الثلاثاء، 3 نوفمبر 2009

انين النايات.. بوح الارواح المسافرات




الناي..سحر خرافي
..
له موسيقي عجيبة تاسر القلوب وتنزل الدموع وتثير الشجن وتغسل الارواح
ننساق في احلامنا وذكرياتنا ونطلق العنان لمشاعرنا مع صوته الحنون
ولكن اعزائي توقفت عند سر اخر..فالناي قد حمل معاني اكثر عمقا واثقل حمولة
 اكثر من حفل به اثنين من كبار المتصوفة
.
ان فهمنا المعني الحق للتصوف
حين ترتفع الحياة عن حواجز الزمان والمكان..حين تعبر الرؤي حدود الانسان
هما المتصوف الفخيم جلال الدين الرومي..والطائر المهاجر جبران خليل جبران
الاول عاش قبل ثمانية قرون ,,والثاني عاش قبل اكثر من قرن واحد
بكل اختلافات الزمان والمكان ,,كان الناي هو الجامع المشترك
بين اشواق النفوس للوصول وانعتاقات الذات من قيودها الثقيلة
والناي من الرموز الصوفية المهمة. ففي أعلى مستوى،يرمز الناي للمرشد
الذي يدور جسده في الرقص بينما يصعد بكلّيته إلى مقام الألوهيّة “من خلال”
نشيج الناي. إنه عبر هذه الوسيلة، يتكلم الشيخ إلى مريديه،
رغم أنه، جسدياً، قد يكون قد ناي بنفسه او غادرهم للحق منذ قرون.




وهو مدفون بقونية في تركيا,,كتب علي قبره

يا من تبحث عن مرقدنا بعد شدِّ الرحال

قبرنا يا هذا في صدور العارفين من الرجال

مصنفه المثنوي من الانجازات العرفانية الضخمة في الادب العالمي,,
فقد بث عبر نايه تطابقا تاما بين الناي والمتصوف الذي قطع مراحل

العشق الالهي ووصل درجة الفناء في الله ,فمايصدر عنه من الحان
ليس فعل الناي وانما من فعل عازفه,,الله خالقه وخالق الاكوان جميعها
وهكذا المتصوف,,يفني في ذات الله,وكل مايصدر عنه مرجعه الي الله

اسمع من الناي حين يحكي..وهو من الم الفراق يشكي
عندما قطعوني من بين القصب..من صياحي وانشغالي تالم الجميع
سامزق بعزفي نفسي قطعة قطعة.حتي ابث في الكون قصة الم الاشتياق
وهذه النار التي حلت في الناي هي نار العشق
صوت الناي نار وليس نفسا,,من لايصطلي بنار فليس له نفس
..
في حياتنا اليومية نلاحظ ضروبا مختلفة من مشاعرنا الانسانية الدنيا
غضب حزن غيرة انانية جوع تطلع لهفة حرمان كذب ادعاء رغبات تخيل ووو
لنتخلص من هذه الادران نحتاج الي انسجام بين الذات والكون
فالناي عند الرومي في صوته العميق..مر برحلة تشبه الانسان
فقط قطع عن امه الشجرة ,,, واصبح عودا بلا فائدة
كما قطع الانسان من الجنة وهام علي وجهه ظلوما جهولا
ولا جل ان يستعيد ذاك الفردوس المفقود,,فان الناي ينظف من الداخل
ثم يحرق ,,حتي يقدم فائدة جديدة وهو العزف عليه
والعزف لايحدث حتي ينفخ فيه ونفس العازف الذي يخرج
به الصوت يقول انه ليس نفخا وانما نار من شدة العشق
وهكذا الانسان ينظف نفسه ويحرق ادرانها
وينفخ الله فيه بما يهبه اياه من المجالي الربانية,,فيخرج لحن الخلود
ان الناي نديم لكل من فرقه الدهر..من راي مثل النار سما وترياقا
لقد اصبحت الايام متشابهة في الهموم..فلتذهب الايام
ولتبقي انت ايها الناي رمزا للطهر والنقاء
ان العشق جعل جسم الارض يعلو علي الافلاك

اما جبران في قصيدته الاشهر صاحبة اسم ديوانه الاوحد..المواكب
والتي كان الناي فيها هو حبيبته الغالية يكتب لها وبها عن لواعج ذاته
جبران الذي قال حين عاش ذلك الطيران نحو الاعالي,,

ه(لم اكن في الماضي الا جذر مطمورا في الارض واليوم
لا ادري ماذا اصنع من كثرة مالدي من هواء ونور وفضاء)ه
ذلك حين عاش التحرر من عبوديته لذاته,,وحلق بعيدا وتصالح مع نفسه
قال عنها ميخائيل نعيمة (ان هذه القصيدة هي صدي النزاع الداخلي
في نفس جبران بين ايمانه بفطرة الناس الالهية وبين مايبصره فيهم من بشاعة)ه
وربما كان يقصد بالناي الذي ينفخ فيه,,رمز الروح التي ينفخ فيها الله وتلتقي
كل الارواح فتؤلف لحنا واحدا للروح المخلوقة ..لحنا لا نشاز فيه

