الاثنين، 7 ديسمبر 2009

الداء الهولندي.. والداء الكوزي.. مشروع الجزيرة يستغيث


طالما تساءلت كثيرا عن العلاقة بين كلمتي (كوز) و (كذب),,ودائما كنت اري انها اكثر من مجرد التشابه الموسيقي بينالمفردتين بل هناك علاقة وطيدة,,فخلال عقدين من الزمان ظل الكذب ديدنهم

..فمنذ البيان الاول الذي اتي موشحا بكثير من الاكاذيب عن الوطن والمواطن وثبت زيفها بمرور الايام,,منذ ذلك الصباح المشؤوم حين قال الترابي للبشير

اذهب للقصر رئيسا وساذهب للسجن حبيسا.

.هذه الخدعة التي اخفت بها الحركة الاسلامية تقويضها للديمقراطية.. شكلت منهج حكومة الانقاذ او الاهلاك هذه ..وعلي مر عهدها المظلم ظلت تكذب وتتحري الكذب.

.وربما كانت الكذبة العظيمة التالية هي ذلك الوجه الاسلامي الذي طلته علي وجهها الشمولي المهووس بفقه الاجتهاد والمخارجات ولم تستطع كل مساحيق التجميل اخفاء الانتهازية والبرغماتية ورغبتها المحمومة بايجاد شرعية لاغتصابها الديمقراطية كعادة كل الانظمة العسكرية.

.ولو كانت هذه الصبغة تتعلق بالعقيدة فسيسهل خداع الناس ردحا من الزمان..وحققت بذلك مكتسبات تاريخية اهمها حرب الجنوب ..

.فمع( اسلمة ) القتال هناك استطاعت ان تستنهض الاف الشباب نحو معسكرات الدفاع الشعبي ثم كدروع بشرية في الجنوب لحماية وجودها وذهبوا - مغسولي العقول - اولئك تحملهم( اشواقهم الدينية ) او (احباطاتهم الدنيوية ) بحثا عن الحور العين ورائحة الجنان عند مقاتلة الجنوبيين (الكفار) بدعوي اعلاء كلمة الله ونشر الدين.

=

.ثانيا استطاعت ان تستقطب اموال الحركات الاسلامية في شتي انحاء العالم التي ارتات في نظام الجبهة احلامها بالوصول الي تجارب مماثلة,,,,,ثالثا ابقاء ميزانية البلاد كدولة محاربة يتيح فرص لامحدودة للسلب والنهب.


.اذكر انه تحت مايسمي دعم المجهود الحربي كان يتم اقتلاع منزل او عربة او مرتب اي موظف حكومي ويمكن استقطاع ضرائب واتاوات تحت بنود كثيرة تبدا بزاد المجاهد ولاتنتهي عند دمغة الشهيد التي كانت تستقطع زمنا طويلا بعد اتفاقية نيفاشا وتوقف الحرب

..هناك اكاذيب اكثر الما,,فتحت بند مايسمي التطهير والتمكين,, جاء الصالح العام ليقتلع في العشرة اعوام الاولي اكثر من 100 الف مابين استاذ جامعة وموظفين واطباء وعمال من خيرة خبراء الوطن,,لمجرد انتمائهم السياسي او لامتناعهم المشاركة في النهب من خزائن الدولة,
=

,انما نستطيع بكل ثقة القول ان اكبر جريمة سطو مسلح حدثت لطيب الذكر المرحوم مشروع الجزيرة.. فمنذ انشائه علي يد المستعمر البريطاني1925 ..ظل يشكل عصب الحياة ويضخ الدماء في شريان الدولة,,وسنتوقف طويلا لنتساءل: ايهما اصلح الاحتلال البريطاني ام الاحتلال الكيزاني

,,يسعدني ان اجيبك بان الانجليز شقوا القنوات والترع وانشاوا البنيات الاساسية للمشروع واقاموا التفاتيش وجلبوا اليه خبرات من جميع البلاد وظل في عهود طويلة يوفر فرص عمل هائلة واسواق ومصانع محلية ومحاصيل غذائية وتصديرية و مصدر اساسي للدخل القومي

..وستعود ايضا للوثوق من نظرية الكذب عند هؤلاء المهوسيين ..حيث ان من اكثر الاكاذيب التي (فلقوا)بها راسنا هي نظرية(ناكل ممانزرع) التي اقيمت لها الاغاني والاحتفالات ورقص علي انغامها اصحاب تلك العصي والوجوه الشائهة,,وسيكون من المناسب ان تقهقه عندما تعلم اننا الان نستورد الطماطم من الاردن والثوم من الصين

