طالما تساءلت كثيرا عن العلاقة بين كلمتي (كوز) و (كذب),,ودائما كنت اري انها اكثر من مجرد التشابه الموسيقي بينالمفردتين بل هناك علاقة وطيدة,,فخلال عقدين من الزمان ظل الكذب ديدنهم
..فمنذ البيان الاول الذي اتي موشحا بكثير من الاكاذيب عن الوطن والمواطن وثبت زيفها بمرور الايام,,منذ ذلك الصباح المشؤوم حين قال الترابي للبشير
اذهب للقصر رئيسا وساذهب للسجن حبيسا.
.هذه الخدعة التي اخفت بها الحركة الاسلامية تقويضها للديمقراطية.. شكلت منهج حكومة الانقاذ او الاهلاك هذه ..وعلي مر عهدها المظلم ظلت تكذب وتتحري الكذب.
.وربما كانت الكذبة العظيمة التالية هي ذلك الوجه الاسلامي الذي طلته علي وجهها الشمولي المهووس بفقه الاجتهاد والمخارجات ولم تستطع كل مساحيق التجميل اخفاء الانتهازية والبرغماتية ورغبتها المحمومة بايجاد شرعية لاغتصابها الديمقراطية كعادة كل الانظمة العسكرية.
.ولو كانت هذه الصبغة تتعلق بالعقيدة فسيسهل خداع الناس ردحا من الزمان..وحققت بذلك مكتسبات تاريخية اهمها حرب الجنوب ..
.فمع( اسلمة ) القتال هناك استطاعت ان تستنهض الاف الشباب نحو معسكرات الدفاع الشعبي ثم كدروع بشرية في الجنوب لحماية وجودها وذهبوا - مغسولي العقول - اولئك تحملهم( اشواقهم الدينية ) او (احباطاتهم الدنيوية ) بحثا عن الحور العين ورائحة الجنان عند مقاتلة الجنوبيين (الكفار) بدعوي اعلاء كلمة الله ونشر الدين.
=
.ثانيا استطاعت ان تستقطب اموال الحركات الاسلامية في شتي انحاء العالم التي ارتات في نظام الجبهة احلامها بالوصول الي تجارب مماثلة,,,,,ثالثا ابقاء ميزانية البلاد كدولة محاربة يتيح فرص لامحدودة للسلب والنهب.
.اذكر انه تحت مايسمي دعم المجهود الحربي كان يتم اقتلاع منزل او عربة او مرتب اي موظف حكومي ويمكن استقطاع ضرائب واتاوات تحت بنود كثيرة تبدا بزاد المجاهد ولاتنتهي عند دمغة الشهيد التي كانت تستقطع زمنا طويلا بعد اتفاقية نيفاشا وتوقف الحرب
..هناك اكاذيب اكثر الما,,فتحت بند مايسمي التطهير والتمكين,, جاء الصالح العام ليقتلع في العشرة اعوام الاولي اكثر من 100 الف مابين استاذ جامعة وموظفين واطباء وعمال من خيرة خبراء الوطن,,لمجرد انتمائهم السياسي او لامتناعهم المشاركة في النهب من خزائن الدولة,
=
,انما نستطيع بكل ثقة القول ان اكبر جريمة سطو مسلح حدثت لطيب الذكر المرحوم مشروع الجزيرة.. فمنذ انشائه علي يد المستعمر البريطاني1925 ..ظل يشكل عصب الحياة ويضخ الدماء في شريان الدولة,,وسنتوقف طويلا لنتساءل: ايهما اصلح الاحتلال البريطاني ام الاحتلال الكيزاني
,,يسعدني ان اجيبك بان الانجليز شقوا القنوات والترع وانشاوا البنيات الاساسية للمشروع واقاموا التفاتيش وجلبوا اليه خبرات من جميع البلاد وظل في عهود طويلة يوفر فرص عمل هائلة واسواق ومصانع محلية ومحاصيل غذائية وتصديرية و مصدر اساسي للدخل القومي
..وستعود ايضا للوثوق من نظرية الكذب عند هؤلاء المهوسيين ..حيث ان من اكثر الاكاذيب التي (فلقوا)بها راسنا هي نظرية(ناكل ممانزرع) التي اقيمت لها الاغاني والاحتفالات ورقص علي انغامها اصحاب تلك العصي والوجوه الشائهة,,وسيكون من المناسب ان تقهقه عندما تعلم اننا الان نستورد الطماطم من الاردن والثوم من الصين
,,ثم لك الخيار ان تضحك او تبكي عندما تعلم ان اجمالي مساحة الذهب الابيض كما كنا ندعوا القطن –فخرا-,,تبلغ مائة الف فدان من اصل مليون فدان قبيل قدوم العسكر,