الخيرفي الناس مصنوعٌ اذا جُبروا و الشرُّ في الناس لا يفنى و إِن قبروا
و أكثر الناس آلاتٌ تحركها أصابع الدهر يوماً ثم تنكسرُ
فلا تقولنَّ هذا عالم علمٌ و لا تقولنَّ ذاك السيد الوَقُرُ
فأفضل الناس قطعانٌ يسير بها صوت الرعاة و من لم يمشِ يندثر
**** ****
أعطني النايَ و غنِّ فالغنا يرعى العقولْ
و أنينُ الناي أبقى من مجيدٍ و ذليلْ
**** ****
وأنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود هل إتخذت الغابة مثلي منزلا دون القصور
فتتبعت السواقي وتسلقت الصخور هل تحممت بعطره وتنشفت بنور
وشربت الفجر خمراً من كؤوس من أثير .
.هل جلست العصر مثلي بين جفنات العنب والعناقيد تدلت كالثريات الذهب
هل فرشت العشب ليلا وتلحفت الفضاء زاهداً في ما سيأتي نااسياً ما قد مضى
أعطني الناي وغني وانسى داء ودواء ,,,إنما الناسُ سطورٌ كُتِبَتْ لكن بماء
يعلن بها جبران ثورته ضد السؤ في العالم وملجاه للناي للتخلص من تلك الاوحال
اذا اعتبرنا الناي بمعني الروح المتفانية في العالم العلوي..
واعتبرنا الغنا هو العشق اللامتناهي تجاه العالم العلوي
واعتبرنا انين الناي هو لحن الروح المتالمة
يكون الشاعر يقصد المعاني التالية : ه

اعطني الروح المتفانية واعشق فالعشق اللامتناهي تجاه العالم العلوي
يرعي العقول دون اجبار,فان الم ولحن الروح المتفانية اخلد
من كل انواع البشر وطبقاتهم ,,المجيد او الذليل من البشر
اي من الاوصاف الدنيوية التي جاءت لخدمة الاغراض الدنيا.
يقصد الشاعر به خلود الروح البشرية
يواصل الشاعر في سفره العلوي وسخطه الدنيوي

و ما الحياةُ سوى نومٍ تراوده,,,احلامُ من بمرادِ النفس يأتمر
و السرُّ في النفس حزن النفس يسترهُ,,,فإِن تولىَّ فبالأفراحِ يستترُ
و السرُّ في العيشِ رغدُ العيشِ يحجبهُ ,,فإِن أُزيل توَّلى حجبهُ الكدرُ
فإن ترفعتَ عن رغدٍ و عن كدرِ ,,جاورتَ ظلَّ الذي حارت بهِ الفكرُ
**** ****
ليس حزن النفس الاَّ ظلُّ وهمٍ لا يدومْ,,,,,و غيوم النفس تبدو من ثناياها النجومْ
أعطني الناي و غنِّ فالغنا يمحو المحنْ,,,,,و أنين الناي يبقى بعد أن يفنى الزمنْ
***
غنتها فيروز وهذه روعة اخري
http://www.youtube.com/watch?v=zQJqu675Ino
=
الفيلسوف الالماني بولنوف يقول:ه

ان الشرط الاول للحوار هو القدرة علي الاصغاء للاخر والاصغاء هذا اكثر من معني التقاط
الاشارات الصوتية,,بل يعني ان الاخر يود ان ييقول لي شيئا مهما
شيئا علي ان افكر فيه,,وقد يرغمني اذا دعت الضرورة ان اغير راي
يقول السيد المسيح

احبوا اعداءكم ,,,,,وباركوا لاعنيكم
فلنتسامح
ولنصفوا
ولنعلوا
فوق الجراح,,فوق الالم,,فوق العذاب,,فوق ذواتنا الضيقة
فوق التصانيف,,فوق الاختلاف,,فوق الملل والنحل والمسميات
ان التصوف ايمان وعمل وعبادة ودعوة وأخلاق وبر مطلق، وهو إرادة وجه الله
في كل قول أو عمل أو نية أو فكر، دنيوي أو أخروي، وهو التسامي بالبشرية
إلى مستوى الإنسانية الرفيعة، فهو وحي من الوحي، وهو الدين كل الدين،
لأنه بهذا الوصف (طلب الكمال) وطلب الكمال فرض عين
، وهو علاج لأمراض النفوس
ان التصوف غسل الروح >>>وللحقيقة نزوح >>>وللارواح بوح
يطير بنا الي عنان السماء
ويخلصنا من الاسر ويعتقنا..هناك..
بين الافلاك
انعتااااااااااااااااااااااااااق