,,ثم لك الخيار ان تضحك او تبكي عندما تعلم ان اجمالي مساحة الذهب الابيض كما كنا ندعوا القطن –فخرا-,,تبلغ مائة الف فدان من اصل مليون فدان قبيل قدوم العسكر,

,مهلا,,فان 70% من هذه المساحة المتروكة تم استبدالها بزراعة القمح وهنا لا املك الا ان اقاسمك الوجع- اذا كنت من الجيل القديم مثلي - حين نتذكر اغاني تلفزيون السودان المشؤوم (مادايرين دقيق فينا,,قمحنا الفي بكفينا) وهنايمكنك بوضوح متابعة حبل الكذب الكوزي حين نعلم شيئين,

,الكذب في ادعاء المعرفة,,حيث ان محصول القمح موسمي يحتاج خبرات ورعاية لم يتوافران,,,والكذبة الاخري فهي اننا الان نعتبر من اكبر الدول المستوردة للقمح عالميا..كما اننا نستورد اكثر من 80% من اجمالي احتياجاتنا الغذائية,,فلا (قمحنا بكفينا ولايحزنون)ه

,,التدهور والفساد الكوزي هذا تماما كالسرطان يستشري في جسد الوطن بلاتوقف,ويمكنك ان (تنخلع) اذا عرفت ان الصمغ العربي الذي كان السودان يصدر منه اكبر الانتاج العالمي,,نتيجة سياسات الحكومة الرعناء.. اصبح سلعة تهريب رئيسية لدول اخري تعيد تصديره للعالم.
.اما مايحدث اليوم في الدندر فهو بلا شك فاجعة كبري فهناك 200 الف مواطن يواجهون الجوع مع دخول فصل الشتاء ,,لفشل موسم الخريف,,والحيوان كذلك هناك مهدد بكارثة بيئية
الحكومة اهملت الزراعة واتجهت بثقلها نحو البترول الذي لم يري منه الشعب شيئا سوي رقيص الجبهجية في احتفالاتهم وشعاراتهم الزائفة,

,حبوبتي قديما كان تقول في (غلوتيتها : دخل القش وماقال كش )اشارة الي الظل,,,الذي تراه و لكن لايوجد له وجود مادي,,كذلك البترول لم (يكشكش) في حياتنا بعد,

,ربما امكنني الان ان انظر بسخط اقل الي المعارضة في اوائل ايام البترول حين قامت بتفجير خطه معلله ذلك بانه من الافضل للبترول ان يعود لباطن الارض بدل ان يذهب لباطن (كروش) الكيزان,,وقد كان,,

من الغريب ان عائدات الزراعة وصلت قبل مجئ العسكرالي 600مليون دولار وهي نفس عائدات البترول بعد مجيئهم,,للاسف ماحدث ان الشعب لم يبق له لا هذه ولا تلك , تحولنا من الذهب الابيض الي الذهب الاسود,(,في الحالتين انا الضائع)..كما يقول الشعب..,,تم نهب كل الثروات بجميع الوان الطيف

,,يعرف علماء الاقتصاد.هذه الظاهرة ب (الداء الهولندي) حين تحولت هولندا من الاعتماد علي منتجات الالبان الي اقتصاد بترولي..وبالرغم انه لم يحدث نهب له مثلما حدث هنا,,الا انهم دفعوا ثمنا باهظا نتيجة الاعتماد علي مورد واحد بعد ان نفذ مخزونهم النفطي وتدهورت صناعتهم الاصلية,,

.الا ان هناك ظاهرة ((( الداء الجبهجي))),,,وهي ظاهرة تستحق الوقوف من علماء الاقتصاد والاجتماع والطب فسيجدون بلاشك متلازمة من عدة امراض اهمها الفساد والكذب

..اذا مررت علي الفساد نفسه تجده تعرض للكذب,,الاحصاءات تقول انه لايتجاوز 9%,,هل تدرك الان فداحة هذا الكذب,؟؟ه

,حسنا من اين تتطاول هذه البنايات الشاهقة ..من اين اتي(هؤلاء) بكل هذا,,من اين بنيت دور المؤتمر الوطني التي تنتشر كالدمامل في جسد احيائنا,,ان هذه الحكومة تكذب بطريقة تستحق الاشادة وبحرفية تستدعي الانبهار