,مهلا,,فان 70% من هذه المساحة المتروكة تم استبدالها بزراعة القمح وهنا لا املك الا ان اقاسمك الوجع- اذا كنت من الجيل القديم مثلي - حين نتذكر اغاني تلفزيون السودان المشؤوم (مادايرين دقيق فينا,,قمحنا الفي بكفينا) وهنايمكنك بوضوح متابعة حبل الكذب الكوزي حين نعلم شيئين,
,الكذب في ادعاء المعرفة,,حيث ان محصول القمح موسمي يحتاج خبرات ورعاية لم يتوافران,,,والكذبة الاخري فهي اننا الان نعتبر من اكبر الدول المستوردة للقمح عالميا..كما اننا نستورد اكثر من 80% من اجمالي احتياجاتنا الغذائية,,فلا (قمحنا بكفينا ولايحزنون)ه
,,التدهور والفساد الكوزي هذا تماما كالسرطان يستشري في جسد الوطن بلاتوقف,ويمكنك ان (تنخلع) اذا عرفت ان الصمغ العربي الذي كان السودان يصدر منه اكبر الانتاج العالمي,,نتيجة سياسات الحكومة الرعناء.. اصبح سلعة تهريب رئيسية لدول اخري تعيد تصديره للعالم..اما مايحدث اليوم في الدندر فهو بلا شك فاجعة كبري فهناك 200 الف مواطن يواجهون الجوع مع دخول فصل الشتاء ,,لفشل موسم الخريف,,والحيوان كذلك هناك مهدد بكارثة بيئية
الحكومة اهملت الزراعة واتجهت بثقلها نحو البترول الذي لم يري منه الشعب شيئا سوي رقيص الجبهجية في احتفالاتهم وشعاراتهم الزائفة,
,حبوبتي قديما كان تقول في (غلوتيتها : دخل القش وماقال كش )اشارة الي الظل,,,الذي تراه و لكن لايوجد له وجود مادي,,كذلك البترول لم (يكشكش) في حياتنا بعد,
,ربما امكنني الان ان انظر بسخط اقل الي المعارضة في اوائل ايام البترول حين قامت بتفجير خطه معلله ذلك بانه من الافضل للبترول ان يعود لباطن الارض بدل ان يذهب لباطن (كروش) الكيزان,,وقد كان,,
من الغريب ان عائدات الزراعة وصلت قبل مجئ العسكرالي 600مليون دولار وهي نفس عائدات البترول بعد مجيئهم,,للاسف ماحدث ان الشعب لم يبق له لا هذه ولا تلك , تحولنا من الذهب الابيض الي الذهب الاسود,(,في الحالتين انا الضائع)..كما يقول الشعب..,,تم نهب كل الثروات بجميع الوان الطيف
,,يعرف علماء الاقتصاد.هذه الظاهرة ب (الداء الهولندي) حين تحولت هولندا من الاعتماد علي منتجات الالبان الي اقتصاد بترولي..وبالرغم انه لم يحدث نهب له مثلما حدث هنا,,الا انهم دفعوا ثمنا باهظا نتيجة الاعتماد علي مورد واحد بعد ان نفذ مخزونهم النفطي وتدهورت صناعتهم الاصلية,,
.الا ان هناك ظاهرة ((( الداء الجبهجي))),,,وهي ظاهرة تستحق الوقوف من علماء الاقتصاد والاجتماع والطب فسيجدون بلاشك متلازمة من عدة امراض اهمها الفساد والكذب
..اذا مررت علي الفساد نفسه تجده تعرض للكذب,,الاحصاءات تقول انه لايتجاوز 9%,,هل تدرك الان فداحة هذا الكذب,؟؟ه
,حسنا من اين تتطاول هذه البنايات الشاهقة ..من اين اتي(هؤلاء) بكل هذا,,من اين بنيت دور المؤتمر الوطني التي تنتشر كالدمامل في جسد احيائنا,,ان هذه الحكومة تكذب بطريقة تستحق الاشادة وبحرفية تستدعي الانبهار
هؤلاء القوم يمدون حبل الكذب- الذي تبين انه لم يكن ابدا قصيرا- فليس اسوا من جلد المسيحيات القصر تحت مسمي الشريعة,,هؤلاء الكيزان يكذبون علي الله فمن الطبيعي ان (يخمونا) ومن (الاطبع ) ان (نتخم) لاننا شعب اضينة كما اثبتت الايام,,
يمكنننا الاعتراض والجعجعة والخروج الي الشوارع نهاية مباريات الهلال والمريخ,,اما ان يرتفع السكر الذي يخرج جواله من المصنع بمائة الف ليباع بمائة وسبعين الف,, لتصرف منه الحكومة علي حملتها الانتخابية والجميع في صمت,,فهذه هي (الحقارة ) عينها
قصة الكذب هذه ابتدات منذ ليلة الانقلاب,,وتواصلت طيلة عهده السقيم,, فهذا البشير ظل يوزع الابتسامات البلهاء ..والرقصات الشتراء ,,والطلاقات الجوفاء,, في تسيير مصالح البلاد القومية,
