الاباتقوي ان اكرمكم عند الله اتقاكم))..الخطاب للناس وليس للمسلمين فحسب..
=
اما تاريخ المسيحية مع الاسلام تاريخ طويل ومعقد

تنوع بين التسامح والعنف

والمروجون لاثارة هذا الذكريات ينسون ان المعارك بين المسيحين في بعضهم والمسلمين في بعض كانت اقسي من

تلك التي بين المسلمين والمسحيين.
.
ربما اكبر عقبة هي الحروب الصليبية التي ظلت حجر عثرة في ضميرنا اللاواعي وربما حان الوقت لقراءة متانية

يعيدا عن عصبية الدين وتقليل الهوة العميقة التي حفرتها تلك الحروب وردمها بتراب التسامح وتقبل الاخر بانسانية

مطلقة تساوي الجميع تحتها..

الحضارة الاسلامية جزء كبير منها تكون نتيجة الترجمة من الحضارتين الاغريقية واللاتينية ..اي ان الاسلام كان في

اوج ازدهاره بانفتاحه علي الغير ..لذا فان جمود الفكر كالبركة يتغير لونها وطعمها ورائحتها وتنعدم الحياة والغذاء

للمخلوقات داخلها..اما الانفتاح يولد مزيدا من الابداع..كما ان الحضارة الاندلسية التي نتباكي عليها للان الاولي

لنا ان نفهم سر عظمتها فقد كانت نتاج رائع لتمازج حضارتين ودينين وشعوب كاملة ولدت هذا النسيج الفريد.
.
فلنعيد النظر والقراءة والتفسير..للتاريخ والواقع والشريعة..
=

الاسلام كرم الانسان لانسانيته وحدها وليس لاسلامه
..
((ولقد خلقنا الانسان في احسن تقويم))

وفي خلق سيدنا ادم دلالة واضحة علي تكريم البشر حتي علي الملائكة الكرام الذين يسبحون بحمد الله اناء

الليل واطراف النهار.
.

وفي الصحيحين ((ان النبي صلي الله عليه وسلم مروا عليه بجنازة فقام لها واقفا اكراما للميت فقال له الصحابة

يارسول الله انها جنازة يهودي , فقال صلي الله عليه وسلم : اليست نفسا؟؟؟؟))

ياحبيبي يارسول الله
..
وقال تعالي :

((لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب

المقسطين.انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم وظاهروا علي اخراجكم ان تولوهم

ومن يتولهم فاولئك هم الظالمون))

اما الدعوة الي الله فينبغي ان تكون ((ادع الي سبيل ربك بالحكمة والوعظة الحسنة

((ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منهم))


ذكر ابن اسحق في السيرة انه (( لما قدم وفد نجران ..وهم نصاري كان النبي (ص) يصلي العصر فقام الوفد

يصلي في المسجد ..فقام المسلمون يريدون منعهم فقال (ص) دعوهم

ولذلك جوز بعض العلماء منهم ابن القيم صلاة دخول النصاري مساجد المسلمين والصلاة فيها اذا تعذر غيرها ويكون

ذلك بحضور المسلمين..(هذا الجزء لمن اعترض علي زيارة الرئيس الامريكي في القاهرة لمسجد محمد علي)))

وكان النبي(ص) يزور اهل الكتاب ويعودهم..

اما الفاروق رضي الله عنه فامر بصرف معاش دائم من بيت المسلمين ليهودي وعلل ذلك بان الله تعالي قال((انما

الصدقات للفقراء والمساكين)) وهذا من مساكين اهل الكتاب...(هذا الجزء للمتعنتين ممن يقولون ان لا اجتهاد مع ا
لنص.. انظروا التفسير والاجتهاد في الشريعة التي هي صالحة لكل زمان ومكان


والفاروق ايضا وهو من استشهد غدرا بطعنة ابي لؤلؤة المجوسي اوصي علي فراش الموت لمن بعده بذمة الله

ورسوله ان يوفي لهم بعهدهم وان يقاتل من ورائهم والا يكلفهم فوق طاقتهم.
.

لله درك يافاروق فماذا ابقي الاسلام للتعنت..والتطرف والجمود في الاجتهاد
..
((ان الاسلام دين الوسطية ولن يشاد الدين احدا الا شاده))


===============================================================
اهم ما اريد قوله نهاية وعفوا للاطالة:

الارهاب لادين ولا عرق له

يجب معرفة الاخر والاعتراف باحقيته في العيش والتفكير

التصدي للمتغولين والشاطحين ليس عن طريق القتل فعلي العكس تماما هذا التصرف يخلد فكرته اكتر وتظل في

انتظار من يحملها مجددا .وانما التصدي بالفكر والتفنيد والاجتهاد خاصة للعامة من الناس الذين يضيعون بين

التيارات المختلفة ويحارون من يتبعون..

الاسلام والحياة كلها هي الوسطية

يجب اتباع الوسطية دينا وفكرا وفهما وتقبلا... لنتعايش مع الاخر فعلي العكس تماما فان التشدد والاقصاء يولد مزيدا

من التشدد و التشدد لقهر افكار الاخر يولد الرفض لها بدل الاقتناع بها.. والحروب الدامية التي لاتبقي ولاتذر فكرا ولا جسدا..

الاجتهاد اصبح فرض عين لبعث الروح في نصوص الشريعة المحكمة السمحة التي جمدناها بتجاهلنا وترديدنا بكلام

السلف الصالح الذين هم انفسهم لم يظلوا علي تفاسير الصحابة والتابعين والتي هي اولي بالتثبيت ..بل اعملوا

عقولهم

واستفتوا قلوبهم وتركوا لنا هذا التراث الرائع الذي مازال علماء القنوات يقتاتون به وائمة الجوامع يخطبون به

ومحاوري المؤتمرات الدينية يعتمدون عليه علي الرغم من مرور كل هذه القرون وحدوث كل هذه المستجدات....

التحاور قيمة انسانية عظيمة .وبقدر ما ارتبط التحاور بالنمو والازدهار بقدر ما ارتبط الكبت بالظلم والقهر والطغيان

والفساد.في كل العصور.

الله نفسه عز وجل صاحب الارادة والمشيئة تحاور مع الملائكة..


واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماءونحن نسبح

بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم مالاتعلمون))

صدق الله العظيم

وصدق رسوله الكريم صلي الله عليه وسلم

ونحن علي ذلك من الشاهدين

اضعف الايمان
..
ولن يغير الله مابقوم حتي يغيروا ما بانفسهم...فلنبدا بانفسنا اولا..حتي نستطيع ان نغير نظرة العالم لنا...

اقول قولي هذا وكل حر في اعتقاده,,

و