هؤلاء القوم يمدون حبل الكذب- الذي تبين انه لم يكن ابدا قصيرا- فليس اسوا من جلد المسيحيات القصر تحت مسمي الشريعة,,هؤلاء الكيزان يكذبون علي الله فمن الطبيعي ان (يخمونا) ومن (الاطبع ) ان (نتخم) لاننا شعب اضينة كما اثبتت الايام,,

يمكنننا الاعتراض والجعجعة والخروج الي الشوارع نهاية مباريات الهلال والمريخ,,اما ان يرتفع السكر الذي يخرج جواله من المصنع بمائة الف ليباع بمائة وسبعين الف,, لتصرف منه الحكومة علي حملتها الانتخابية والجميع في صمت,,فهذه هي (الحقارة ) عينها

قصة الكذب هذه ابتدات منذ ليلة الانقلاب,,وتواصلت طيلة عهده السقيم,, فهذا البشير ظل يوزع الابتسامات البلهاء ..والرقصات الشتراء ,,والطلاقات الجوفاء,, في تسيير مصالح البلاد القومية,

,وبعد (لولوة وضياع وقت ..جابا باللفة) وقرر ان يسمح لقوات هجين بدخول البلاد,

,كان لابد ان يصدر هذا القرار الهجين من حكومة هجين بين العسكر ومهاويس
الدين المتاسلمين هؤلاء, وبعدها صرح ان المحكمة الدولية (تحت جزمتو) ه

ثم لم يلبث الا قليلا بان اسرع بوفده مهرولا صوبها للفصل في ابيي,
,في سابقة دولية خطيرة للاحتكام لمحكمة دولية في شان داخلي

,,كذب حقير,,كيف اصبحت المحاكم الدولية هي فجاة هي الملاذ الامن,


,,البشير يظن نفسه انه يجلس تحت ضل شجرة في حوش بانقا ويفتي في

امور (الدكاكين وختات المناسبات) بحلائف الطلاق هذه
,

,التي دائما ماتجد( مخارجة) فقهية,,بعد ان (تدق الدلجة)ه
****

علي الطلاق,,ان
هذه الحكومة تكذب وتستمرا الكذب بصلابة مبهرة

ظل سنوات طويلة يتحدث لاجهزة الاعلام بكل ثقة ويبدا بالبسلمة ويختم بالصلاة والحمد ويقول لاتوجد لدينا بيوت اشباح للتعذيب,,,الان بعد سنوات بذات الخطاب المتاسلم,,اتي ليعترف بتلك المقاصل والمسالخ الجبهجية,,

كذبت الحكومة في العملة.. وظلت تمارس القسمة علي عشرة كلما ازداد التضخم,,صار الجميع في الشارع حتي الحبوبات يحفظن جدول عشرة اكثر من ابنائهن,,خشية الوقوع في فخ (سيد ركشة يدقسك بي عملة جديدة كل حين,, من جنيه قديم ,,لي دينار حين قرروا- اسلمة العملات- الي جنيه جديد) ه

و تتواصل العروض المسرحية,,جميعنا يذكر تلك المرحلة الهلامية التي كان الجميع يتساءل ببلاهة روتينية,
ه,(اجيك الساعة سبعة بالقديم ولا الجديد؟؟,) ه
هذه الحكومة كذبت حتي في الزمن (الخلقو الله)ه ,,,

بمناسبة الكذب يقال ان الكذب ثلاثة انواع : الابيض والاسود والاحصاءات,,وكما ضعنا بين الذهب الاسود والابيض كذلك في الحالتين انا الضائع,, بين الكذب الابيض والاسود,

,فالكثير من تاريخنا مشوه بفعل الاكاذيب المتعمدة ويمكنك ان تستمع- فاغرا فاك - الي شاب من الجيل الجديد لتري بنفسك ماذا حل من خزعبلات بهذه الرؤوس من تغييب وتسطيح للقضايا وانكفاء علي الذات,

,اما الاحصاءات في هذه المقولة فلابد انها الانتخابات,,من المؤكد ان هناك تزوير خطير وتجاوزات وطبعا كذب في فترة التسجيل خاصة مع انحياز الحكومة وتراخي المفوضية .