,وبعد (لولوة وضياع وقت ..جابا باللفة) وقرر ان يسمح لقوات هجين بدخول البلاد,
,كان لابد ان يصدر هذا القرار الهجين من حكومة هجين بين العسكر ومهاويس
الدين المتاسلمين هؤلاء, وبعدها صرح ان المحكمة الدولية (تحت جزمتو) ه
ثم لم يلبث الا قليلا بان اسرع بوفده مهرولا صوبها للفصل في ابيي,
,في سابقة دولية خطيرة للاحتكام لمحكمة دولية في شان داخلي
,,كذب حقير,,كيف اصبحت المحاكم الدولية هي فجاة هي الملاذ الامن,
,,البشير يظن نفسه انه يجلس تحت ضل شجرة في حوش بانقا ويفتي في
امور (الدكاكين وختات المناسبات) بحلائف الطلاق هذه
,
,التي دائما ماتجد( مخارجة) فقهية,,بعد ان (تدق الدلجة)ه
****
علي الطلاق,,ان
هذه الحكومة تكذب وتستمرا الكذب بصلابة مبهرة
ظل سنوات طويلة يتحدث لاجهزة الاعلام بكل ثقة ويبدا بالبسلمة ويختم بالصلاة والحمد ويقول لاتوجد لدينا بيوت اشباح للتعذيب,,,الان بعد سنوات بذات الخطاب المتاسلم,,اتي ليعترف بتلك المقاصل والمسالخ الجبهجية,,
كذبت الحكومة في العملة.. وظلت تمارس القسمة علي عشرة كلما ازداد التضخم,,صار الجميع في الشارع حتي الحبوبات يحفظن جدول عشرة اكثر من ابنائهن,,خشية الوقوع في فخ (سيد ركشة يدقسك بي عملة جديدة كل حين,, من جنيه قديم ,,لي دينار حين قرروا- اسلمة العملات- الي جنيه جديد) ه
و تتواصل العروض المسرحية,,جميعنا يذكر تلك المرحلة الهلامية التي كان الجميع يتساءل ببلاهة روتينية,
ه,(اجيك الساعة سبعة بالقديم ولا الجديد؟؟,) ه
هذه الحكومة كذبت حتي في الزمن (الخلقو الله)ه ,,,
بمناسبة الكذب يقال ان الكذب ثلاثة انواع : الابيض والاسود والاحصاءات,,وكما ضعنا بين الذهب الاسود والابيض كذلك في الحالتين انا الضائع,, بين الكذب الابيض والاسود,
,فالكثير من تاريخنا مشوه بفعل الاكاذيب المتعمدة ويمكنك ان تستمع- فاغرا فاك - الي شاب من الجيل الجديد لتري بنفسك ماذا حل من خزعبلات بهذه الرؤوس من تغييب وتسطيح للقضايا وانكفاء علي الذات,
,اما الاحصاءات في هذه المقولة فلابد انها الانتخابات,,من المؤكد ان هناك تزوير خطير وتجاوزات وطبعا كذب في فترة التسجيل خاصة مع انحياز الحكومة وتراخي المفوضية .
.لكن من المؤكد ان التخلي عن حقك في التسجيل او الاقتراع هو الاكثر خطورة..سنقول انها الخطوة الاولي لدحر هذه العصابة الكاذبة لعلاج هذا الداء الذي استشري في جسد الوطن,..,
لايزال الرجل يكذب,, ويتحري الكذب,, حتي يكتب عند الوطن كوزا,, ,
الكيزان,,, يكذبون بادمان
الزراعة التي كانت تشكل عمودنا الفقري اكثر من ثلث الدخل القومي ويعمل بها نصف القوي العاملة..اصبحت هي اطلال بالية,,,
الان مشروع الجزيرة بعد ان اصبح خرابا ينعق فيه البوم, وامتص هؤلاء الدراكولات دمائه..وتم تشريد قرابة اربعة الاف موظف باستحقاقات هزيلة والابقاء علي ثلاثمائة فقط مع مصير مجهول,,ثم ,قرروا بيعه.
لنزار قباني قصيدة يحكي فيها عن عسكري طاغية يقول
في حارتنا ديك سادي سفاح,,كان ببيع ثياب ابيه.. ويرهن خاتمه الزوجي,, ويسرق حتي اسنان الاموات),ه
,الحكومة الان تحاول ان تسرق اسنان الاموات,,ان تاكل من جيفة مشروع الجزيرة ببيع اصوله وقبض ثمنها.ثم من الطبيعي ان تدرك- عزيزي القارئ الذي اشكر لك ان استطعت ان تصل الي نهاية هذا الحديث الملل- ان هذا البيع سيكون لشركات تتقاسم الارباح مع هؤلاء اللصوص
****
ادخل وشارك في الموقع ادناه,, بالتوقيع لوقف جريمة بيع مشروع الجزيرة
http://www.petitiononline.com/icdgs/petition.html
,,وعلي قول القائل..مارس/ي اضعف الايمان.. بكل ايمان,,