.لكن من المؤكد ان التخلي عن حقك في التسجيل او الاقتراع هو الاكثر خطورة..سنقول انها الخطوة الاولي لدحر هذه العصابة الكاذبة لعلاج هذا الداء الذي استشري في جسد الوطن,..,


لايزال الرجل يكذب,, ويتحري الكذب,, حتي يكتب عند الوطن كوزا,, ,

الكيزان,,, يكذبون بادمان

الزراعة التي كانت تشكل عمودنا الفقري اكثر من ثلث الدخل القومي ويعمل بها نصف القوي العاملة..اصبحت هي اطلال بالية,,,

الان مشروع الجزيرة بعد ان اصبح خرابا ينعق فيه البوم, وامتص هؤلاء الدراكولات دمائه..وتم تشريد قرابة اربعة الاف موظف باستحقاقات هزيلة والابقاء علي ثلاثمائة فقط مع مصير مجهول,,ثم ,قرروا بيعه.


لنزار قباني قصيدة يحكي فيها عن عسكري طاغية يقول
في حارتنا ديك سادي سفاح,,كان ببيع ثياب ابيه.. ويرهن خاتمه الزوجي,, ويسرق حتي اسنان الاموات),ه

,الحكومة الان تحاول ان تسرق اسنان الاموات,,ان تاكل من جيفة مشروع الجزيرة ببيع اصوله وقبض ثمنها.ثم من الطبيعي ان تدرك- عزيزي القارئ الذي اشكر لك ان استطعت ان تصل الي نهاية هذا الحديث الملل- ان هذا البيع سيكون لشركات تتقاسم الارباح مع هؤلاء اللصوص


****
ادخل وشارك في الموقع ادناه,, بالتوقيع لوقف جريمة بيع مشروع الجزيرة

http://www.petitiononline.com/icdgs/petition.html

,,وعلي قول  القائل..مارس/ي اضعف الايمان.. بكل ايمان,, 

الثلاثاء، 3 نوفمبر 2009

انين النايات.. بوح الارواح المسافرات




الناي..سحر خرافي
..
له موسيقي عجيبة تاسر القلوب وتنزل الدموع وتثير الشجن وتغسل الارواح
ننساق في احلامنا وذكرياتنا ونطلق العنان لمشاعرنا مع صوته الحنون
ولكن اعزائي توقفت عند سر اخر..فالناي قد حمل معاني اكثر عمقا واثقل حمولة
 اكثر من حفل به اثنين من كبار المتصوفة
.
ان فهمنا المعني الحق للتصوف
حين ترتفع الحياة عن حواجز الزمان والمكان..حين تعبر الرؤي حدود الانسان
هما المتصوف الفخيم جلال الدين الرومي..والطائر المهاجر جبران خليل جبران
الاول عاش قبل ثمانية قرون ,,والثاني عاش قبل اكثر من قرن واحد
بكل اختلافات الزمان والمكان ,,كان الناي هو الجامع المشترك
بين اشواق النفوس للوصول وانعتاقات الذات من قيودها الثقيلة
والناي من الرموز الصوفية المهمة. ففي أعلى مستوى،يرمز الناي للمرشد
الذي يدور جسده في الرقص بينما يصعد بكلّيته إلى مقام الألوهيّة “من خلال”
نشيج الناي. إنه عبر هذه الوسيلة، يتكلم الشيخ إلى مريديه،
رغم أنه، جسدياً، قد يكون قد ناي بنفسه او غادرهم للحق منذ قرون.




وهو مدفون بقونية في تركيا,,كتب علي قبره

يا من تبحث عن مرقدنا بعد شدِّ الرحال

قبرنا يا هذا في صدور العارفين من الرجال

مصنفه المثنوي من الانجازات العرفانية الضخمة في الادب العالمي,,
فقد بث عبر نايه تطابقا تاما بين الناي والمتصوف الذي قطع مراحل

العشق الالهي ووصل درجة الفناء في الله ,فمايصدر عنه من الحان
ليس فعل الناي وانما من فعل عازفه,,الله خالقه وخالق الاكوان جميعها
وهكذا المتصوف,,يفني في ذات الله,وكل مايصدر عنه مرجعه الي الله

اسمع من الناي حين يحكي..وهو من الم الفراق يشكي
عندما قطعوني من بين القصب..من صياحي وانشغالي تالم الجميع
سامزق بعزفي نفسي قطعة قطعة.حتي ابث في الكون قصة الم الاشتياق
وهذه النار التي حلت في الناي هي نار العشق
صوت الناي نار وليس نفسا,,من لايصطلي بنار فليس له نفس
..
في حياتنا اليومية نلاحظ ضروبا مختلفة من مشاعرنا الانسانية الدنيا
غضب حزن غيرة انانية جوع تطلع لهفة حرمان كذب ادعاء رغبات تخيل ووو
لنتخلص من هذه الادران نحتاج الي انسجام بين الذات والكون
فالناي عند الرومي في صوته العميق..مر برحلة تشبه الانسان
فقط قطع عن امه الشجرة ,,, واصبح عودا بلا فائدة
كما قطع الانسان من الجنة وهام علي وجهه ظلوما جهولا
ولا جل ان يستعيد ذاك الفردوس المفقود,,فان الناي ينظف من الداخل
ثم يحرق ,,حتي يقدم فائدة جديدة وهو العزف عليه
والعزف لايحدث حتي ينفخ فيه ونفس العازف الذي يخرج
به الصوت يقول انه ليس نفخا وانما نار من شدة العشق
وهكذا الانسان ينظف نفسه ويحرق ادرانها
وينفخ الله فيه بما يهبه اياه من المجالي الربانية,,فيخرج لحن الخلود
ان الناي نديم لكل من فرقه الدهر..من راي مثل النار سما وترياقا
لقد اصبحت الايام متشابهة في الهموم..فلتذهب الايام
ولتبقي انت ايها الناي رمزا للطهر والنقاء
ان العشق جعل جسم الارض يعلو علي الافلاك

اما جبران في قصيدته الاشهر صاحبة اسم ديوانه الاوحد..المواكب
والتي كان الناي فيها هو حبيبته الغالية يكتب لها وبها عن لواعج ذاته
جبران الذي قال حين عاش ذلك الطيران نحو الاعالي,,

ه(لم اكن في الماضي الا جذر مطمورا في الارض واليوم
لا ادري ماذا اصنع من كثرة مالدي من هواء ونور وفضاء)ه
ذلك حين عاش التحرر من عبوديته لذاته,,وحلق بعيدا وتصالح مع نفسه
قال عنها ميخائيل نعيمة (ان هذه القصيدة هي صدي النزاع الداخلي
في نفس جبران بين ايمانه بفطرة الناس الالهية وبين مايبصره فيهم من بشاعة)ه
وربما كان يقصد بالناي الذي ينفخ فيه,,رمز الروح التي ينفخ فيها الله وتلتقي
كل الارواح فتؤلف لحنا واحدا للروح المخلوقة ..لحنا لا نشاز فيه

الخيرفي الناس مصنوعٌ اذا جُبروا و الشرُّ في الناس لا يفنى و إِن قبروا
و أكثر الناس آلاتٌ تحركها أصابع الدهر يوماً ثم تنكسرُ
فلا تقولنَّ هذا عالم علمٌ و لا تقولنَّ ذاك السيد الوَقُرُ
فأفضل الناس قطعانٌ يسير بها صوت الرعاة و من لم يمشِ يندثر
**** ****
أعطني النايَ و غنِّ فالغنا يرعى العقولْ
و أنينُ الناي أبقى من مجيدٍ و ذليلْ
**** ****
وأنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود هل إتخذت الغابة مثلي منزلا دون القصور
فتتبعت السواقي وتسلقت الصخور هل تحممت بعطره وتنشفت بنور
وشربت الفجر خمراً من كؤوس من أثير .
.هل جلست العصر مثلي بين جفنات العنب والعناقيد تدلت كالثريات الذهب
هل فرشت العشب ليلا وتلحفت الفضاء زاهداً في ما سيأتي نااسياً ما قد مضى
أعطني الناي وغني وانسى داء ودواء ,,,إنما الناسُ سطورٌ كُتِبَتْ لكن بماء
يعلن بها جبران ثورته ضد السؤ في العالم وملجاه للناي للتخلص من تلك الاوحال
اذا اعتبرنا الناي بمعني الروح المتفانية في العالم العلوي..
واعتبرنا الغنا هو العشق اللامتناهي تجاه العالم العلوي
واعتبرنا انين الناي هو لحن الروح المتالمة
يكون الشاعر يقصد المعاني التالية : ه

اعطني الروح المتفانية واعشق فالعشق اللامتناهي تجاه العالم العلوي
يرعي العقول دون اجبار,فان الم ولحن الروح المتفانية اخلد
من كل انواع البشر وطبقاتهم ,,المجيد او الذليل من البشر
اي من الاوصاف الدنيوية التي جاءت لخدمة الاغراض الدنيا.
يقصد الشاعر به خلود الروح البشرية
يواصل الشاعر في سفره العلوي وسخطه الدنيوي

و ما الحياةُ سوى نومٍ تراوده,,,احلامُ من بمرادِ النفس يأتمر
و السرُّ في النفس حزن النفس يسترهُ,,,فإِن تولىَّ فبالأفراحِ يستترُ
و السرُّ في العيشِ رغدُ العيشِ يحجبهُ ,,فإِن أُزيل توَّلى حجبهُ الكدرُ
فإن ترفعتَ عن رغدٍ و عن كدرِ ,,جاورتَ ظلَّ الذي حارت بهِ الفكرُ
**** ****
ليس حزن النفس الاَّ ظلُّ وهمٍ لا يدومْ,,,,,و غيوم النفس تبدو من ثناياها النجومْ
أعطني الناي و غنِّ فالغنا يمحو المحنْ,,,,,و أنين الناي يبقى بعد أن يفنى الزمنْ
***
غنتها فيروز وهذه روعة اخري
http://www.youtube.com/watch?v=zQJqu675Ino
=
الفيلسوف الالماني بولنوف يقول:ه

ان الشرط الاول للحوار هو القدرة علي الاصغاء للاخر والاصغاء هذا اكثر من معني التقاط
الاشارات الصوتية,,بل يعني ان الاخر يود ان ييقول لي شيئا مهما
شيئا علي ان افكر فيه,,وقد يرغمني اذا دعت الضرورة ان اغير راي
يقول السيد المسيح

احبوا اعداءكم ,,,,,وباركوا لاعنيكم
فلنتسامح
ولنصفوا
ولنعلوا
فوق الجراح,,فوق الالم,,فوق العذاب,,فوق ذواتنا الضيقة
فوق التصانيف,,فوق الاختلاف,,فوق الملل والنحل والمسميات
ان التصوف ايمان وعمل وعبادة ودعوة وأخلاق وبر مطلق، وهو إرادة وجه الله
في كل قول أو عمل أو نية أو فكر، دنيوي أو أخروي، وهو التسامي بالبشرية
إلى مستوى الإنسانية الرفيعة، فهو وحي من الوحي، وهو الدين كل الدين،
لأنه بهذا الوصف (طلب الكمال) وطلب الكمال فرض عين
، وهو علاج لأمراض النفوس
ان التصوف غسل الروح >>>وللحقيقة نزوح >>>وللارواح بوح
يطير بنا الي عنان السماء
ويخلصنا من الاسر ويعتقنا..هناك..
بين الافلاك
انعتااااااااااااااااااااااااااق

الثلاثاء، 6 أكتوبر 2009

ام الناس




يا بائعةُ الكسرةِ

أهواكْ

ألقاكْ

الشاشُ الأبيضُ بين يديكِ غمام

نامتْ لفائفُك الغنّاء

يا سمراء ..

أشتمُ سماحتك الخضراء

وترحاب الاتقان

رضا جمالك يضحك

لا غيرة من أترابك

الايثارُ الغادي

رزقُ اللهِ تقسّم في أصحابك

كدحٌ شاكرْ

أهواكِ

أصابعُ صبركِ ، والعملُ الموصولُ

الجيّد لبّ نقائك

ورزانتك الشّماء

الفقر تجمّل سِمةٌ من كبرٍ وحنان
ْ
بصّرني معناك

يشفيني من سخطي

يشكو في السوق

لغير سميعٍ
..
أسمعتِ بذاك البائعِ .. ذاك السارقِ في الديوان ؟

خانِ الميزان
...
أسمعتِ شكايته الحيرى ؟

يا ويلاه إذا شكّ الميزان

كفته تسألني عن توأمِها المفقود

وأرى أطفالك في ذاك البيت الأقصى

ينتظرون الخيرَ العائدَ كُلّ مساءْ

يحبو أطفالُك في بيتٍ يحبو

معراج شعبته في راحات الزُغب

ولثعُ الألسنةِ الأولى
..
ذاك البيتُ الناشيء فوق ركائِزه
!
لا يعنيه نفاقُ مكتحلِ العينين

لا يعنيه لصوصُ الشمسِ

ولؤم السُعرِ

ولا تطفيفُ الكيلِ

وأوزارُ الخرطومِ المفتونةِ

يعنيه الام..تدر الحب العائد كل مساء

اطفالك اطفالي

ابكي في سري بين يديك

ودموعي الوان شتي

زهر يتفتح وجراحات منسية تتذكر

أهواك عزيمتك الغرّاء
ُ
وهذا العملُ الطيبُ منذُ الفجرِ على رأسُكِ

وجلستِ به كالوردةِ ريّا

تومضُ في ظلماءِ السوقِ المستنقع
ِ
تيمّني ثوبُك هذا الأبيض
..
وجهك يسفرُ ، لا كالبدرِ ولا كالشّمس

ولكنْ من إيقانك..

الثوب الابيض درع بلادي

لا الباروكة ولا الفستان العاري

في وجهُك ، هذا الباسمُ .. حزنُ الصبر
ِ
تفاءلْ

ما أجملَ هذا الحزنُ الصابرْ

ما أجملَ هذا العملُ الساهرْ


أقبلتُ إليك أطهِرُ نفسي من أعبائي

أتعلمُ منك الخيرَ الكاسبْ

العفةُ في عينيك
..
الحكمةُ ملء يديك
..
أتعشقُ حسنَكِ والإحسان
ُ
وأضاحكُ فيك عزائي

*****
تحية الخلود في قلوبنا لذلك المبدع الفلتة المعذب الحائر (المنطلق) المجذوب

تعريف صغير بالشاعر

من مواليد العام 1919م، الدامر، نشأ في بيت آل المجذوب المعروف بالصلاح والتقوى والعلم. أصغر من تعلَّم القراءة والكتابة في تاريخ السودان، وكان ذلك وعمره حوالي الثلاث سنوات، حفظ القرآن على يد والده الشيخ. اشتهر وهو صغير بكتابة وعمل الشرافة (ألواح القرآن)، وهو العمل الذي كان يقوم به شيخ الحيران. التحق بكلية غردون التذكارية وهو لم يبلغ بعد السن القانونية للالتحاق بها، وكان ذلك لقدرته غير المحدودة في اللغتين العربية والانجليزية.

فور تخرجه من قسم المحاسبين عام 1936م، تم تعيينه محاسباً لخدمة الدولة. في كلية غردون كان له الفضل في عمل الخلفية المسرحية من خياله الدَّفاق، أراد له والده الشيخ أن يصبح قاضٍ شرعياً، غير أنه سلك طريق العمل الوظيفي، أسس ومعه عشرة من المثقفين (الحزب الجمهوري) مع المرحوم الأستاذ محمود محمد طه، في العام 1949م.

إلى جانب معرفته الجيدة للغة العربية، فهو من أبرع وأشهر من تحدثوا بالانجليزية، صدرت له الدواوين الشعرية التالية: الشرافة والهجرة، نار المجاذيب، البشارة – الخروج – القربان، القسوة في الحليب، أصوات ودخان، منابر، شحاذ في الخرطوم.

بدأ كتابة الشعر وهو في سن الثالثة عشر، ووصل لمرحلة الفرادة والتميز في كل الأعمال التي قام بها في حياته، بدءاً من انضباطه في مواعيد خروجه ودخوله بمواضع عمله وسكناه، ونظمه للشعر، ووفائه لأصدقائه، وإصراره على مواقفه التي كان يقول أنه كان من الممكن أن يموت دونها، ومدَّ يد العون لكل محتاج من معارفه وغيرهم.

التحق بكلية الفنون الجميلة لوقتٍ قصير رغبةً منه في تعلم الرسم الذي أحبه، ولكن انقطع عن الدراسة لانتقاله للعمل بسلك المحاسبين الحكوميين بجنوب السودان.

مثل السودان في عدد من المحافل العربية والعالمية الثقافية بوصفه أميناً لاتحاد أدباء السودان، انضم للندوة الأدبية بأمدرمان، وكان ممثلاً لها في مؤتمر الأدباء العرب بالقاهرة، ومؤتمر بغداد. نال عدد من الجوائز، منها: وسام الحبيب بورقيبة، وجائزة تقديرية من الكويت، وجائزة الدولة التشجيعية والوسام الفضي ووسام الآداب والفنون.

توفي في ظهيرة الثالث من مارس 1982م عن عمر بلغ ثلاثة وستون عاماً.